تحت شعار' يلا نجرب.. نصيحة من اليابان', نظمت سفارة اليابانبالقاهرة حملة واسعة لنقل تجربة ميدانية ناجحة- بكل المقاييس- استهدفت مساعدة المصريين في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية, بطريقة سهلة وسلسة, وغير مكلفة. تضمنت الحملة عقد سلسلة من الندوات, واللقاءات التليفزيونية, من أجل تعريف المصريين بالتجربة اليابانية, في ترشيد استهلاك الكهرباء, بعد أن مرت بلاد' الساموراي' بأزمة طاقة خانقة, ومماثلة- إلي حد كبير- لما تعانيه مصر الآن. أزمة الطاقة في اليابان طفت علي السطح, عقب كارثة زلزال11 مارس2011, الذي تعرضت له منطقة شمال اليابان, واحتراق محطة فوكوشيما النووية, بفعل موجات' تسونامي' العاتية, ومنذ ذلك الوقت, وقعت هذه الدولة الصناعية العملاقة فريسة لمشكلة كبري في نقص توليد الطاقة الكهربائية. للتغلب علي هذه المشكلة, التزمت الدولة اليابانية بكل مؤسساتها ومرافقها وأجهزتها الخاصة والعامة والأهلية والشعبية, بتطبيق نظام مشدد وفوري, وغير مكلف, لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية, في كل أنحاء البلاد, تحت اسمSETSUDEN هذا النظام حقق نجاحا كبيرا في اليابان, وبالمصادفة, كان المستشار الاقتصادي في السفارة اليابانيةبالقاهرة, السيد' تويوكازو ناجاموني', يعمل آنذاك في وزارة الاقتصاد والصناعة اليابانية, المسئولة عن توفير الطاقة الكهربائية, مما جعل لديه الخبرة في مسألة ترشيد الكهرباء. شمر السيد' ناجاموني' عن ساعديه, وانطلق كقطار الطلقة الياباني السريع, ليجوب العديد من المحافظات المصرية, ولم يتردد, بكل ما يتمتع به من نبل وإخلاص وجدية وانضباط وأدب الساموراي الياباني, عن تسخير كل خبرته وتجربته لمساعدة المصريين في محنتهم. إحدي الندوات, لتعليم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية, علي الطريقة اليابانية أقيمت في جامعة قناة السويس, وأخري جري تنظيمها في جامعة القاهرة, بالتعاون مع كلية الهندسة. خلال هاتين الندوتين, قدم السيد' ناجاموني' شرحا تفصيليا عن الظروف القاسية, التي تواجهها مصر في احتياجها للطاقة الكهربائية, وعن الخطوات التي اتخذتها حكومة اليابان, لمواجهة خطر نقص الطاقة الكهربائية, بعد كارثة تدمير محطة فوكوشيما النووية. ثم عرض الخبير والدبلوماسي الياباني القدير الخطوات الواجب اتباعها, من كل مواطن مصري لتوفير الطاقة تحت شعار' يلا نجرب'. الخطوات المطلوبة من المصريين حسب ورقة إرشادات نصها باللغة العامية كما يلي: - حاول علي قد ما تقدر تستخدم المروحة بدلا من التكييف. - طفي الأنوار خلال النهار. - شيل السوكيت من الفيشة بعد ما تستخدمها. - بلاش كرافتة وبلاش جواكت, وممكن نلبس تشيرت نص كم. - ماتفتحش باب التلاجة كتير, وماتسيبهوش مفتوح كتير. - قلل درجة إشراق الألوان في تليفزيونك. - سهلة جدا.. وكلنا نقدر نعملها. - ممكن تعملها من النهاردة كمان لو تحب. - مش هاتكلفك فلوس خالص. - مجهود كل واحد فيكم ممكن يوصلنا في الآخر للنجاح في تطبيق الآلية دي. نصيحة اليابانيين للمصريين لتوفير استهلاك الكهرباء وفقا للخطوات المسبقة, السهلة جدا, وغير المكلفة, سوف يترتب عليها ثلاثة مكاسب سريعة, هي- أيضا- حسب نصها باللغة العامية: - ها نقدر نتجنب انقطاع الكهرباء خلال الصيف. - ها نقدر نوفر شوية مليارات من اللي بتتصرف علي دعم الكهرباء. - مصر ممكن تصدر كهرباء أكثر وتجيب فلوس. حماس وجدية وانضباط وأدب الخبير والدبلوماسي الياباني القدير دفعه إلي مطالبة جميع المصريين- حكومة وأفرادا ومؤسسات ووسائل إعلام- بأن يتكاتفوا لترشيد الطاقة الكهرباء, وفقا للوصفة السهلة, التي عرضها في العديد من المحاضرات والندوات واللقاءات التليفزيونية, والخطوات غير المكلفة التي اتبعتها بنجاح بلاده, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت حكومة اليابان بتوفير كل خبرتها والمعلومات الخاصة بمشروعها القومي الناجح لتوفير الطاقة للجانب المصري وفي الأساس لوزراة الكهرباء والطاقة. بقي أن أشير إلي تجربة سابقة لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية, مرت بها اليابان, وتعرضت لها, شخصيا, عندما كنت مراسلا للأهرام في طوكيو. في صيف عام2005, قررت وزيرة البيئة اليابانية, يوريكو كويكي, إلزام الرجال هناك, بمن فيهم شخصي المتواضع, بعدم ارتداء الجاكت ورباط العنق- الكرافتة- بدءا من أول شهر يوليو, والتنفيذ الصارم للعقوبة تجاه كل من يخالف هذا القرار, حتي ولو كان رئيس مجلس الوزراء' كويزومي' نفسه. ارتداء الجاكت ورباط العنق سمة مميزة للرجل الياباني, وهو معتاد علي هذا المظهر الأنيق, كجزء أساسي من شخصيته عبر السنين, وبالتالي من الصعب عليه الخنوع لقرار وزيرة البيئة. غير أن جميع المقيمين في اليابان انصاعوا في النهاية لأمر الوزيرة' كويكي' بمن فيهم رئيس الحكومة نفسه, الذي ذهب إلي مكتبه ب' تيشيرت نص كم' قناعة بحاجة اليابان لذلك. بالمناسبة, وزيرة البيئة, يوريكو كويكي, أصبحت- في وقت لاحق- وزيرة للدفاع في حكومة اليابان, لتصبح أول امرأة يابانية, تصل إلي هذا المنصب الرفيع, ولتصبح هي- أيضا- أول امرأة يابانية وصلت إلي منصب الوزير, من خريجي كلية الآداب- جامعة القاهرة, في عام1976. وتلك قصة أخري. [email protected]