عرفات: 9 مليارات جنيه تكلفة تنفيذ المرحلة الأخيرة من الطريق شاملة تعويضات نزع الملكية ترك: الطريق يربط 20 محافظة ويخدم مصر بالكامل
انتهت وزارة النقل من تنفيذ الجزء الأخير من أكبر وأضخم طريق في الشرق الأوسط وهو "الطريق الدائري الإقليمي" الذي يبلغ طوله نحو 400 كيلو متر يربط نحو 7 محافظات بالوجهين البحري والقبلي بالدائري القديم ومحافظة القاهرة ، وذلك بعد 11عاما من العمل فيه. وقد أعلن عنه نهاية 2007 وتم التصديق عليه وتكليف وزارات الإسكان والنقل والهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالبدء في رفع الإحداثيات الخاصة بالطريق، وفي 2009 بدأ العمل به وبلغ معدلات التنفيذ 25% حتى تم إدراج الطريق في 2014 ضمن المشروع القومي للطرق، حيث تم إعادة تقسيم الأجزاء المتبقية من المشروع على الجهات الثلاثة وتم تحويله ليكون أول وأضخم طريق حر في مصر والشرق الأوسط. وقال الدكتور هشام عرفات وزير النقل أن الطريق الدائري الإقليمي يعتبر أهم مشروع مروري نفذته الدولة في آخر 40 عامًا، وسيساهم في ربط كافة الطرق والمحاور الرئيسية . وقد انتهت وزارة النقل من آخر قطاع بالطريق والذي يطلق عليه الشمالي وينقسم إلى الغربي والشرقي ويبلغ طوله 92 كيلومتر، ويبدأ من طريق (القاهرة / بلبيس) الصحراوي حتى طريق (القاهرة / الإسكندرية) الصحراوى، ويمر مسار القطاع الأخير من الطريق ب4 محافظات هي الشرقيةوالقليوبيةوالمنوفية والجيزة، في الوقت الذي بدء القوس الشمالي الغربي من الطريق الزراعي إلى بنها وحتى الكيلو 70 من طريق (القاهرة / الإسكندرية) الصحراوي، ويمر على محافظتي المنوفيةوالقليوبية، بطول 57 كيلومتر، ويضم 62 عملا صناعيا و39 نفقا والباقي عبارة عن كباري، أما القوس الشمالي الشرقي فيبدأ من بلبيس وحتى طريق الإسكندرية الزراعي عند بنها. وتشير إحصائيات هيئة الطرق والكباري أن الطريق يوفر للدولة ما لا يقل عن مليار جنيه سنويا، كعائد اقتصادي مربح ، كما أن هذا الطريق سيساهم فى تخفيض حركة المرور فى القاهرة الكبرى بشكل كبير، حيث سيؤدى إلى تخفيض حركة مرور سيارات النقل الثقيل والمتوسط والخفيف على دائري القاهرة الكبرى بنسبة تصل إلى 50%. وأكد هشام عرفات أن الحمولة على هذا الطريق ستكون 60 طنًا، والحارة الثانية 40 طنًا والحالة الثالثة 20 طنًا، لتصل إلى 120 طنًا، ولابد من مراقبة الأحمال على الطريق لكى لا يتم اختراقها من المخالفين، مؤكدًا البدء فى تطبيق تحميل الغرامات على السيارات المخالفة لدعم صيانة الطرق. وأشار وزير النقل إلى أنه بالتزامن مع افتتاح هذا الطريق سيجرى تنظيم دخول الشاحنات وسيارات النقل إلى داخل القاهرة الكبرى، بحيث يتم تحديد ساعات دخولها للقاهرة الكبرى، كما أنه يجرى دراسة منع نهائيا دخول سيارات النقل الثقيل ذات المقطورات . وأوضح عرفات، أن الطريق الدائري الحالي حول القاهرة يمثل نقطة التقاء للطرق السريعة الرئيسية والتي تمر عبرها 98.5% من حركة البضائع بين المحافظات المختلفة ومينائي دمياطوالإسكندرية اللذين يمثلان بوابة الصادرات والواردات في مصر، الأمر الذي نتج عنه حدوث اختناق مروري غير محتمل على الطريق الدائري حول القاهرة، وبلغت نسبة النقل الثقيل على الطرق 55% رغم أن معدلاتها العالمية تتراوح بين 5% و10%، وهو ما تسبب خلال السنوات الماضية فى حدوث مشكلات اقتصادية وإطالة زمن الوصول وارتفاع نسبة الحوادث على الطرق السريعة، فضلا عن زيادة نسبة التلوث البيئى. وأشار إلى أنه في عام 2002 أجرت مؤسسة (جايكا) اليابانية دراسة اقتصادية أفادت بأن مصر تحتاج فورا لعمل طريق دائري إقليمي يربط الطرق السريعة الرئيسية بعيدا عن القاهرة، فتم خلال العام ذاته اتخاذ قرار بعمل الطريق الدائري الإقليمي وكانت البداية بالقوس الجنوبي الممتد من جنوب دهشور إلى طريق الفيوم بطول 40 كم نفذته وزارة الإسكان، غير أن عدم توافر الإرادة السياسية في ذلك الوقت أدى إلى تنفيذ هذا الجزء فقط من الطريق الدائري الإقليمي في أكثر من 7 سنوات حيث انتهى فى 2011 وتم افتتاحه عام 2012. وأضاف الوزير أنه فى عام 2013 قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ القوس الغربى الذى يربط طريق الصعيد الصحراوى الغربى بطريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي، وتوافرت الإرادة السياسية لإنجاز المشروع مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام منصبه حيث قام عام 2014 بإدراج مشروع الطريق الدائرى الإقليمى ضمن المشروع القومى