خالد سعيد في دراسة إسرائيلية جديدة حول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 والخاص بتجميد الاستيطان في مناطق الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، والصادر الجمعة الماضية، أكد الكاتب عاموس يادلين أن القرار جاء كخاتمة لثمان سنوات عجاف من الصراع العربي-الإسرائيلي هي عمر ولايتي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونهاية قاسية لعلاقات فاترة بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لكنه قد أضاع الهيبة الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي. وذكر يادلين الذي يتولى إدارة مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الإدارة الأمريكية لم تنجح في كسب الرأي العام الإسرائيلي أو تقديم حلول ناجعة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لتأتي الموافقة الدولية على القرار الأممي رقم 2334 الجمعة الماضية لتصيب قوة الردع الإسرائيلية، القائمة في الأساس على التحالف الإستراتيجي مع الولاياتالمتحدة وتأييدها المطلق لإسرائيل، إذ تعمد الرئيس أوباما أن يدير علاقات فاترة مع تل أبيب، قابلها نتانياهو بسياسات مختلفة تركت الأثر الإيجابي على القضية الفلسطينية التي يزداد الاهتمام الدولي بها خلال الفترة الراهنة. وأشار يادلين إلى أن الإدارة الأمريكية أجبرت على رفض استخدام حق النقض (الفيتو) نتيجة لسياسات الحكومة الصهيونية الحالية، سواء في تعنتها وتأجيلها الانسحاب من مستوطنة "عامونا" بالضفة الغربية، أو لاستمرار عملية بناء المستوطنات في الضفة نفسها أو القدسالشرقية، ما دفع الرئيس أوباما إلى محاولة التقدم في مسار السلام خلال أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، رغم فشله في قضايا وملفات الشرق الأوسط، سواء تجاه التصدي لتنظيم داعش أو تراجعه أمام الحلف الروسي-الإيراني في سوريا. أفادت الدراسة الإسرائيلية حول تداعيات القرار الأممي رقم 2334، بأن الكيان الصهيوني لا يمكنه الدخول في مسار سلام جديد مع الطرف الفلسطيني في المرحلة الراهنة، رغم محاولة الرئيس أوباما الحالية، خاصة وأن نتانياهو يرفض وضع إملاءات قبيل موافقته المبدئية على الدخول في خيار السلام، في وقت يطلب الجانب الفلسطيني وضع الخطوط العريضة للدولة الفلسطينية المستقبلية، كما أن الطرف الفلسطيني بدا يفضل مواجهة إسرائيل في المحافل الدولية عن خيار المفاوضات السلبي أو العبثي، ليعزز بدوره فرص الفلسطينيين في أية أطر مستقبلية للسلام، ويضعف من الموقف الإسرائيلي. وحول نتائج القرار 2334 على الداخل الإسرائيلي، أكد مدير مركز دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، أنه ساوى بين المستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية، ما يعني تعزيز الجانب الفلسطيني في أية مفاوضات قادمة حول ملف المستوطنات، ويعزز من موقفهم أيضًا حول تقديم قيادات إسرائيلية للمحاكمة الدولية. ناهيك عن تعزيز موقف الداعمين لحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، أو حملة "بي دي إس"، ويزيد القرار الأممي من الخلافات الأمريكية الداخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بيد أن أولى التداعيات الدولية حول صدور القرار 2334 هو تأثر قوة الردع الإسرائيلية، وتضعضع الحلف الإسرائيلي-الأمريكي، فضلاً عن إلزام التقرير الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير حول المستوطنات كل ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من ذلك، فإن البروفيسور الصهيوني، عاموس يادلين، يرى أن مجىء دونالد ترامب للبيت الأبيض، في العشرين من يناير القادم من الممكن أن ينسف ما تم عرضه من تداعيات للقرار رقم 2334، حيث من الممكن أن يقدم حق النقض (الفيتو) على هذا كله.