يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حملة شرسة منظمة من جانب الهيئات الممثلة للشرطة بسبب اللجوء إلى الأمريكان للمساعدة في حفظ الأمن ومنع تكرار أعمال الشغب في بريطانيا. وفي رسالة غير مباشرة إلى كاميرون قال قادة الشرطة، بغضب بالغ، إن الخبير الأمريكي لن ينفعه. كان مكتب كاميرون في 10 داوننج ستريت، أعلن تعيين ويليام براتون، الشهير باسم بل براتون، مستشار للحكومة لمكافحة الجريمة وأعمال الشغب. وكان براتون قائدًا لشرطة مدينتي نيويورك ولوس انجيليس وله سجل حافل في مواجهة العصابات في المدينتين. وتشير التقديرات إن براتون نجح في خفض معدلات الجريمة في نيويورك بنسبة 27 في المائة. ورغم تأكيد الحكومة في بيان رسمي أن براتون لن يعين في إدارة أو قوة محددة ضمن جهاز الشرطة البريطانية، وأنه سيتعامل مباشرة من كاميرون، فإن هذا لم يبدد غضب قادة الشرطة. واستنكرت جمعية كبار قادة فرق قوات الشرطة واتحاد مفتشي الشرطة هذا الإجراء. وقالوا: لماذا لا يتشاور رئيس الوزراء معنا نحن". وقال ممثلو المنظمتين في بيان رسمي إنهما أقدر على تقديم النصح من أي أمريكي آخر سيكون ، حسب اعتقادهم، أقل فهما للأوضاع في بريطانيا. يذكر أن رجل الشرطة الأمريكي المتقاع، الذي يعمل الآن خبيرا أمنيا، قد تعاون مع ضباط الشرطة البريطانيين أكثر من مرة خلال العشرين عاما الماضية. كما منحته ملكة بريطانيا عام 2009 نوط الإمبراطورية البريطانية لتميزه الفريد كقائد شرطة. وفي أول تعليق له على أحداث العنف والشغب في بريطانيا أخيرًا، قالت براتون إن الشرطة البريطانية في حاجة لأن تركز على تهدئة التوترات العرقية بمزيد من العمل مع قادة الجاليات والمحليات وجماعات الحقوق المدنية. وأضاف السيد كاميرون شكرني على الموافقة على العمل مع الحكومة البريطانية في التعامل مع قضايا جرائم العصابات وعنفها وطريقة التعامل معها.. كما عبَّر عن تطلعه لفرصة العمل البريطانيين بشأن هذه القضايا. وقال اتحاد كبار قادة الشرطة إن ثقافة المجتمع البريطاني مختلفة عن الثقافة الأمريكية. وأكد اتحاد مفتشي الشرطة أن تكتيكات عمل الشرطة البريطانية مختلفة. وذكر الاتحاد بالقضايا التي يجري التحقيق فيها مع ضباط الشرطة البريطانية لأنهم كانوا عنيفين في التعامل مع الناس. يذكر أن الاتحاد يباهي دائما بأن لدى أعضائه الخبرة والتجارب التي يتمتع بها ضباط الشرطة من انجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية. كما يقول إنه يشكل منتدى مهني لتبادل الأفكار والخبرات وأفضل سبل استغلال الموارد من أجل تقديم أفضل خدمة شرطية لحماية سلامة الناس. واعتبر إيان هانسون، أحد قادة اتحاد شرطة مانشستر الكبري، إن تعيين الخبير الأمريكي مستشارا للحكومة البريطانية " لطمة في وجه الشرطة" من جانب رئيس الوزراء. وقال في تصريحات تلفزيونية "بريطانيا لاتحتاد إلى شخص يأتي ( ليساعدها) من على بعد 5 آلاف ميل". وأكد "هناك حالة غضب ، وإحباط ودرجة من الشك في هذه الخطوة". وقال جون تولي، رئيس اتحاد شرطة العاصمة البريطانية، في تصريحات لاحقة إن النصيحة الأمريكية لن تنفع. وقال جونب أوكونر، قائد الشرطة البريطانية العامة "اسكوتلانديارد" السابق إن الأمريكيين أنفسهم لم يعالجوا المشاكل الاجتماعية في نيويورك. وأضاف أن ما فعلوه هو أنهم أغلقوا الأبواب على الناس وأن هذه هى طريقة عدم التهاون الأمريكية. وعبر عن اعتقاده بأن هذه الطريقة لن تنفع في بريطانيا. في تطور آخر، تفجر خلاف بين كاميرون وجهاز الشرطة بعد انتقاد رئيس الوزراء لأفراد الشرطة بأنهم كانوا " لينيين أكثر من اللازم" في تعاملهم مع الأحداث عقب تفجرها في شمال لندن وقبل امتدادها إلى أحياء المدينة وغيرها من المدن. وقال كاميرون" لقد تم نشر أعداد قليلة للغاية من الشرطة في الشوارع كما أن تكتيكاتها لم تكن فاعلة". ورد عليه اتحاد كبارقادة الشرطة قائلا إن هذا أمر طبيعي متوقع ولا مفر منه بسبب قلة الموارد والتخفيض في الميزانية. من ناحية أخرى ، ارتفع عدد المعتقلين للاشتباه في المشاركة في أعمال الشغب والسلب والنهب والحرق الأخيرة إلى 2275 حتى مساء السبت. وقالت الشرطة إن وجهت بالفعل تهما إلى أكثر من 1000 منهم حتى الآن.