مع اقتراب الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب بدأت طاحونة التكهنات السنوية تدور بقوة وتتردد أسماء بل ومراهنات حول اسم الفائز، وبرغم ان كثيرا من هذه التوقعات والمراهنات خابت فى الأعوام السابقة فلن يكون من المستبعد أن تكون المفاجأة هذا العام مصرية. وفى ضوء عدة مؤشرات لن يكون من المستبعد أن يحقق الروائى المصرى علاء الأسوانى المفاجأة الكبرى هذا العام، ليكون ثانى مصرى ينال أم الجوائز الأدبية فى العالم ويحمل الفرحة لأبناء أرض الكنانة كما فعلها من قبل نجيب محفوظ فى عام 1988. ومن بين كل الأسماء الكبيرة فى عالم الأدب بمصر والعالم العربى يبدو علاء الأسوانى موضع اهتمام خاص وواضح سواء فى الملتقيات الأدبية ومعارض الكتب الغربية ودوائر ومؤسسات النشر الأوروبية والأمريكية من جانب الصحف الغربية الكبرى، كالجارديان والأوبزرفر ونيويورك تايمز واللوموند وسط اتفاق على موهبته الأصيلة وانحيازه لقضايا شعبه ودفاعه عن الحرية والديمقراطية. وتبدى الصحافة الغربية اهتماما كبيرا بآراء علاء الأسوانى الذى كان قد أكد لجريدة الجارديان البريطانية أن "الثورة المصرية إنجاز عظيم للإنسانية بأكملها وسيدون فى تاريخ البشرية كلها" منوها بأن هذه الثورة غيرت مفهوم السلطة فى منطقة الشرق الأوسط. كما اختارت جريدة التايمز البريطانية الأسواني ضمن قائمتها لأبرز وأهم 50 روائيا فى العالم، ودرجت صحف ووسائل إعلام غربية على وصفه فى الأونة الأخيرة بأنه "أهم كاتب روائى فى مصر والعالم العربى". وفيما وصفته صحيفة لوموند الفرنسية بأنه "أبرز روائى عربى" تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية :"من أي معين يستمد علاء الأسوانى كتاباته؟". ولاجدال أن الترجمة الكثيفة لأعمال علاء الأسوانى تضعه بقوة أمام القائمين على التحكيم فى جائزة نوبل للأدب، وفى المقابل فإن غياب الترجمة لأعمال كتاب آخرين وبعضهم من المبدعين الكبار فى مصر يمكن أن تظلم موهبتهم عالميا. ومن الأسماء التى راودها حلم نوبل طويلا الشاعر والكاتب السورى الأصل على أحمد سعيد الشهير بأدونيس والروائى اللبنانى الأصل أمين معلوف، والكاتب الليبى إبراهيم الكونى المقيم فى سويسرا والمعروف على نطاق واسع فى الغرب بكتاباته الروائية عن الصحراء والطوارق، كما يتردد اسم الكاتب والشاعر المغربى الطاهر بن جلون، والروائية الجزائرية آسيا جبار. ومن الأسماء الأخرى التى تتردد وسط طاحونة التكهنات بشأن جائزة نوبل للأدب التى ستعلن الخميس المقبل أو الذى يليه على الأكثر الكينى نجوجى واثيونج، والصومالى نور الدين فرح، والإسرائيلى عاموس أوز، والكورى الجنوبى كو وان، واليابانى هاروكى موراكامى، والهندى فيجايدان ديثا، والأسترالى ليس موراى، والمجرى بيتر ناداس. وإذا كان بعض أصحاب التكهنات يتحدثون عما وصف "باللفتة السياسية" كمسوغ لمنح جائزة نوبل للأدب لأدونيس فان الأمر يبدو أكثر منطقية وترجيحا بالنسبة للروائى المصرى علاء الأسوانى الذى انحاز بقوة لثورة 25 يناير المصرية، فيما بقى موقف أدونيس محاطا بالالتباسات من الأحداث فى سوريا، وتعرض لكثير من الانتقادات.