العزب الطيب الطاهر أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن الوقاية من اندلاع النزاعات، وتفادي مخاطر الحروب الجديدة يتطلب الإسراع في نزع صواعق تفجيرها وأسباب انتشارها عبر الدبلوماسية الوقائية داعيا فى هذا الصدد الى التحرك السريع لإيفاد لجان الحكماء والوساطات إلى مناطق التوتر، والعمل على إنقاذ الدولة الوطنية من الانهيار والانشطار، والدفع بالأوضاع نحو المسار السلمي والحوار البناء مشيرا فى هذا السياق الى أهمية العمل على إصلاح مواطن الخلل، ومكامن الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والتشجيع على التوجهات الديمقراطية، ومبدأ الشورى، وتحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي والسلم الأهلي، وتسريع عجلة التنمية، وتعبئة طاقات الشباب في عملية البناء والإنتاج، وارتياد طريق المستقبل الآمن
جاء ذلك فى الكلمة التى القاها نيابه عنه السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة فى الجلسة الافتتاحية لخلوة الاتحاد الأفريقي حول موضوع "ممارسات الوساطة والحروب المعاصرة"التى عقدت بشرم الشيخ
وشدد أبو الغيط على على ضرورة تعزيز دور المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وتمكينها من القيام بالدور المحرك والأساسي في معالجة الأزمات والصراعات الإقليمية وإيجاد آليات للتنسيق بين هذه المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة عبر مبعوثيها الموفدين إلى مناطق النزاعات موضحاأن الاجتماع الثلاثي الذي عُقد بالقاهرة يوم الثلاثاء الماضى بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمناقشة الوضع في ليبيا وسبل التعاون بين المنظمات الثلاث، والبيان الصادر في ختامه يمثل بداية واعدة للدور المطلوب في معالجة الأزمات الإقليمية.
ونبه الأمين العام للجامعة العربية ضرورة المواجهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية بما في ذلك تجفيف الحاضنات التي تنتعش فيها وتستغل مناخاتها لنشر شرورها عبر العالم تحت مسميات متعددة، وتجمعها أيدلوجية واحدة، هي أيدلوجية الظلام ونزعة التدمير. خاصة بعد أن تضخم حجم هذه التنظيمات واتسعت رقعة تواجدها، وأصبحت تُشكل قوة متعددة الجنسيات عابرة للحدود وللقارات، وقادرة على إحداث الضرر والتدمير لكل مصادر الحياة ومعالم التنوير والتقدم.
وأشار فى هذا الصدد الى أنه من ضمن الحاضنات التي يستغلها الإرهابيون وتتطلب المواجهة والعمل على تجفيف منابعها: مناطق النزاعات والأزمات، وحالات تفشى الغبن والظلم والقهر والإقصاء وغياب المساواة بين المواطنين، وعدم الاحتكام إلى المواطنة التي يجب أن يستظل بظلها جميع أبناء الوطن الواحد، في مجتمع منسجم ومتماسك يكون عصياً على كل محاولات الاختراق والاحتراب.