براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 21 مايو 2024    محافظ جنوب سيناء يلتقى عددا من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأفريقية    بوريل يعلق على قرار «الجنائية الدولية» بشأن إسرائيل وحماس    مستشار الأمن القومي الأمريكي يطالب إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة    ترتيب الدوري المصري 2023-2024 قبل مباريات اليوم الثلاثاء    عباس أبو الحسن يتكفل بعلاج المصابتين في حادث الدهس بسيارته| خاص    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    مصرع طفل وإصابة شقيقه بحلوان.. والسبب «حلة شوربة» ساخنة    الثلاثاء 21 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    شهداء وجرحى جراء غارة إسرائيلية على منزل لعائلة "أبو طير" شرق خان يونس    اليوم.. طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية يؤدون امتحان مادة الهندسة    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    كأس أمم إفريقيا للساق الواحدة.. منتخب مصر يكتسح بوروندي «10-2»    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلق مغاربى من توابع حادث «نيس»
نشر في الأهرام العربي يوم 31 - 07 - 2016


زينب هاشم
د.محمد حسين فنطر: الحادث وليد الجهل والفقر والتهميش واحتقار الغرب للعرب
حسن بن عثمان: الإسلام السياسى مسئول بتصرفاته عن نعت الإسلام بالإرهاب

وائل إبراهيم: المغاربة جاليات قديمة فى فرنسا وحديث هولاند عن الإرهاب الإسلامى لن يزعزع استقرارها

ربما طغت أخبار الانقلاب العسكرى الفاشل فى تركيا على الحادث الإرهابى فى مدينة "نيس" الفرنسية، لكن هذا لا ينفى أبدا أن ذلك الحادث ستظل له تداعياته الخطيرة فى فرنسا، وعلى الجالية العربية والإسلامية بفرنسا فى ظل اتهامات قديمة جديدة تصنف الإرهاب بوصفه صناعة إسلامية، بعد أن أعلن أن مرتكب الحادث الإرهابى الذى راح ضحيته أربعة وثمانون قتيلا وأكثر من مائة شخص مصاب حتى الآن، هو تونسى يعيش فى فرنسا منذ سنوات ولم يحصل على الجنسية الفرنسية حتى الآن.
"الأهرام العربى" التقت عددا من المغاربة الذين يعيشون فى مدينة نيس الفرنسية، وكذلك برموز المجتمع المغاربى للتعرف على رؤيتهم لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من أحداث قد تهدد بقاء الجاليات العربية والمغاربية تحديدا فى فرنسا .
فى البداية يقول ياسين كارا، المقيم فى مدينة نيس منذ خمس سنوات تقريبا: كان حزننا كبير جدا بسبب ما وقع من إرهاب أودى بحياة الكثير من الفرنسيين وكان من الوارد أن نكون بينهم، لكن الواضح أن القاتل كان ينتقى الفرنسيين، والدليل أنه لم يلق بقنبلة مثلا، لكنه قام بدهسهم بنفسه، وكانت الصدمة الكبرى أنه تونسى الجنسية، وهو ما يجعلنا نستشعر الحرج بين الفرنسين، لكن الفرنسيين ليسوا عنصرين، ولم تختلف معاملتهم معنا، ونعيش هنا فى أمان والحمد لله.
أما وائل إبراهيم فيتحدث عن تجربته قائلا: أعيش هنا منذ سنوات عديدة مستقرا مع أسرتى، والحمد لله لا تواجهنى أية مشكلات. بالعكس أعيش حياة هادئة ولدى كثير من الأصدقاء من مختلف الدول، وهى الحال نفسه بالنسبة لكل أصدقائى العرب الموجودين فى البلد وبرغم تصريحات الرئيس الفرنسى بأن الإرهاب الإسلامى هو المسئول عن الواقعة. فإنه لم ينظر إلينا أحد بعين الاتهام، خصوصا أن المغاربة الموجودين فى فرنسا يعيشون بها منذ سنوات طويلة، ومن الصعب أن يعودوا مرة أخرى لبلادهم .
