تراهن مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي التي اطلقها خلال شهر اكتوبر الماضي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وكلف بالاشراف علي المبادرة ورعايتها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم. تراهن المبادرة علي قدرات كامنة في الاقتصاد الاسلامي وقاطراته تكشفها توقعات لصندوق النقد الدولي بجذب الصكوك اموالا بلغت3 تريليونات دولار نهاية2015 وتحقيق الاصول الاسلامية رصيدا تراكميا قيمته تريليون و800 مليار دولار بنهاية العام الجاري. تراهن مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي التي توثق ادراك القيادة في دولة الامارات وامارة دبي بأهمية الاقتصاد الاسلامي.. تراهن المبادرة علي نمو استثمارات التأمين الاسلامي في السوق العالمي وتحديدا التكافل لتصل الي25 مليار دولار بنهاية عام2015 كانت حققت رصيدا تراكميا بلغ12 مليار دولار بنهاية2012, كما تراهن علي استثمارات الصناعات الغذائية الحلال التي تندفع في اتجاه النمو حاليا لتبلغ6 تريليونات و400 مليار دولار بنهاية عام2020 فيما حجمها الحالي2 تريليون و77 مليار دولار. الثابت ان الاقتصاد الاسلامي اكتسب اهمية متزايدة خلال السنوات الاخيرة بفعل تزايد الطلب علي المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية ويعود سبب ارتفاع الطلب علي المنتجات الحلال بشكل اساسي الي ارتفاع عدد المسلمين في العالم الذين اصبحوا يشكلون حوالي ربع سكان العالم اذ يقدر عددهم حاليا بحوالي1.6 مليار مسلم, وساهم تطور تكنولوجيا الاتصالات وتسهيل نقل المعرفة في زيادة هذا الطلب وخاصة الطلب علي المواد الغذائية الحلال. وتبعا لذلك فقد ارتفع حجم الانشطة الاقتصاية المنسجمة مع مبادئ الشريعة الاسلامية لحوالي8 تريليونات دولار من اجمالي الناتج المحلي العالمي او ما نسبته11% من الانتاج العالمي, بلغ حجم التجارة الخارجية للدول الاسلامية ما يقرب من4 تريليونات دولار امريكي. لا تقتصر اهمية قطاع الاقتصاد الاسلامي علي ما حققه من نمو كبير خلال السنوات القليلة الماضية وانما تنبع الاهمية من حقيقة ان هذا القطاع يعتبر من القطاعات المرشحة للنمو الاسرع ولعدة سنوات قادمة استنادا للاطار العام ل مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي حيث ينمو قطاع الاقتصاد الاسلامي العالمي بمعدل يتراوح ما بين10 15% سنويا, فمن جهة تزيد معدلات النمو السكاني في الدول الاسلامية علي ضعف المعدل العالمي بما يعزز من النمو المطرد للطلب علي المنتجات الحلال, ومن جهة ثانية فان عددا كبيرا من الدول الاسلامية تصنف حاليا ضمن مجموعة الدول ذات الاسواق الناشئة وهي مرشحة لمواصلة نموها المتسارع. يقوم التمويل الاسلامي علي مبدأ الامتناع عن التعاطي بالربا حيث لا يتم من خلال الخدمات المصرفية المقدمة بالتمويل الاسلامي أخذ اي فوائد, فيدخل المستثمر والمؤسسة المصرفية معا في اتفاق شراكة يتقاسم فيه كلاهما الارباح والخسائر, وقد شهدت ادوات التمويل الاسلامي إقبالا منقطع النظير خلال السنوات الماضية, حيث بلغت نسبة نمو قطاع الصكوك في العالم46% خلال عام2012. ومن المتوقع ان يزيد الاقبال علي الصكوك خلال الفترة المقبلة وان تتجاوز قيمتها421 مليار دولار امريكي بحلول عام2017, كما تبلغ قيمة الاصول الاسلامية1.8 تريليون دولار بنهاية عام2013 وبنسبة نمو تبلغ12.5% سنويا. كما يتوقع ان يقوم المستثمرون بتخصيص50% معدل متوسط من محافظهم المالية للاستثمار في ادوات التمويل الاسلامي. علي جانب التأمين الاسلامي فهو نظام تكافلي