أؤمن بمستقبل مشرق للشباب فى بناء مصر الحديثة احتفلت مصر فى الأسبوع الماضى بعيد ميلاد الدكتور بطرس غالى الواحد والتسعين، وهو أول من أنشأ مجلة الأهرام الاقتصادى وتولى رئاسة تحريرها من 1959 حتى 1973، كذلك مجلة السياسة الدولية ورأس تحريرها منذ 1965 وحتى 1991 . فهو منارة متوهجة ويعمل ويلبى كل الدعوات لحضور العديد من الندوات والمؤتمرات ويلقى المحاضرات أمام الطلبة والسياسيين ورجال الفكر والإعلام والأكاديميين. . انتهى منذ أيام قليلة من ترجمة ومراجعة كتاب حول المنازعات الدولية من الفرنسية إلى العربية، كما أعد مقالا مطولا حول قضايا مياه النيل الموضوع المحبب إلى قلبه وهو واحد من أهم الشخصيات الدولية التى تركت بصمة كبيرة فى مجال الدبلوماسية والعمل السياسى على مدار سنوات طويلة فقائمة المناصب التى تولاها طويلة لعل أهمها أمين عام الأممالمتحدة ومنظمة الفرانكوفونية والمجلس القومى لحقوق الانسان، وما أكثر الكتب التى كتبها بالفرنسية والانجليزية والعربية عن الدبلوماسية الدولية والعربية ومنظمة الوحدة الإفريقية والقضايا العربية والسياسات الخارجية المصرية والدبلوماسية فى إفريقيا، ومنها طريق مصر إلى القدس وحماس وبيت من زجاج وخطة السلام والتنمية والديمقراطية. تميز الدكتور غالى بمعرفته الواسعة فى علوم شتى منها الاقتصاد والسياسة والقانون المحلى والعالمى وغيرها مع عبقريته الطبيعية وموهبته النادرة وانتمائه للتراب الوطنى. ويشعر بالتفاؤل والأمل فى مستقبل أفضل لمصر فى السنوات القادمة. ويؤمن بمستقبل مشرق باهر للشباب، ليس فقط فى مجال حقوق الإنسان بل فى بناء مصر الحديثة التى كانت وستظل تؤمن بالوحدة فى التعدد والتنوع. وهو أحد رجالات العالم المعدودين الذين يدعون إلى قيم السلام والحرية والعدل والمساواة وهو رائد من رواد حقوق الإنسان على المستوى الدولى وكان أحد الداعين فى مؤتمر الاممالمتحدة فى فيينا عام 1993 إلى إنشاء مجالس ومؤسسات وطنية مستقلة فى دول العالم لمساعدة الحكومات بالرأى والمشورة فى النهوض والارتقاء بحالة حقوق الانسان. ويرى ضرورة إنشاء وزارة مستقلة لحقوق الإنسان مثل بعض دول العالم، لكى تكون لها الحق فى استحداث نظام مؤسسى ولها قوة تنفيذية وليس فقط رأى استشارى. والدكتور غالى، دبلوماسى مصرى، ولد يوم 14 نوفمبر 1922 . كان الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام 1992 1996 ينتمى إلى عائلة عريقة فى التاريخ والسياسة المصرية، تقطن إحدى قرى بنى سويف، وهو ينحدر من الطبقة البرجوازية العليا، وكانت دائما فى خدمة مصر فقد كان جده لوالده الدكتور بطرس غالى وزيرا للعدل ثم الخارجية ثم رئيسًا للوزراء كأول رئيس وزراء قبطى فى تاريخ مصر الحديثة. ويرى أن تقسيم إفريقيا الذى تم من خلال حقبة الاستعمار الإنجليزى والفرنسى لا يتماشى مع الواقع. لأننا سنجد أن كثيرا من القبائل الكبرى منقسمة بين دولتين، وولاء الإفريقى لرئيس القبيلة أهم بكثير من ولاء الإفريقى للدولة، الدولة بالنسبة له شىء جديد. فكيف يكون له علاقة مع قبيلة منقسمة بين دولتين . ويرى أن إفريقيا هى مصدر استثمارات للعالم. ولاشك أن هناك استغلالا متواصلا من جانب الشركات المالية الكبرى فى ميدان البترول أو المناجم وحتى فى ميدان الأيدى العاملة. إن سد النهضة الاثيوبى ليس مشكلة فى حد ذاته مطالبا بإنشاء منظمة تتولى الإشراف على توزيع الكهرباء بين دول حوض النيل. الأممالمتحدة تمر بأزمة وهى تعود إلى سبب بسيط. فبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت عصبة الأممالمتحدة، وبعد الحرب العالمية الثانية أنشئت الأممالمتحدة وعندما انتهت الحرب الباردة كان من المفروض أن نستفيد من نهاية هذه الحرب الباردة لكى نعمل على انشاء منظمة دولية جديدة أو اصلاح الأممالمتحدة لكن الدول ليست لها مصلحة فى تغيير الأممالمتحدة حاليا وأنها مرتاحة بإبقاء الوضع على ما هو عليه. بدأ بطرس غالى مسيرته الأكاديمية بعد حصوله على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة فى عام 1946 ثم حصل على الدكتوراه من فرنسا فى عام 1949 وعمل أستاذًا للقانون الدولى والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة فى الفترة (1949 1977). كما عمل مديرًا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى للقانون الدولى (19631964)، كما شغل غالى منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى عهدى السادات ومبارك، إلى أن تولى منصب أمين عام الأممالمتحدة بدعم فرنسى قوى ليصبح أول إفريقى يتولى هذا المنصب. وفوق هذا كان عضوا فى لجنة القانون الدولى من عام 1979 إلى عام 1991 وفى سبتمبر من عام 1978 حضر الدكتور بطرس بطرس غالى مؤتمر القمة فى كامب ديفيد، وكان له دور فى المفاوضات المتعلقة باتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل التى وقعت فى عام 1979 كان الدكتور غالى باحثا بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا (19541955) ومديرا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى للقانون الدولى (19631964)، وأستاذا زائرا بكلية الحقوق فى جامعة باريس (19671968)، كما كان رئيسا للجمعية المصرية للقانون الدولى منذ عام 1965 وعضو مجلس الأمناء الإدارى لأكاديمية لاهاى للقانون الدولى منذ عام 1978 وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978 وعضوا مشاركا فى معهد الشئون الدولية (روما) منذ عام 1979 حصل غالى على جوائز وأوسمة من 24 بلدا