تمر هذا الشهر الذكرى الثالثة لكارثة منطقة الدويقة، والتى راح ضحيتها ما يزيد على المائة مواطن نتيجة سقوط إحدى صخور جبل المقطم على قاطنى المنطقة. ورغم مرور ثلاثة أعوام على تلك الكارثة الإنسانية إلا أن سكانها مازالوا يعانون من تهالك منازلهم، كما أن عددا كبيرا منهم لم يحصل بعد على سكن بديل من الوحدات التى توفرها محافظة القاهرة لسكان الإنهيارات والكوارث. وقد شهدت الشهور الماضية عدة اعتصامات لسكان الدويقة أمام مبنى محافظة القاهرة بعابدين، اعتراضا على تركهم فى الشارع بلا مأوى، وإحتجاجا أيضا على نقلهم لوحدات سكنية بالمدن الجديدة تفتقر للمرافق الأساسية، وتبعد فى نفس الوقت عن أماكن عملهم. كان سكان منطقة الدويقة قد فوجئوا فى سبتمبر 2008 بانهيار كتل صخرية كبيرة من جبل بخيت المجاور لمنازلهم العشوائية، وتوالت فى نفس العام بعد ذلك العديد من الإنهيارات الصخرية، ولكن بمناطق متفرقة من منطقة الدويقة، كعزبة خيرالله واسطبل عنتر، وبعض المناطق الخطرة بحى منشأة ناصر. وقرر وقتها المحافظ السابق الدكتور عبدالعظيم وزير إخلاء المنطقة بأكملها بعد أن شكل لجنة فنية متخصصة من أساتذة الهندسة والجيولوجيا وعلوم التربة لفحص الحافة الشمالية من جبل المقطم وتحديد مناطق الخطورة الداهمة بها. ومنذ ذلك الوقت واللجنة تمارس عملها، وتحدد من أن لآخر المناطق الآمنة والمناطق التى ينبغى إخلاؤها نظرا لخطورتها، بالإضافة للمناطق الآمنة ولكنها بحاجة لتطوير فى شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، كمنطقة مبنى الإذاعة والتليفزيون، ومنطقة دير الأنبا سمعان. ورغم كل هذا الجهد من قبل اللجنة، إلا أن أحد أعضائها قد اعترف فى تصريح ل" بوابة الأهرام" أن عملها قد توقف منذ فترة، وتحديدا منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لافتا أن آخر منطقة تم فحصها كانت( الأباجية) تحت اشراف الدكتور على عبدالرحمن المشرف على اللجنة الفنية لفحص جبل المقطم قبل توليه منصب محافظ الجيزة. وأكد لنا أيضا محمود فتوح رئيس المجلس المحلى لمصر القديمة أن إجراءات الإخلاء والتسكين متوقفة منذ اندلاع الثورة، ولم تتمكن محافظة القاهرة من توفير وحدات جديدة، نظرا لإعتداء البلطجية على عدد كبير من الوحدات رغم عدم أحقيتهم بها. من جانب آخر كان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أحال وقت وقوع الكارثة اللواء محمود ياسين نائب المحافظ للمنطقة الغربية ومسؤلين آخرين من حى منشأة ناصر وإدارة الإسكان بالمحافظة للمحاكمة الجنائية بتهم القتل والإصابة الخطأ لعدد من مواطنى الدويقة، ولكن ياسين قد حصل فى شهر سبتمبر من العام الماضى، - حيث الذكرى الثانية للكارثة- على حكم البراءة. يذكر أن الحكومة قد تجاهلت تهديدات متعددة تنذر بوقوع حادث الانهيار الصخرى منذ عام 1993، حيث وقع وقتها حادث مماثل بحى منشأة ناصر.