كما استاء المجتمع المغاربى، خصوصا الشعب التونسى من الحادثة وأعلنوا رفضهم التام لهذا الإرهاب الأسود، مؤكدين أن المجتمع على قلب رجل واحد رافضا ما وقع .
أما الدكتور محمد حسين فنطر، المؤرخ التونسى، فيرى أن حادث نيس الإرهابى مأساة وجريمة لا تغتفر ولكن لا يستقيم مردها إلى الإسلام كدين. بل هى وليدة الجهل والفقر والتهميش واحتقار الغرب للعرب. ولا بد من تنظيم مؤتمر يشارك فيه الجميع للنظر فى الوضع الراهن وبناء مستقبل أفضل على أساس التعاون والاحترام المتبادل وحسن النية.
ويستكمل الحديث محمد عصام خماخم رجل قانون ورئيس الجمعية التونسية الأورومتوسطية للشباب قائلا: بادئ ذى بدء لا يسعنى إلا أن أعلن عن أحر التعازى والمواساة لضحايا العملية الإرهابية التى هزت المدينة الفرنسية نيس يوم الخميس 14 يوليو2016 وعن تضامنى مع الجالية التونسية فى أوروبا عامة وفرنسا، خصوصا التى تضررت من تداعيات هذا العمل المشئوم.
إن العملية التى هزت فى الحقيقة كل العالم كانت منتظرة خصوصا مع دعوة الجماعات الإرهابية ومن بينها داعش إلى القيام بعمليات نوعية داخل أراضى " الكفار " كما تسميهم وهى مجموعة الدول الغربية والإسلامية التى سخرت كل مواردها لمحاربة هذا التنظيم فى العراق وسوريا.
ويؤكد خماخم أن عملية "نيس" إرهابية بامتياز، تؤكد مرة أخرى التجاء داعش لخلاياها النائمة وذئابها المنفردة التى هى على أهبة الاستعداد لتنفيذ كل ما من شأنه أن يبرز قوة التنظيم على المستوى الدولى، والذى بات محل شك، خصوصا بعد الضربات الشديدة التى تعرض لها فى المدن العراقية (البصرة) والسورية (حمص) والتى أدت إلى القضاء على أبرز قياداته، وآخرها عمر الشيشانى الرجل الثانى فى التنظيم.
لكن العملية استعراضية بامتياز ،وهو ما يفسر عملية الدهس بشاحنة ثقيلة يوم عيد الجمهورية، وفى مدينة سياحية أراد من خلالها التنظيم إيصال رسالة للعالم، بأنه قادر على ضرب أى مكان فى العالم مهما كانت الإجراءات الأمنية، لكن لا أرى أن وصف الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بأنه عمل إرهابى إسلامى دقيقا، إذ أن العديد من الضحايا التى سقطت هم من جنسيات عربية وإسلامية، مما يمثل شهادة براء للإسلام الذى هو دين محبة وسلم ووئام.
ويعلق ياسين يونسى المحامى ورئيس لجنة العلاقات الدولية بالجمعية التونسية للمحامين الشبان قائلا: المأساة التى وقعت بمدينة نيس الفرنسية كانت متوقعة فى تلك الفترة المتميزة بالاحتفالات وكأس أوروبا لكرة القدم، لكن لم تتخذ الحكومة الفرنسية الآليات الناجحة لمنع أى هجوم إرهابى، لكن نعت الرئيس الفرنسى لمنفد العملية الفرنسى من أصول تونسية بالإرهابى الإسلامى هو خطأ، لأن هذا الشاب عاش طيلة مراهقته بفرنسا وتعلم بها، وبالتالى فإن فرنسا هى المسئولة عن الفجوة بين الفئات المهمشة وباقى مكونات المجتمع، فهى الأكثر استهدافا واستقطابا من قبل الإسلاميين الراديكليين فهى طبقة مهمشة فقيرة، وكان على الحكومة الفرنسية أن تجد حلا لمعالجة هذه الظاهرة عوضا عن أن تعلن بأن هذا الإرهابى الإسلامى غريب عنها لذا ليس صحيحاً فإن إرهابى نيس هو فرنسى الثقافة والتقاليد.
