28 %من المصريين فقراء والنسبة سترتفع بسبب الأسعار دارت عجلة التعداد السكاني الذي يجريه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء .. الهدف الاستراتيجي من هذا التعداد هو مساعدة صانع القرار السياسي والاقتصادي على التعرف على خصائص المصريين في جميع النواحي التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم العمل مستقبلا على تحسين هذه الخصائص. من هنا يأتى هذا الحوار مع اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز لشرح ما يجرى حاليا من مراحل التعداد السكانى، فيما تطرقنا إلى آليات قياس التضخم والفقر والنمو فى مصر هنا نصر الحوار ... - ما تقييمك للمشكلة السكانية ؟ المشكلة السكانية أخطر مشكلة تواجه الشعب المصرى، ولا بد من الاعتراف بها ومواجهتها واتخاذ كل التدابير اللازمة لتحجيمها، فالزيادة السكانية أخطر من الإرهاب، أخطر من التحديات الاقتصادية، فالإرهاب فى انحسار، والتحديات الاقتصادية تم اتخاذ خطوات وآليات لمواجهتها، بينما الزيادة السكانية مشكلة، يقاس عمرها بعمر السكان أى 70 أو 80 سنة قادمة، وهنا تكمن الخطورة نظرا لأن معدل النمو الاقتصادى لا يتناسب على الإطلاق مع معدل النمو السكانى، فالدولة التى لديها موارد تقدم لمواطنيها كل الخدمات الممكنة لتحسين خصائص السكان لديها، من تعليم وصحة وغيرهما من الخدمات، وحتى فى حالة تصديرها للعمالة هذه الأخيرة تكون ذات خصائص جيدة، أما التى لا يوجد لديها موارد فلا يتمتع سكانها بخدمات مماثلة. - وماذا عن العمالة المصرية المصدرة للخارج؟ للأسف، معظمها مصدر من القرى من ريف وصعيد مصر، عمالة أمية وتعمل أعمالا بسيطة للغاية، حسب ما أشار إليه أحدث بحث صادر عن الجهاز عن المصريين العاملين فى الخارج. - ما معدل النمو السكانى فى مصر؟ معدل النمو السكانى يدور حول 2.3 ٪ فى حين أن معدل النمو الاقتصادى على 4٪، ويجب أن يكون هذا الأخير 3 أضعاف معدل النمو السكانى حتى يقدم لهم الخدمات الأساسية ويحسن خصائصهم، وتعد محافظة مطروح هى الأعلى على مستوى النمو السكانى، بينما القاهرة هى من أعلى محافظات العالم من حيث الكثافة السكانية. - ماذا عن جهود الدولة للحد من الزيادة السكانية؟ قامت الدولة فى عام 2015 بإطلاق استراتيجية للسكان حتى عام 2030 أطلقها رئيس الوزراء السابق، وتطبيق تلك الاستراتيجية أسهم فى توقف الزيادة السكانية التى كانت تشهد زيادة مضطردة فى المواليد منذ عام 2005 وحتى عام 2014 ، وبدأت فى التناقص فى أعوام 2015 و2016 لكن نتمنى مواجهة أكثر للمشكلة لكى نحقق نتائج أكثر تقدما. - ماذا دار فى لقائك مع رئيس الجمهورية؟ كان الهدف من اللقاء هو متابعة إجراءات التعداد السكانى والاطمئنان على جاهزية القيام به، وأشرت فى اللقاء إلى تعاون كل أجهزة الدولة فى القيام بالتعداد، وجاءت زيارة رئيس الوزراء الأسبوع الماضى لجهاز الإحصاء تماشيا مع نفس الهدف، وقد أشاد رئيس الوزراء بآليات العمل فى التعداد. - متى ينتهى التعداد السكانى؟ نحن حاليا فى المرحلة الأولى من التعداد من إجمالى 3 مراحل، تلك المرحلة مسماة بمرحلة خصائص المبانى ومكوناتها، سواء من وحدات سكنية وغير سكنية، وتلك المرحلة تحدد إطار المنشآت والسكان فى التعداد السكانى، وتنتهى تلك المرحلة فى 10 مارس الجارى، والمرحلة الثانية الخاصة بالتعداد السكانى تبدأ من يوم 27 مارس وتنتهى فى نهاية إبريل، والمرحلة الثالثة والأخيرة الخاصة بحصر المنشآت تبدأ فى 10 مايو وتنتهى فى 10 يونيو، ويتم تجميع ومراجعة كل البيانات الخاصة بالأفراد والمنشآت خلال شهرين، علما بأن تلك المراجعة كانت تتم فى خلال 18 شهرا، ومن المقرر أن يعلن التعداد السكانى 2017 فى أغسطس القادم. تعداد إلكترونى - بماذا يتميز التعداد السكانى الحالى عن غيره من التعدادات السابقة؟ هو أول تعداد إلكترونى تقوم به مصر، ويعد أهم رابع مشروع على مستوى العالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات، ويتضح ذلك من ضخامة عدد المشاركين البالغ عددهم 40 ألف باحث يرسلون إلى نفس قاعدة البيانات فى وقت واحد(قاعدة بيانات التعداد)، وفى ضوء ذلك سوف يرتفع ترتيب مصر فى مؤشر قياس تكنولوجيا المعلومات بين 25 و30 نقطة، فضلا عن أن الباحثين العاملين فى برنامج التعداد زادت قدراتهم فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وأوجه لهولاء المشاركين كل الشكر ولا سيما البنات منهم لأنهن يعملن فى ظروف صعبة تقتضى وجودهن لأوقات متأخرة خارج منازلهن، وأدعو باقى الشباب ولا سيما من سكان القاهرة التى يوجد بها عزوف من جانب الباحثين للمشاركة فى برنامج التعداد لأهميته القومية لمصر. - تضاربت الأرقام حول تكلفة التعداد السكانى، فما الرقم الحقيقى للتكلفة؟ مبدئيا، يجب أن أوضح أن تكلفة التعداد السكانى فى مصر هى الأقل على مستوى العالم نظرا لأن معظم تكلفة التعدادات موجهة لأجور العاملين فى التعداد، وأجور العاملين فى مصر هى الأقل، ومن ثم تكلفة التعداد فى مصر أقل، فقد سجلت تكلفة التعداد للأسرة فى مصر عام 2006 ثلث دولار، بينما تكلفته فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2010 نحو 28 دولارا، وبلغت تكلفة التعداد للأسرة فى اليمن عام 2004 نحو 7 دولارات. - ما عدد العاملين فى التعداد وما حجم أجورهم ؟ إجمالى عدد العاملين فى التعداد 45 ألف فرد منهم 5000 فرد مشرفون ومراقبون، والباقى وعددهم 40 ألفا يعملون فى الميدان وجمع البيانات، ويبلغ إجمالى أجورهم فى التعداد 500 مليون جنيه، وتبلغ تكلفة أجهزة التابلت المستخدم لأول مرة فى التعداد نحو 300 مليون جنيه، وبذلك يبلغ إجمالى تكلفة التعداد الكلية 800 مليون جنيه، وبذلك تبلغ تكلفة الفرد فى التعداد الحالى 8 جنيهات، علما بأن أجهزة التابلت المستخدمة فى التعداد سوف يتم تسليمها لوزارة التربية والتعليم ليستفيد طلاب المدارس منها. - وكيف تتعاملون مع من يرفض الإدلاء ببيانات التعداد؟ يقوم الباحث أولا بتوعية المواطن بأهمية التعداد وطمأنته على سرية كل المعلومات التى سوف يدلى بها، وفى حالة استمرار رفضه يلجأ إلى المفتش الذى لديه الضبطية القضائية ويتم توجيهه إلى النيابة، وقد لجأ بعض المفتشين إلى ممارسة هذا الحق مع عدد محدود جدا من المواطنين، وتم التنازل عن المحاضر بمجرد موافقة المواطن على التعاون مع الباحث. - هل يسهم الجهاز فى رصد القطاع غير الرسمى فى مصر؟ نعم ، من خلال تعداد المنشآت وهو المرحلة الأخيرة من التعداد السكانى، فالتعداد يرصد كل المنشآت سواء كانت منشآت رسمية أو غير رسمية، ويحدد فيها نوع الأنشطة بالإضافة إلى عدد العاملين فيها، لكن التعداد الاقتصادى يعطى صورة كاملة عن النشاط الاقتصادى فى مصر ولا سيما النشاط غير الرسمى نظرا لأنه يرصد كل المنشآت بدءا من تلك التى يعمل بها فرد واحد، ومعظمها من القطاع غير الرسمى، وانتهاء بالمؤسسات الكبرى والتعداد الاقتصادى الأول تم إعلانه فى عام 2014، ومن المقرر الإعلان عن التعداد الثانى فى عام 2018، استنادا إلى بيانات التعداد التى تتم حاليا. -هل تتوقع أن يشهد معدل التصخم هذا الشهر انخفاضا مع تراجع الدولار؟ التضخم ثانى أهم مؤشر يصدره الجهاز الذى يرصد معدل الزيادة فى أسعار المستهلكين شهريا، وللأسف خلال الشهور السابقة شهد السوق المصرى ممارسات غير سليمة من التجار، فبمجرد الإعلان عن زيادة سعر الدولار بادر التجار برفع أسعار كل السلع والخدمات، وعلى الرغم من الانخفاض الذى شهده سعر الدولار فإن السلع والخدمات لم تشهد أى انخفاض فى الأسعار فى شهر فبراير، لكن من المتوقع أن تشهد الشهور التالية تراجعا مع استمرار الانخفاض فى سعر الدولار. - رصد بحث البطالة الأخير الذى يصدره الجهاز أن البطالة تتركز فى الشباب ونسبة البطالة فى الحضر أعلى من الريف، فما تعليقك على ذلك؟ هذا صحيح، فإن الربع الرابع من عام 2016 أشار إلى أن البطالة تتركز بنسبة 97٪ فى الشباب من أعمار 15 إلى 29 سنة، والنسبة الكبرى منهم من حملة المؤهلات العلمية العليا وأقل نسبة بطالة فى الأميين نسبتهم 2٪ فقط، كما أن نسبة البطالة فى الريف أعلى من نسبة البطالة فى الحضر، لأن الشباب فى الريف والأميين على استعداد لممارسة أى عمل على عكس الشباب من حملة المؤهلات ومن ثم يقضون فترة أطول فى البطالة. لكن على الرغم من ذلك فإن بحث البطالة الأخير شهد انخفاضا نسبيا مقارنة بالربع الثالث من عام 2016؛ حيث انخفض معدل البطالة من 12.6٪ إلى 12.4٪، وتركزت الزيادة فى سوق العمل فى قطاعات الصناعة وقطاع التشييد والبناء نتيجة المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة. - من هم الفقراء فى مصر، وكيف يتم قياس الفقر المدقع؟ الفقر يقاس من خلال بحث الدخل والإنفاق، وهو بحث يجريه الجهاز كل عامين، ومن خلال الانفاق نحدد شرائح المجتمع المختلفة، وآخر بحث للدخل والإنفاق حدد خط الفقر وفقا لأسعار عام 2015 بنحو 482 جنيها للفرد، وعلى مستوى الأسرة نحو 2000 جنيه سنويا، أى أن أى أسرة دخلها أقل من ذلك المبلغ تعد أسرة فقيرة، والمقصود بالفقر المدقع هو الحد الأدنى لما ينفقه الفرد على الطعام فقط لكى يبقيه على قيد الحياة، وتبلغ قيمته 322 جنيها، وهو لا يعد أحد مستويات قياس مستويات المعيشة فى مصر لأن الفرد ليس فى حاجة إلى الطعام فقط لكى يبقى على قيد الحياة، بل للمسكن والملبس والصحة والمواصلات وغيرها من الخدمات، وقد قمنا برصد هذا المؤشر التزاما بالمعايير الدولية الخاصة بهذا البحث وليس تمثيلا لفئة من فئات المجتمع. - وما نسبة الفقراء فى مصر؟ وفقا للبحث الأخير فى عام 2015 نسبة الفقراء فى مصر 27.8٪، وهى النسبة العامة على مستوى الجمهورية، لكن هناك تباينا فى توزيع تلك النسبة؛ فمحافظات الصعيد بأكملها يبلغ معدل الفقر فيها أكثر من 50٪ من السكان، فى حين أن المحافظات الحضارية مثل القاهرة ومدن القناة تصل فيها معدلات الفقر إلى 17٪، ومن المتوقع أن يظهر البحث الجديد زيادة جديدة فى نسبة الفقر فى ظل ارتفاع الأسعار. - من المستفيد ببيانات الجهاز؟ الحكومة والقطاع الخاص ولا سيما المستثمر الذى يبحث عن فرصة إقامة نشاط أو مشروع جديد، والجمعيات الأهلية هى أهم الفئات المستفيدة من بيانات وإحصائيات الجهاز، فضلا عن الباحثين والدارسين فى مختلف المجالات. - ما أهم الأبحاث الجديدة التى يسعى الجهاز لإصدارها؟ هناك عدة أبحاث من المقرر القيام بها عن الأطفال والسكان والعمالة بالتعاون مع جهات ومنظمات دولية ومحلية، أبحاث مثل منظمة «اليونيسف «، و صندوق الأمومة والطفولة، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق الأممالمتحدة للسكان. - متى يقوم الجهاز بدور التعبئة العامة؟ فى الأحداث الجسيمة، وكان آخرها أثناء ثورة يناير 2011 حيث لم تكن هناك وسائل نقل تتولى نقل القمح المستورد إلى داخل الدولة، وبالفعل تم إصدار الأوامر من المجلس العسكرى إلى الجهاز لتوفير وسائل نقل، من خلال الجهات التى تقوم باختبارات التعبئة العامة، وقامت بتوصيل القمح إلى داخل البلاد، وقد تم أيضا القيام بمهمة مماثلة أثناء زلزال 1992، علما بأننا نقوم باختبارات التعبئة العامة بصورة دورية منتظمة لكى نكون مستعدين دائما فى أوقات الأزمات.