للطرق، ثم كانت المهمة الأصعب وهى تنفيذ القوس الشمالى الذى يربط محافظاتالبحيرة والجيزة والمنوفية والغربية والقليوبيةوالشرقيةوالقاهرة، وتمثلت صعوبة هذه المرحلة فى مرور الطريق عبر أراض زراعية تحتوى على أعداد كبيرة من المصارف والترع والرياحات وخطوط السكة الحديد وتضم أكثر من 100 عمل صناعى (كبارى وأنفاق وغيرها)، فقامت وزراة النقل بتنفيذ القوس الشمالى كاملا من تقاطع طريق بلبيس حتى طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوى خلال 3 سنوات فقط فيما يعد إنجازا حقيقيا . ولفت وزير النقل إلى أن تكلفة تنفيذ القوس الشمالي من الطريق الدائري الإقليمي تراوحت بين 8.5 و9 مليارات جنيه شاملة تعويضات نزع الملكية، وتمت خلال تنفيذه مراعاة حركة المزارعين وتنقلاتهم وكذا أهالي المدن التي يمر عبرها الطريق، فضلا عن خدمة مرتادي الطريق، حيث يضم 4 حارات بمواصفات عالمية وتبلغ السرعة المقررة عليه 120 كم/ ساعة، كما تم تنفيذ عدة تجارب تحميل على الطريق. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الهيئة العامة لتخطيط مشروعات النقل والمعهد القومي للنقل وهيئة الطرق والكباري ووزارة التجارة والصناعة، لإعداد دراسة متكاملة من أجل إنشاء مراكز لوجستية على جانبي الطريق الدائري الإقليمي، وتنظيم حركة مرور ودخول الشاحنات إلى القاهرة الكبرى، وذلك مع قرب انتهاء أعمال تنفيذ آخر قطاع من هذا الطريق المدرج بالمشروع القومي للطرق. ومن جانبه أكد اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكباري أن الطريق الدائري الإقليمي يربط بين أكثر من 20 محافظة، موضحًا أن الطريق يخدم مصر بالكامل، فضلاً عن منع مرور عدد كبير من السيارات القادمة من المحافظات لداخل القاهرة. موضحًا أنه الطريق الدائرى سيكون به خدمات للسيارات كل 40 كيلو مترًا. وأوضح اللواء عادل ترك أن الدائرى الإقليمى يمر فى اتجاه دائرى مواز للطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى، وتم إنشاء محطات انتظار بطوله للشاحنات لتفريغها ونقل حمولتها فى سيارات داخل العاصمة، لأنه سيتم منع الشاحنات من دخول القاهرة الكبرى نهائيًا، كما أنه طريق حرًا بالكامل دون تقاطعات، واستخدام الكبارى والأنفاق للدوران للخلف. وأضاف أن الدائرى الإقليمى يتقاطع مع عدد من الطرق الرئيسية الرابطة للمحافظات، أبرزها القاهرة، الإسكندرية الزراعى والصحراوى، محور روض الفرج الضبعة، القاهرةالفيوم، والسويس والإسماعيلية، ويمر مسار القوس الشمالى الشرقى، والقوس الشمالى الغربى بأربع محافظات هى الشرقية، القليوبية، المنوفية والجيزة وذلك بدءًا من بلبيس انتهاءً بتقاطعه مع طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوى، ويشمل 114 عملًا صناعيًا، و50 »كوبرى«، و64 نفقًا، وله نزلات فى طريق العين السخنة والقاهرة الجديدة إضافة إلى مدينتى وطريق السويس ومدينة بدر والعاشر من رمضان وبلبيس والزقازيق وبنها ومنوف والخطاطبة ومدينة السادات وطريق الاسكندرية الصحراوى ومدينة السادس من اكتوبر وطريق الواحات البحرية وطريق الفيوم ودهشور ومدينة التبين. وأشار إلى أن هذا الجزء يمثل جزءًا مهمًا من الطريق، الذى يربط جميع المحاور الطولية السريعة، والرئيسية المتجهة من وإلى إقليم القاهرة الكبرى، ويهدف إلى ربط الطرق الرئيسية للمحافظات، وسيساهم فى تنشيط الحركة التجارية بين محافظات الصعيد ومحافظات القناة والدلتا، وتخفيض تكلفة وزمن ومسافة الرحلات بين المدن الواقعة على امتداد مساره. كما يساهم فى تخفيف الحركة المرورية العالية على الطريق الدائرى الحالى حول القاهرة الكبرى، وأنه تم تصميم وإنشاء الطريق ليكون بمواصفات الطرق الحرة وعزله عن الكيانات الجانبية. وأكد أنه تم الانتهاء من تنفيذ كافة أعمال الأسفلت بالطريق والكبارى وشدد على تأمين الطريق من خلال عوامل ووسائل السلامة والأمان (اللوحات الارشادية - العواكس - التخطيط) وإنارة مطالع ومنازل الكباري وذلك نتيجة الكثافة المرورية العالية عليه قبل الافتتاح الرسمي حيث يستقبل هذا الطريق حركة مرور غير عادية قادمة من بلبيس والمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان تجاه بنها وطريق القاهرة: الإسكندرية الزراعى». وأوضح أن أعمال تنفيذ الطريق تمت وفقا لأحدث المواصفات العالمية، التى لا تقل جودة عن مثيلاتها فى الدول الكبرى، وأن هذا القوس يربط بين بلبيس وطريق شبرا بنها الحر؛ ليمثل مع طريق شبرا بنها بعد افتتاحهما شرايين جديدة للتنمية.