ويضيف ياسين يونسي: أتصور أنه مع تفاقم الأحداث الإرهابية بفرنسا سيتم التفكير فى كيفية مراقبة الحدود ومنع دخول الإسلاميين الذين تحوم حولهم أى شبهات، كحل وقائى ومن ثم التفكير مليا فى الخروج من منظومة تأشيرة "شنغن"للحد من هذه الظاهرة.
وفى النهاية نحن نرجو ألا تكون عملية نيس عاملا أساسيا فى تغيير سياسة فرنسا وأوروبا فى تعاملها مع المهاجرين خصوصا المسلمين والعرب منهم، بحكم أن المنفذ تونسى المنشأ ويحمل بطاقة إقامة ورخصة عمل فى فرنسا، وألا يزج بها فى الحملات الانتخابية التى سبقت أوانها، إذ إن الاتهامات المتبادلة بدأت فى الإعلام وآخرها تصريح مارى لوبان التى دعت اليوم إلى مراجعة السياسة الفرنسية فى مجال الهجرة.
الموضوع الآخر والمهم، هو ردة فعل السلطات التونسية الذى يجب أن يكون سريعا لإدانة العملية الإرهابية والعمل على حماية الجالية التونسية من التهديدات والمضايقات التى قد تنتج عنها، لاسيما أن العديد من الضحايا هم تونسيون ووصل عددهم حسب معلومات متطابقة إلى 15 بين قتيل وجريح.
وفى هذا السياق، فإننا نحيى الزيارة التى قام بها رئيس الجمهورية السيد الباجى قائد السبسى إلى مقر إقامة سفير فرنسا بتونس، قدم له خلالها التعازى باسم تونس دولة وشعبا. ولكن لا نعتبر هذه الحركة النبيلة كافية، إذ ندعو الدبلوماسية التونسية والنواب ممثلى الجالية التونسية بالخارج إلى التحرك الفورى وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية للتعبير عن رفض الشعب التونسى التام لمثل هذه العمليات وإيصال رسالة مفادها وقوف تونس ضد الإرهاب الذى تحاربه منذ 2011.
وفى النهاية أرى أن التنظيم لن يقف عند هذا الحد، بل سيكثف عملياته النوعية، سواء كان ذلك من خلال تفعيل خلاياه النائمة أم من خلال تحرك "الذئاب المنفردة" وهو ما يحتم على الدول العظمى، خصوصا تلك التى دعمته إلى استئصاله وقطع طرق تمويله واجتثاثه حتى ننعم بالأمن والسلام.
ويضيف الإعلامى التونسى حسن بن عثمان قائلا: مادام المجرم اسمه محمد فيمكن نسبته للدين الإسلامى، وبما أن الجريمة إرهابية فهى من فعل الإرهاب الإسلامي، فالإسلام صار فى عرف العالم كله قرين للإرهاب وذلك كله نتيجة الإسلام السياسى الذى يصادر الدين لفائدة الدنيا، وذلك نراه فى العديد من البلدان التى تدعى الشريعة وتدعى أنها تعمل بما قال الله ورسوله رغم العداوة والبغضاء بين مذاهبها، وعلى كل حال ما يبلغنا من المواد الدراسية لجامع الأزهر يصب فى خانة تنمية الإرهاب والتوحش، ونحن فى أزمة كبيرة ولا بد من نقاشات معمقة تحرّك الجذور وتنهى توظيف الدين فى السلطة وتدخل المجتمعات العربية الإسلامية فى معقولية جديدة تخرج بهم عن هذا الانحدار الرهيب المتتابع، والذى لا يمكن توقيفه إلا بوعى جديد لمنزلة الإنسان فى هذه الحياة.
