تلقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بالمملكة العربية السعودية فور الأمر الملكي باختياره وليا للعهد خلفا الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بجانب توليه وزارة الدفاع العديد من البرقيات والاتصالات من كل الرؤساء والأمراء في مختلف دول العالم العربي والاسلامي وايضا من داخل المملكة العربية السعودية من المسئولين والأمراء وأفراد الشعب السعودي وينظر إلي الأمير سلمان على أنه كان ثالث أبرز أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة بعد أخيه الملك عبد الله وشقيقه الأكبر ولي العهد الراحل الأمير نايف الذي يتولى أيضا منصب وزير الداخلية. وكان الأمير سلمان يشغل منصب وزبر الدفاع منذ شهر نوفمبر الماضي إلا أن المنصب الأهم الذي ظل يشغله لمدة 50 سنة هو منصب أمير الرياض وينظر الي منصب أمير الرياض على أنه احد أهم المناصب في المملكة وسبق أن تولاه كل من ولي العهد الراحل الأمير سلطان وولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز. وقد أجمع المراقبون أن قراري تعيين الأمير سلمان وليا للعهد والأمير أحمد وزيرا للداخلية عكسا انتقالا سلميا في مناصب الدولة السعودية وهو ماحدث منذ وفاة الملك فهد ثم وفاة الأمير سلطان ولي العهد الراحل والان عقب وفاة الأمير نايف حيث تمت عملية انتقال السلطة بسلاسة وهدوء لدرجة ان البعض لم يتصور أن تتم بهذه السلاسة وهو ما جعل المراقبين يدركون مدي ما تتمتع به المملكة من آليات مستقرة لانتقال السلطة. وكان المراقبون يرون أن الأمير سلمان هو من الشخصيات البارزة في منظومة الحكم بالمملكة، وبلا شك فان تعيين الأمير سلمان والأمير أحمد أعطي تطمينات أكيدة للمواطن السعودي خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالمملكة. وقد أعطي قرار تعيين الأمير سلمان عدة رسائل خارجية وداخلية فقد أكد هذا التعيين أنه لا توجد مفاجآت بالمملكة، أكبر منتج للنفط في العالم، وبالتالي الاستقرار فيها مطلوب لتستقر سوق النفط العالمي ، كما أعطي رسائل للداخل لكي لايحدث عدم استقرار في سوق الأسهم السعودية. علي الجانب السياسي فإن الأمير سلمان في موقع المسئولية منذ سنوات عديدة وله علاقات عربية وإسلامية ودولية واسعة ومتميزة ، فقد كان اميرا للرياض لفترة طويلة الا ان هذا لم يبعده عن الهم الاقليمي والدولي وتواصل مع كثير من قيادات العالم وهو ما سيدعم علاقات المملكة مع العالم الخارجي في الفترة المقبلة. أما علي الصعيد الداخلي فتتميز مجالسه التي يعقدها مع جموع الشعب السعودي بالحشود التي تؤمها ويملك رصيدا شعبيا بسبب هذه المجالس الدورية والمباشرة بينه وبين الشعب وجعلته قريبا جدا من مشاكلهم ومعاناتهم. كما أن الأمير سلمان متعدد الاهتمامات فضلا عن دوره الاجتماعي والإنساني من خلال العمل الخيري ، كما كان له اهتمام خاص بالإعلام ومعروف انه هو مؤسس صحيفة الرياض أوسع الصحف السعودية انتشارا كما أنه وأبناؤه أصحاب الشركة الشرقية للأبحاث التي تصدر صحيفة الشرق الأوسط الدولية .