بدأ مدفع الإفطار أول ظهور له فى مصر ، ثم انتقل منها فى أواخر القرن التاسع ( قبل نحو 120 عاما) إلى بلاد الشام ودول الخليج العربية والسعودية، وعلى قمة أحد الجبال بالعاصمة المقدسة مكةالمكرمة يقف مدفع الافطار على أهبة الاستعداد لبدء موسم عمل جديد. وقد اختلفت الروايات التاريخية حول أصل ظهور مدفع رمضان ولكن أكثرها شعبية رواية "الحاجة فاطمة" ، حيث كان بعض الجنود فى عهد الخديوى إسماعيل ينظفون أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة فى مدينة القاهرة مصادفة وقت آذان المغرب من شهر رمضان فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدا جديدا للاعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت بنت الخديوى الحاجة فاطمة بما حدث راقت لها الفكرة وأصدرت قرارا تدعو فيه إلى استخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية . ومنذ ذلك الوقت ارتبط فى أذهان الناس موعد الإفطار والإمساك بمدفع رمضان وأطلقوا على ذلك المدفع اسم " الحاجة فاطمة " ومكانه قلعة صلاح الدين الأيوبى . وقد تأهب مدفع رمضان بمكةالمكرمة لإطلاق أولى سبع قذائف صوتية مساء اليوم الأحد ليعلن دخول شهر رمضان المبارك ابتهاجا، ليبدأ مزاولة مهامه الرمضانية بعد استراحة دامت عاما كاملا بغرفته المخصصة له فى مقر إدارة المهمات والواجبات بمكةالمكرمة . وتم تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة " قذائفه الصوتية " التى يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك طيلة الشهر وحتى أول أيام عيد الفطر ، حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخرى عند دخول وقت السحور وطلقتان للاعلان عن الإمساك يوميا . أما عند دخول عيد الفطر المبارك فتدوى طلقاته الصوتية ابتهاجا، مختتما نشاطه للعام الحالى ويتم نقله إلى غرفته بمقر المهمات بعد أن أكمل انجاز مهمته ، حيث يبلغ مجموع الطلقات التى يطلقها منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك 150 طلقة تقريبا. وقد خصص عدد من رجال الأمن السعودى للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الكفاف قبل صلاة الفجر . ويعد مدفع رمضان أسلوبا من الأساليب المستخدمة في الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك وموعد الإفطار والإمساك فى كل يوم منذ دخول الشهر الكريم حتى دخول عيد الفطر وهو تقليد متبع فى العديد من الدول العربية والإسلامية ورمزا من رموز شهر رمضان المبارك فى غالبية الأقطار الإسلامية. ومدفع رمضان فى مكةالمكرمة هو عبارة عن آلة يتم نقلها بواسطة مركبة من مقر إدارة المهمات والواجبات إلى مكانه الذى خصص له بأحد الجبال المتميز بارتفاعه وخلوه من السكان وقربه من المسجد الحرام وأطلق عليه جبل "أبو المدافع". وكان المدفع يطلق ذخائر صوتية ناجمة عن عملية إنفجار البارود واحتراقه داخل فوهة المدفع ، حيث ينطلق الصوت ليسمع فى كافة أرجاء مكةالمكرمة ويصدر دخانا متصاعدا نتيجة لاحتراق البارود بعد إطلاق الذخيرة، وقد استبدل فى السنوات الأخيرة المدفع القديم بآخر جديد وهو شبه آلى ، كما أن القذيفة التى يتم إطلاقها جاهزة وليس على الشخص الذى يقوم بإطلاقها الا وضعها فى المكان المخصص لها ومن ثم يضغط الزر المعين لإطلاق الصوت بعكس المدفع السابق الذى كان يعمل يدويا ، حيث يتم ملء فوهة المدفع بالبارود ومن ثم يتم كبسه يدويا بعد ذلك يتم إطلاق القذيفة عبر سحب حبل للخلف بشدة ومن ثم ينطلق الصوت. ويقوم الشخص المسئول بإطلاق القذيفة يوميا عند سماع صوت الأذان للاعلان عن دخول وقت الإفطار وعند دخول وقت السحور وعند وقت الإمساك. وكان فى مكةالمكرمة عدة مدافع فى مواقع مختلفة بعدد من أحياء مكةالمكرمة وأصبح الآن لا يوجد إلا مدفع واحد وهو الذى يتم استخدامه فقط وذلك بسبب توفر وسائل الإعلان المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة للاعلان عن دخول الشهر الكريم والإفطار والإمساك مما جعل الحاجة إلى استخدام المدفع للإعلان عن ذلك غير ضرورية وإنما يتم استخدامه كرمز من الرموز الجميلة والطقوس الرمضانية الموروثة.