نار أسعار اللحوم تكوى الجميع بارتفاعاتها حيث بلغت فى الريف 60 جنيها للكيلو الكندوز فيما القاهرة تجاوزت ال 65 جنيها بالمناطق الشعبية أما الأحياء الراقية فقد قفزت فوق ال70 جنيها، بينما كيلو اللحم من الضأن يبلغ 80 جنيها وقد يتجاوز ذلك ببعض الاحياء الراقية وتراوحت اسعار خراف الاضاحى حول 3000 جنيه والعجول من البقر والجاموس 11 الف جنيه حسب الأوزان والأعمار فى الحيوان والقدرة المالية للمضحى. الخبراء يؤكدون انه لا ثبات للأسعار ما دامت الدولة تستورد ولا تربى، وتحرم الفلاح المالك ل 85 % من الثروة الحيوانية من الدعم، وضرورة توفير مستلزمات الانتاج الزراعى، وتفضل الاستيراد فى اللحوم والأعلاف. السطور التالية تكشف حقائق أسرار سوق اللحوم وان الرابح فيه التاجر والجزار والخاسر المربى والمستهلك. يؤكد هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة ان اسعار بيع اللحوم سواء الحية او المذبوحة اعلى من العام الماضى وذلك بسبب عدم تعويض المربين عن حيواناتهم التى نفقت بسبب الحمى القلاعية مما اضطر بعضهم الى العزوف عن تربية الماشية او تسمينها، اضافة الى ارتفاع اسعار الاعلاف، عدم توفير الحكومة للقاحات والامصال المطلوبة لمواجهة وعلاج الامراض التى تصيب الثروة الحيوانية مع نقص فى عدد الاطباء البيطريين وهذا يدفعنا للمطالبة بوجود وزارة للثروة الحيوانية تضم هيئة الخدمات البيطرية وكل المعاهد والمعامل التى تعمل فى مجال صحة الحيوان والأمصال واللقاحات لأن اهتمام وزارة الزراعة بالثروة الحيوانية يأتى فى ذيل الأولويات. أضاف ان الاسعار مرتفعة رغم انخفاض القوة الشرائية للمواطنين هذا العام عن سابقه، فمثلا العجول البقرى تباع لحومها قائم بالدهن والعظم ب 43 جنيها أى فى مرحلة ما قبل التصافى من المجزر يباع الكيلو بعد التشافى بسعر ما بين 60 65 جنيها بالأحياء الشعبية أما المناطق الراقية كالزمالك والمعادى وغيرها فإن لحوم الأجزاء الخلفية سعرها بين 70 75 جنيها للكيلو ولابد ان نعلم ان نسبة التشافى فى البقر تصل 55 % لحم وبالنسبة لسعر البيع قائم فى البقر فهو ما بين 27 28 جنيها للكيلو بالأسواق، أما أسعار الخراف الجيدة فهى بين 35 37 جنيها التى ذات مواصفات جيدة فيما سعر الضأن كلحم عن الجزارين يتراوح بين 70 80 جنيها تخرج من المدبح ب 60 جنيها قائم بالدهن واللية التى تزن وحدها 3 كجم اضافة الى انخفاض الوزن كيلوجرام ك طرب أى يخسر الجزار 5 كيلوجرامات سعر 60 جنيها 300جنيه عجز ولذا فهو لايكسب فى الضأن والخراف تبدأ فى وزنها المناسب من 50 70 كجم قائم تشترى من محافظات الصعيد ب 33 جنيها للكيلو حى غير تكاليف النقل والأكل طوال الطريق وذلك سبب ارتفاع اسعارها. أما الأسباب الرئيسية فإنها تتمثل فى تهريبها الى ليبيا وغزة وهذه مصيبة وهناك تهريب للعجول البقرى ب 1000 جنيه على الرأس الواحد للمهرب إضافة الى انه مطلق الحرية فى الشراء بأى سعر من الأسواق المصرية، كل هذا مع الاعلاف واسعارها تسبب فى ارتفاع اسعار لحوم الاضاحى سواء حية او مذبوحة وايا كان نوعها. واعترف بأن سعر اللحم هذا العام لا يتناسب مع المواطن فى ظل عدم الاستقرار وسياحة مضروبة واقتصاد متدهور ودخول متدنية بعد ثورة 25 يناير ولاتزال هذه المشاكل موجودة إضافة الي ظروف المواطن المعيشية وهناك تراجع فى المبيعات لدى الجزارين بسبب هذه الظروف وبنسبة حوالى 60 % وان ما كان يباع فى العصور السابقة خلال اسبوع يباع حاليا خلال اكثر من شهر. ويتفق محمد عيد جزار بالسادس من اكتوبر فى أن الظروف التى مرت وتمر بها مصر حاليا وتراجع دخول العديد من المواطنين وارتفاع اسعار سلع غذائة كثيرة أعجزتهم عن تطبيق سنة الأضحية وايضا تراجع فى الكميات المشتراة من اللحوم المذبوحة سواء كان للاستهلاك الخاص او للتوزيع على الأقارب والفقراء، كما ان الجزار لا يكسب كما يردد الناس فالرابح الحقيقى هو التاجر الكبير لأن الجزارين يشترون اللحوم فى المجازر من كبار التجار وهؤلاء أعداد محدودة وان ارتفاع السعر للحمة تسبب فى إحجام المستهلك عن الشراء او تخفيض الكيمات التى كان يشتريها. ومن الآخر لا يوجد لدينا مواش ومصر بلد فقير والفلاح المربى الأساسى للماشية يعانى