توصلت دراسة علمية حديثة، إلى وجود نقص فى فيتامين (أ) لدى الأطفال، الذين يعانون من مشاكل فى التنفس، خاصة المبتسرين. وتبين من الدراسة - التى أجرتها الدكتورة معتزة مصطفى الشافعى الباحثة بعلوم الأطعمة والتغذية بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومى للبحوث - من خلال عمل مقارنة بين أطفال مصريين، وهولنديين، من الذين يعانون من صعوبة التنفس، وتنوعت الحالات المصرية بين أطفال مكتملى النمو وأطفال مبتسرين، حيث تلاحظ أن الاثنين يعانون من صعوبة فى التنفس، وأن جميعهم يعانون من نقص فيتامين (أ) والبروتين الحامل له، بالمقارنة بالعينة الضابطة، على الرغم من أن أطفال هولندا تم إمدادهم من خلال التغذية الوريدية بفيتامين (أ) بكميه كافية. وأشارت الدراسة إلى أن هذا النقص أخذ يتحسن عند الأطفال الهولنديين، بمجرد تحسن حالة التنفس عندهم، من جهة أخرى عند قياس "البيتاكاروتين" لهؤلاء الأطفال (وهو المركب الذى يتحول إلى فيتامين (أ) فى الجسم) ووجد أن مستواه أفضل عند الاطفال الهولنديين عنه فى المصريين. وبدراسة السبب حول نقص الفيتامين فى الأطفال الهولنديين الذين يعانون من صعوبة التنفس بالرغم من إمدادهم به عبر الوريد، تبين أن السبب قابلية هذا الفيتامين الالتصاق بالجدار المبطن للأنابيب البلاستيكية التى يؤخذ من خلالها، وبذلك استفاد قسم المبتسرين فى هولندا من هذه الدراسة، بأن أقر بروتوكولًا جديدًا لإعطاء فيتامين (أ) عن طريق الحقن العضلى وعدم إعطائه عن طريق الوريد. ولفتت الدكتورة معتزة صاحبة الدراسة، إلى أن الأطفال المبتسرين أكثر عرضة للميكروبات ولضيق التنفس نتيجة لتفاوت نضج الجهاز التنفسى قبل الولادة، خاصة عند المواليد قبل اكتمال مدة الحمل الطبيعية. جدير بالذكر أن فيتامين (أ) يعتبر مهمًا جدًا كمضاد للأكسدة، ويعد من الفيتامينات المهمة لصحة الخلايا الطلائية التى تعتبر خط الدفاع الأول ضد غزو الميكروبات للجسم وتتواجد هذه الخلايا على سطح الجلد، وكذلك تبطن كل الأغشية المخاطية. وشددت الدراسة على أهمية أن يتم إعطاء جرعة مناسبة من فيتامين (أ) للأطفال الذين يعانون من مشاكل التنفس خاصة المبتسرين منهم، وأهمية إعطائه بجرعة مناسبه لهؤلاء الأطفال، حيث إن الإهمال فى إعطائه بالجرعات المناسبة والطريقة المناسبه تسبب تحور الخلايا الطلائية المبطنة للجهاز التنفسى لهؤلاء الاطفال إلى خلايا غير صحية حرشوفية تؤدى إلى زيادة صعوبة التنفس وطول مدتها لتصبح مزمنة، وقد تتحور إلى خلايا سرطانية مما يزيد من حاجة الطفل إلى الأوكسجين. وتقدمت الدكتورة معتزة مصطفى الشافعى بهذه الدراسة للحصول على درجة الدكتوراة فى طب الأطفال من هولندا، بإشراف مشترك بين المركز القومى للبحوث ومستشفى صوفيا للأطفال فى جامعة أراسموس بهولندا، تحت إشراف الدكتور فوزى الشوبكى.