حذرت مديرة المركز الاقليمي للأمم المتحدة بالقاهرة من استخدام الفحم في الصناعة لمواجهة مشكلة نقص الطاقة. وقالت الدكتورة خولة مطر مدير المركز الاقليمي للأمم المتحدة بالقاهرة: ان قرار الحكومة المصرية بالاستعانة بالفحم سبب ازعاجا لمختلف منظمات الأممالمتحدة, وأشارت الي أننا بانتظار ردود الأفعال خاصة من جانب الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لمصر حيال هذا القرار. ومن جانبه أكد رئيس المركز الاعلامي باليونيدو أحمد نبيل فهمي خلال مؤتمر صحفي عقده المركز الاقليمي للمنظمة الدولية بالقاهرة أن هناك مشاورات جارية بالفعل بين اليونيدو والحكومة المصرية من أجل ترشيد استخدام الفحم, الذي تعتمد عليه كبريات الدول, مشيرا الي أن هذه المشاورات تهدف الي الحد من مخاطر استخدامه وتطويق آثاره السلبية علي البيئة وبحيث يتواءم مع المعايير الدولية. كما كشف المسئول الأممي أيضا عن أن هذه المشاورات التي تجري مع الحكومة من خلال وزارة الصناعة تهدف الي تعظيم استفادة مصر من الطاقة الجديدة والمتجددة والشمسية بالدرجة الأولي كمصدر مهم, بما في ذلك توفير أجهزة التوليد للمنازل لمواجهة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بصفة مستمرة. استعرضت منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية' اليونيدو' مشروعاتها التي تقوم بتنفيذها في عدد من محافظات مصر. وكشف مدير مركز الاعلام باليونيدو أحمد نبيل فهمي عن قائمة من المشروعات التي نجحت المنظمة في تنفيذها علي مدي السنوات الماضية مشيرا الي أن أحداث ثورتي25 يناير2011 ومن بعدها ثورة30 يونيو2014 لم تؤثر بالسلب علي مواصلة تنفيذ واستكمال هذه الجهود. وقال إن هدف الأممالمتحدة ومنظماتها خاصة اليونيدو تنموي بحت وأنها تعمل من خلال التنسيق مع الحكومة والأجهزة المحلية, كما يستفيد القطاع الخاص ورجال الأعمال والمجتمع المدني من هذه المشروعات التي أكد أنها تعرض علي الحكومة ويترك لها اختيار المناطق التي تحتاج اليها وفقا لاعتبارات ومعايير معينة من بينها المناطق الأكثر فقرا.. وردا علي سؤال لالاقتصادي قالت الدكتورة خولة مطر مدير المركز: إن المنظمة الدولية لا تقبل أي دعم مسيس ونفت وجود أي تدخلات من جانب أي دولة في المشروعات التي تنفذها المنظمة وأجهزتها في مصر, خاصة الدول التي تقدم دعما من خلال هذه المشروعات وأشارت الي أن تنفيذ وتمويل هذه المشروعات يتم من صناديق تتبع الأممالمتحدة تساهم بها مصر مثل بقية الدول وان اختلفت الحصص, فيما أشارت الي أن مصر من الدول الأعضاء القدامي والمؤسسين في اليونيدو حيث انضمت اليها عام1966. وعرض مدير مركز الاعلام للمشروعات التي تقوم اليونيدو بتنفيذها في مختلف محافظات مصر, مشيرا الي أنه يتم التركيز علي المناطق الأكثر فقرا, مدللا علي ذلك بمركزي العدوة في محافظة المنيا الذي لا يوجد به مياه شرب نقية ولا أي من أفرع البنوك, حيث يحتاج أبناؤه قطع مسافات تصل إلي40 كيلو مترا للوصول الي أقرب بنك.. كما عرض أيضا لمشروعات نجحت اليونيدو في تنفيذها علي مدي السنوات الماضية مشيرا الي أنها تستهدف الانتقال من النواحي الخدمية' توصيل المياه والصرف الصحي ورصف الطرق' باعتبارها اختصاص الحكومة, الي النواحي الانتاجية بتعظيم استفادة المواطنين منها في مجالات عديدة مثل الزراعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقال إن اليونيدو حقق نجاحات كبيرة في اكستاب أبناء هذه المحافظات ثقافة تحويل المنتجات الي صناعات مثل تجفيف الطماطم والكمون وتسويقها بكميات ضخمة في الاتحاد الأوروبي مما حقق عوائد مضاعفة بدلا من بيعها مواد خام بأسعار بخسة. ونوه المسئول الأممي أيضا بنجاح اليونيدو في مشروعات كثيرة من بينها النباتات العطرية' ايماب' حيث أصبحت صناعة الكمون في صعيد مصر يتم تجفيفها بالطرق الآلية بعد أن كانت تتم عبر الطاقة الشمسية, وتعبأ جيدا وتري طريقها الي أسواق أوروبا, مما أسهم في زيادة الربح للمنتجين بهذه المحافظات. وقال إن هذا المشروع تستفيد منه نحو1200 منشأة صغيرة ومتوسطة في نحو5 محافظات من بينها بني سويف والفيوم والمنيا وأسيوط, لمساعدة هذه المنشآت وتأهيل انتاجها للأسواق العالمية.. وأشار الي مشروع يتعلق بتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مجال الصناعة بميزانية95 مليون دولار بتمويل من مرفق البيئة العالمي ويهدف الي تحسين العمليات الصناعية بحيث تستخدم معايير لا تضر بالبيئة وتسهم في التحكم في كفاءة استخدام الطاقة والتقليل منها ونشر الوعي بين المناطق الصناعية وهو ما تحقق بالفعل في11 مصنعا للأسمنت والسيراميك بمناطق حلوان و15 مايو. وأشار الي مشروع آخر تتبناه اليونيدو وتشرف عليه ايطاليا بميزانية قدرها55 مليون دولار في اطار مبادلة الديون مع مصر, ومشروع آخر لتحسين كفاءة السلع البستانية والارتقاء بها للمستوي العالمي ومساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتصنيع والتصدير للأسواق العالمية. ونوه المسئول الأممي بوجود استشاريين في مجالي الزراعة والري يتبعون اليونيدو ويعملون علي مساعدة المزارعين المصريين علي اكتساب الطرق المثلي للزراعة والري برغم أن هذه المسألة من اختصاص الفاو. وحرصت اليونيدو في مستهل المؤتمر الصحفي الذي احتضنه مركز الأممالمتحدة بالقاهرة الي التنويه بأن أول مدير تنفيذي لها كان هو المهندس المصري ابراهيم حلمي عبد الرحمن أستاذ التخطيط القومي ووزير التخطيط الأسبق. كما نوه بأن محافظة المنيا تتصدر مناطق الاهتمام لليونيدو كونها تضم القري الأكثر فقرا في مصر ضمن نحو ألف قرية حيث تنعدم فيها الخدمات وتعاني الكثير من نقص الموارد, وشدد علي أن هدف اليونيدو ليس دعم المشروعات الخدمية' من طرق ومرافق وصرف صحي ومياه' معتبرا أن هذه النواحي من اختصاص الحكومة, وانما هدفها دعم المشروعات الانتاجية التي تسهم في توفير فرص العمل للشباب وتمكينهم من مواجهة البطالة..