هاني بدر الدين شهد الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان ، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى ، صباح اليوم الاثنين ، توقيع بروتوكول تعاون من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ، وذلك لإنشاء أول مصنع لإنتاج أدوية الأورام في مصر. وقام بتوقيع البروتوكول، رئيس الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات ممثلة عن وزارة الصحة والسكان ورئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربى ممثلة عن وزارة الإنتاج الحربى، أما القطاع الخاص وفقام بتوقيعه د. شيرين حلمى الرئيس التنفيذي لشركة فاركو للأدوية.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان، أن إنشاء مصنع لأدوية الأورام بالشراكة بين فاكسيرا والهيئة القومية للإنتاج الحربي، وشركة فاركو للادوية يأتي في إطار اتجاه الدولة للتعاون بين مؤسساتها وبين القطاع الخاص، مؤكدا أن الدولة حريصة على توفير الأدوية الحيوية بأسعار مناسبة للمواطن المصري ومنها أدوية مرضى الأورام خصوصا مع ارتفاع أسعار الدولار والعملات الصعبة، ونقص هذه الأدوية وبدائلها في السوق. وأشار إلى أن الهدف من البروتوكول هو النهوض بصناعة الدواء بشكل عام في جمهورية مصر العربية، وتوفير العلاج لمرضى السرطان بشكل خاص ، والعمل على تشجيع تصدير الدواء المصري للخارج.
وأوضح أن المصنع سوف يتم إنشاؤه بمجمع فاكسيرا الصناعي بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 61 ألف متر، والذي يضم أيضا مشروع إنشاء مصنع للسرنجات ذاتية التدمير، ومصنع لقاح أنفلونزا الطيور، ومشروع تصنيع الأنسولين. وأضاف بأنه من المتوقع أن يقوم هذا المصنع بانتاج حوالي 100 صنف من الأشكال الدوائية المختلفة " أقراص ، كبسول، فيال ، امبول" وقد تم اختيار هذه الأصناف بالتنسيق مع اللجنة العليا للأورام لتغطية العجز في أدوية الأورام وتوفيرها للمواطن المصري بأسعار مناسبة وتوفير العملة الصعبة.
ولفت وزير الصحة والسكان إلى أن الدراسة التي تم إعدادها عن الوضع الحالي لسوق أدوية الأورام في مصر، تشير إلى أنه يتم تداول حوالي 300 مركب في أشكال صيدلية متعددة، 95% من هذه المنتجات يتم استيرادها، ولذلك فإن توفر هذه المنتجات يتأثر بعوامل عدة، ومن مصلحة المريض المصرى أن يكون هناك منتج مصري يضمن توافره بصفة مستمرة. وأشار الى إنه تم اختيار 59 مركب كميائى ليستخدم فى إنتاج 103 منتج صيدلي ليغطى احتياجات السوق المصري للمناقصات بنسبة 96%.
وأوضح أنه تم اختيار هذه المنتجات طبقا لعدة عوامل منها النواقص التي يعاني منها السوق المصري ، وكذلك المنتجات الأعلى في معدلات الإستخدام في جميع مناقصات الجمهورية ، إضافة إلى توصيات لجنة الأورام بوزارة الصحة.
من جانبه قال اللواء محمد العصار وزير الانتاج الحربي إن القيادة السياسية والحكومة تضع نصب أعينها احتياجات المواطن، وتعمل من أجل تلبية احتياجاته، وفي مقدمتها الاهتمام بصحة المواطن، وبالطبع فإن مرضى الأورام يعانون ليس فقط بسبب المرض، ولكن أيضا بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، ومن غير المعقول أن لا يكون هناك مصنع لإنتاج أدوية الأورام السرطانية في دولة كبيرة بحجم مصر.
وأضاف العصار موضحا أن وزارة الإنتاج الحربي تشارك في هذا المشروع من خلال امكاناتها الفائضة، وبدأنا المناقشات في شهر يناير بالتعاون مع وزارة الصحة، لانشاء مشروع مصنع السرنجات ومشروع الأمصال، ومشروع أدوية الأورام. وأكد العصار أن المشروع سيكون له فوائد اقتصادية هامة، بجانب توفير الأدوية بأسعار مخفضة للمرضى، حيث أن ذلك سيقلل من الاحتياج للعملات الأجنبية، في ظل مشكلة عدم توافر العملات الأجنبية حاليا. من جانبه قال الدكتور شيرين حلمى الرئيس التنفيذى لفاركو إن الشركة اختارت خوض الصراع ضد الأمراض المزمنة والمتفشية فى المجتمع المصرى ووضعت استراتيجية طموحة فى إطار زمنى محدد للقضاء على فيروس سي والأورام السرطانية كأولوية قصوى، وجاء التعاون مع وزارة الإنتاج الحربى وفاكسيرا من أجل تنفيذ مشروع إنشاء مصنع لأدوية الأورام وسد حاجة السوق المصرى الذى يعانى من نقص شديد فى أكثر من 300 مركب يتم استيرادهم من الخارج وبتكلفة لا تناسب المريض المصرى؛ ولذلك تكفلت فاركو بالتمويل والدعم الفنى والتسويق لمنتجات المصنع بالخارج، لافتا إلى أن الهدف هو بدء إنتاج المصنع فى عام 2018، مشيرا إلى أن معاير اختيار المنتجات المصنعة خضعت لبحوث السوق وتوصيات معهد الأورام القومي و لجنة الأورام بوزارة الصحة.
الجدير بالذكر أن السوق العالمي للدواء يتجه للاستثمار فى 3 مجالات وهي مجال أدوية الأورام بما يعادل 100 بليون دولار ، ومجال أدوية الفيروس الكبدي سي بما يعادل 100 بليون دولار ، ومجال أدوية مرض السكرى بما يعادل 78 بليون دولار، ولذلك فإن الأدوية المضادة للأورام تحتل المرتبة الأولى فى ترتيب الأدوية عالميا.
من جانبها أكدت الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا ) ، أن اختيار وزير الصحة والسكان لفاكسيرا للدخول في هذا المشروع، استمراراً لدعمه لشركة فاكسيرا وجهوده الحثيثة في تعظيم الاستفادة من امكانيات الشركة من أصولها الثابتة وكوادرها الفنية ،كذلك لما للشركة من قيمة كبيرة في صناعة المستحضرات الطبية الحيوية فهي تعد واحدة من أعرق المؤسسات الطبية في مصر حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1881. وأشارت إلى أن هذا المصنع سيساهم أيضاً في استغلال الكفاءات العلمية بفاكسيرا وتوفير فرص عمل إضافية، وسوف تغطي الطاقة الإنتاجية لهذا المشروع احتياجات السوق المحلي والفائض للتصدير.بشرى سارة لمرضى السرطان.. بروتوكول لإنشاء أول مصنع لإنتاج أدوية الأورام فى مصر.. الأدوية ستكون بأسعار رخيصة وعوائد اقتصادية كبيرة للمصنع.