المشاكل فى الزراعة وارتفاع اسعار السماد والتقاوى والأعلاف فكيف يمكنه الزراعة او تسمين الماشية. ولابد من دعم هذا الفلاح لأنه الممول الحقيقى للسوق وحتى لا يبيع الحيوان قبل اكتمال الوزن الكبير وهو 400 او 450 كجم فى العجول البقرى او أكثر من 500 كجم فى الجاموسى بسبب ارتفاع الاعلاف وعجزه عن الشراء. فيما يؤكد محمد مسعد جزار ان القوة الشرائية هذا العام تراجعت لأكثر من 20 % بل ان الكميات التى يشتريها المواطن انخفضت بنسبة لا تقل عن 35 % وذلك ليس لأن الأسعار فى ارتفاع كبير عن العام الماضى فكل زيادة فى الكيلو 10 جنيهات مثلا لكن ظروف الناس المعيشية ومشاكل ما بعد الثورة وتعرض كثير للفصل من اعمالهم او انخفاض دخولهم الشهرية مع ارتفاع كبير فى اسعار السلع الغذائية الأخرى من خضار وفاكهة. إضافة لعبء مصروفات العام الدراسى والدروس الخصوصية وفقد أناس كثيرين لأعمال اضافية كانوا يستعينون بها على الغلاء وهذا الفقد بسبب تعرض أماكن العمل سواء محلات او مصانع صغيرة او ورش للسرقات نتيجة للانفلات الأمنى كل ذلك تسبب فى حرمان شريحة من الناس من اكل اللحوم البلدية او خفض ميزانية هذا البند، ونحن كجزارين لا نكسب كما يبالغ الناس فى الكلام عنا ولو كان هناك مكسب كما يقول الناس لوجدنا انتشارا كبيرا لنشاط الجزارة بل الحقيقة ان هناك مشاكل فى الثروة الحيوانية المصرية التى فقدت ما لا يقل عن 30 % من تعدادها بسبب الحمى القلاعية، مع عدم توافر اعلاف بالسعر المناسب مع تعرض كثير من المربين سواء اصحاب المزارع او الفلاحون الذين يقومون بالتسمين لعدد قليل من الحيوانات هؤلاء تعرضت منازلهم للسرقة والذبح لهذه المسروقات مما تسبب فى عرض اقل من الطلب فزادت الأسعار. وعموما المكسب للتجار الكبار والتجزئة وما يكسبه الجزار ضئيل أمام هؤلاء خاصة صغار الجزارين الذين يشترون من هؤلاء سواء فى المجازر او الأسواق. ويقول محمد عادل موظف ان اسعار السلع الغذائية والفاكهة قفزت الى اعلى خلال الفترة الماضية وليست هناك رقابة على الاسواق وكل ذلك يحدث والرواتب لم تتحرك فى مواجهة هذه الارتفاعات، وبالنسبة للحوم فتلك قضية تحتاج من الدولة الاهتمام بالثروة الحيوانية وقبلها بالفلاح والزراعة لأنهما الأساس للثروة الحيوانية وأنا شخصيا سعر اللحمة البلدى فوق طاقتى لأنه فى بولاق الدكرور وصل ال 65 جنيه واذا اشتريت لحوما من المستوردة فإن الأولاد لا يأكلونها وماذ يفعل المواطن أمام هذا الغلاء الفاحش. لقد فرحنا بالثورة وللأسف لم يحدث بعدها غير الانفلات فى الاسعار، الاخلاق، الأمن، وأصبح المواطن منا لا يستطيع التحدث مع احد مطالبا بحقه فى أى شىء، التاجر يكسب والجزار يكسب والفلاح مضطر للبيع بهامش ربح لا يساوى جهده وانتظاره سنة كاملة يغذى فيها الحيوان، والمستهلك يدفع مكاسب كل هذه الحلقات وهو يعانى مشاكل أخرى من مصروفات مدرسية واسعار غذائية ومواصلات فكيف يمكنه الحياة وهو لا يستطيع ان يوفر غذاء أولاده . وتشكو جيهان مسعود ربة منزل من ارتفاع اسعار اللحوم وتقول انا لا استطيع شراء لحم الضأن لارتفاع سعره من 75 80 جنيها للكيلو رغم أننى نفسى فى لحم الضانى وايضا سعر الكندوز فى ال 65 جنيها للكيلو والجزار يضع ما لا يقل عن 150 جراما دهنا وانا أخاف من اكل المستورد فماذا نأكل ؟ انتظر لحوم بعض الأقارب لأنها تغطى عدم قدرتى على شراء اكثر من 2 كيلو لأسرة مكونة من 5 افراد فى هذه المناسبة. الحقيقة نار اسعار اللحمة تحرق جيوبنا والدولة لا تفكر فى غير الاستيراد ولم نسمع عن تنمية الثروة الحيوانية الموجودة لدى الفلاحين بالريف وتوفر لها الأعلاف وتحميها من الأمراض من خلال توفير اللقاحات والأمصال. وتدخل فى الحوار سيدة تدعى نعيمة ابوالحسن ارملة ولها 5 أولاد فسألتها عن رأيها فى اسعار اللحمة فردت: لما آكلها اقولك رأىى فيها، انا انتظر اللحمة البلدى من اهل الخير وأصحاب الاضاحى وفى غير الموسم فلا سبيل أمامى غير الفراخ او اللحوم المستوردة لأنها فى قدرتى المالية لأن زوجى متوفى منذ فترة ومعاشه 570 جنيها ودخلى من العمل بأحد المستشفيات فى حدود 800 جنيه وأولادى بالتعليم . القضية ليست فى سعر اللحمة فقط، ارتفاع الأسعار شمل كل مكونات الأكل .