يستند الي مبدأ التعاون حيث يتقاسم عدد من الافراد مخاطر الخسارة المحتمل وقوعها لاي فرد منهم وفي حالة وقوع تلك الخسارة يقوم المساهمون بتحمل نفقات وتبعات الخسائر التي تعرض لها ذلك الفرد عن طرق الدفع من المساهمات المالية التي تشكل نواة صندوق التكافل الذي يتم تعويض جميع المطالبات من حصيلته. شهد قطاع التأمين الاسلامي مؤخرا زيادة معدلات النمو مقارنة بقطاع التأمين التقليدي حيث بلغ حجم قطاع التكافل عالميا حوالي12 مليار دولار في عام2012 ومن المتوقع وصول حجم مساهمة سوق التكافل العالمي في قطاع التأمين الي25 مليار دولار امريكي في عام2015. يدعم نمو قطاع التأمين الاسلامي شبكة شركات تكافل منها:77 شركة تعمل في اسواق دول مجلس التعاون الخليجي من اجمالي195 شركة علي مستوي العالم و18 شركة في دول الشرق الاوسط الاخري و40 شركة في الشرق الاقصي و12 شركة في شبه القارة الهندية, و32 شركة في افريقيا و9 شركات في بلاد الشام بالاضافة الي7 شركات في اسواق عالمية اخري. ضمن قاطرات مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي تضم قائمة الصناعات الحلال التي يتجاوز عددها500 منتج من اهمها المواد الغذائية والادوية ومستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية والمنسوجات والمنتجات الجلدية وغيرها من المنتجات التي تتم اضافتها لهذه القائمة باستمرار. حسب خبراء فان منتجات الحلال اصبحت تنال رواجا في المجتمعات غير الاسلامية والحلال صفة تطلق علي منتج او جملة منتجات استهلاكية تتم مراعاة التعاليم والضوابط الشرعية خلال مختلف مراحل انتاجها او تصنيعها لقيمتها الغذائية ومراعاتها لمعايير صحية جيدة سواء من منتجات الاغذية او مستحضرات التجميل او غيرها. تقدر قيمة صناعات الاغذية الحلال في العالم بما يقارب2.77 تريليون دولار ويشكل قطاع الاغذية الحلال نسبة20% من اجمالي قطاع الاغذية في العالم, وتشير بيانات وتقارير اقتصادية الي ان تجارة المنتجات الحلال ستواصل نموها بمعدلات لا تقل عن4.8% سنويا لتصل الي نحو6.4 تريليون دولار في عام2020, مما يعني ان فرصا استثمارية بنحو2.9 تريليون دولار تنتظر الدخول في مجال المنتجات الحلال خلال الاعوام الثمانية القادمة. وبالنسبة للقطاعات العاملة في هذه الصناعة جاءت عملية تصنيع الغذاء في المرتبة الاولي برأسمال55 مليار دولار يليه قطاع الاسماك وتربية المواشي والدواجن بقيمة49 مليار دولار. جاء اطلاق مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي مع بداية عام2013 واضافة قطاع الاقتصاد الاسلامي للقطاعات المحورية لاقتصاد دبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بهدف تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني المتين في دولة الامارات العربية المتحدة ودعمه بقطاع حيوي جديد. ستعمل مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي علي تأمين عدد من الحلول المتكاملة والتسهيلات لدعم قطاع الاقتصاد الاسلامي بصورة خاصة والاقتصاد الوطني بصورة عامة وبما يعزز قوة الاقتصاد الوطني وتنوعه, ويساهم في استمرار نموه بصورة ثابتة وطموحة, مدعوما بالاداء القوي لقطاعاته الرئيسية مثل التجارة وتجارة التجزئة والسياحة والطيران والضيافة والخدمات المالية والخدمات اللوجستية. تحت مظلة مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي ستكون هناك كيانات تنفيذية في وزن المسئولية الملقاة علي المبادرة مثل: مركز دبي للصكوك لاصدار وادراج وتداول الصكوك علي المستوي العالمي, مركز دبي للصيرفة والتمويل الاسلامي.