بالعودة خمسة ايام قبيل زيارة وزير الخارجية الامريكية جون كيري للقاهرة وتحديدا يوم30 أكتوبر الماضي قام رئيس جهاز المخابرات الروسي بزيارة غير متوقعة للقاهرة اتبعها بتنظيم لقاءين مع الرئيس فلاديمير بوتين والمشير عبد الفتاح السيسي ثم أعقبها زيارة وزير الدفاع الروسي الي مصر في نوفمبر الماضي. أجواء كثيرة غامضة لاحت في أفق العلاقات الدبلوماسية( المصرية- الروسية,) و( المصرية الإمريكية) وذلك عند المقارنة بتصريحات كيري الاخيرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الاحد3 نوفمبر والتي أكد فيها أن الإدارة الامريكية تحترم إرادة الشعب المصري في خطوة غير متوقعة من الادارة الامريكية بعد ثورة30 يونيو. كانت إحدي كلمات السر وراء هذا التحول في الموقف الإمريكي كانت الطائرة بدون طيار' ايفنجر' التي نجحت عناصر الدفاع الجوي المصري في إسقاطها قبل أيام من الزيارة المفاجئة, بعد اختراق الاجواء المصرية, هذه الطائرة المفترض لها أنها كانت تجوب الاجواء الليبية في عملية استطلاعية, لكن الواقع أنها اخترقت الاجواء المصرية وعليه تعامل معها سلاح الدفاع الجوي وأسقطها وحصل علي جسم الطائرة المصادر المطلعة تقول أن هرولة' كيري' لمصر جاءت في توقيت بدا وكأنه للتخديم علي أجندة الاخوان المسلمين بسبب الضغوط التي يمارسها التنظيم الدولي لهم, لكن الحقيقة كانت( تصميم أمريكا للحصول علي طائرتهم التي ضلت طريقها في الميناء الجوي لخطوط الملاحة العسكرية). طائرة' أفينجر', التي تعرف أيضا باسم' بريديتور سي',تتمتع بتقنية عالية وتبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من هذا الطراز حوالي15 مليون دولار, وهي مصممة لتتجنب أجهزة الرادار, وتصل سرعتها القصوي460 ميلا/ساعة, أي أسرع من الطائرة بدون طيار الحالية من طراز' ريبر' التي تطير بسرعة276 ميلا/ساعة, وتعد الطائرة' أفينجر' الأشدها فتكا والأكثر سرعة من الطائرة بدون طيار بالقوات الجوية الأمريكية وهو ما دفع كيري أن يجعل اولوية مناقشته مع المشير عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي هذا الملف الخاص بالطائرة, حرصا منه علي عدم وقوع تقنيات هذه الطائرة في ايادي الروس القادرين علي تصنيع وتطوير وحدات تسليح متطورة علي هذا النوع من الطائرات منطق المراوغة الذي يتقنه السيسي مكنه من تحقيق مكاسب' سياسية, عسكرية' فبعد مرور ثلاثة شهور من زيارة وزير الدفاع الروسي' سيرجي شويجو' لمدة3 أيام فقط, تم الإعلان عن إنهاء صفقة السلاح بين مصر وروسيا, تلك الصفقة التي سعت أمريكا لوقفها لكن الدعم' السعودي و الإماراتي' جاء ليظهر هذا التحالف وكأنه صفعة علي وجه السياسية الامريكية التي لوحت خلال مكالمات' تشاك هيغل' وزير الدفاع الامريكي لنظيره السيسي- زادت عن35 مكالمة- بقطع المعونة العسكرية وهو ما قابله السيسي بلا مبالاة و بجملة قاطعة اوردها خلال لقائه الاخير بوفد الكونجرس الذي زارمصر في يناير الماضي' معونتكم اصبحت لا تعنينا في مصر'. مصادر- الاهرام الاقتصادي- أوردت أن أجندة لقاءات السيسي بنظيره الروسي تضمنت ثلاثة ملفات مهمة وهي( صفقة السلاح المصرية الروسية- التعاون الاستخباراتي بين الجانبين, الدورات التدريبية للضباط, مكافحة الارهاب الدولي). وأضافت أن هناك اتفاقا مبدئيا منذ نوفمبر الماضي لتبادل زيارة مسئولين مصريين الي موسكو لتوقيع اتفاقيات متعلقة بعدد من المجالات منها اتفاقية لمكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الارهاب الدولي, واتفاقيه مشتركة لمكافحة التجسس والتنصت وحماية وسائل الاتصالات المختلفة بين البلدين لمنع التجسس ومواجهة مثل هذه الحالات. تتراوح قيمة صفقة السلاح وفقا لتقديرات المصادر بين2 و4 مليارات دولار ستتضمن توفير الاحتياجات الخاصة بمصر من الناحية العسكرية وعلي رأسها الطائرات والقطع البحرية المختلفة والصواريخ بعيدة المدي وتزويد مصر بقطع الغيار المختلفة, وطائرات ميج5 وميج27 ومنظومة دفاع جوي متطورة لصد أي عدوان علي المجري الملاحي لقناة السويس وتأمين الحدود الغربية والجنوبية وصواريخ طويلة المدي لاعتراض أي صواريخ من شأنها إلحاق الضرر بمصر, مع توفير غواصات بحرية لتطوير منظومة القوات البحرية وقد تطرقت المحادثات بين الجانبين المصري والروسي الي تحديد المهام الأولية في التعاون المتبادل في المجالين التجاري-الاقتصادي والعسكري والتقني, كما أنهما أكدا عزمهما علي تعزيز الشراكة بين موسكو والقاهرة لحل القضايا الملحة علي الصعيدين الدولي والإقليمي ومواصلة تعميق التعاون الروسي-المصري المتعدد الاتجاهات.