ويؤكد بن عثمان أن الطريق صعب وطويل، وقد صارت قوى الشر العالمية التى استثمرت فى الشر الآن فى دائرة الشر والإرهاب، ونعرف أن الغرب وأمريكا حولوا وجهات الثورات العربية المسالمة إلى ثورات مسلحة بعد أن أجروا العديد من الصفقات مع الإسلام السياسى والإخوان المسلمين.
وأتوقع أن ما عشنا عليه طيلة مائة سنة من التاريخ العربى الحديث، هو الآن بصدد الانعطاف وتبدل جميع المعطيات، وثمة خسارات كبرى وثمة رهانات جديدة تماما على الذهن والوجود.
ويرى السياسى التونسى وعضو المجلس الوطنى التأسيسى عن حزب التحالف الديمقراطى محمود بارودى، أن العلاقات الفرنسية - التونسية لن تتأثر بذلك الحادث الإرهابي، لأن العلاقة بين البلدين وطيدة جدا، وهناك تعاون بينهما على كل المستويات خصوصا المستوى الأمنى، لكن للأسف ما حدث جعل هناك انعكاسات على الجالية التونسية بصفة خاصة والجالية العربية بصفة عامة، واليمين المتطرف الذى استغل العملية الإرهابية للتنديد بالمهاجرين وبالجالية العربية، ولكن فى كل الأحوال لا يمكن للجالية التونسية المقيمة فى فرنسا العودة لأنها موجودة فى فرنسا منذ عقود وهى تحمل الجنسية الفرنسية ولكن بنسبة كبيرة داعش وراء العملية.
ويؤكد السياسى الإعلامى التونسى الهشيرى أحمد، أنه يتفهم تصريحات الرئيس الفرنسى نظرا لكون فرنسا أصبحت فى حرب داخلية مع الإرهاب والجماعات المتطرفة.
أما السياسى وائل درويش فيقول: بعض وسائل الإعلام الفرنسية بدت وكأنها تستغل الحادث لتشويه المهاجرين فالفرنسيون، وهو ما عبر عنه الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند بالإرهاب الإسلامى، خصوصا بعد تبنى تنظيم داعش لهذه العملية لكن يبقى الإسلام والمسلمون المتضرر الأكبر من هذه العمليات والأيام المقبلة ستكون سوداء مع تنامى مشاعر الحقد والكراهية تجاه المهاجرين من عرب ومسلمين فى فرنسا وكل البلدان الأوروبية، ودون مبالغة قد يواجه المهاجرون المغاربة والعرب نفس مصير اليهود فى ثلاثينيات القرن الماضى، فأصوات السياسيين فى فرنسا بدأت تنادى بترحيل المهاجرين لبلدانهم الأصلية وإعادة النظر فى سياسة انتقاء المهاجرين.
وتؤكد لمياء المهداوى، المفكرة والأستاذة التونسية أن واقعة نيس صادمة ومؤلمة جدا للشعب التونسى بالكامل وتستكمل قائلة: بالفعل المجتمع التونسى يرفض بشدة كل اشكال الإرهاب وقتل الأبرياء مهما كانت جنسياتهم أو دينهم او لونهم لأن قتل الإنسان جريمة كبرى، ولقد عانينا كثيرا من الإرهاب وكل الشعب التونسى مذهول مما يحدث فالإرهاب ليس من طبعنا نحن نحب الحياة والحرية والثقافة . ولا أتفق مع تصريحات الرئيس الفرنسى حول الإرهاب الإسلامى، فالإرهاب لا دين له ولا علاقة له للإسلام بذلك فهو بريء من هذه البشاعة، كما أن إسرائيل تمارس كل أشكال الإرهاب ضد شعبنا فى فلسطين ولا أحد يحاكمها وأمريكا راعية الإرهاب فى العالم ولا أحد يدينها، لذلك فالعمليات تتكرر والوضع الأمنى سيتدهور، ولم تختلف ردود أفعال المجتمع المغربى عن المجتمع التونسى، حيث يؤكد الباحث السياسى سى محمد المغربي، أنه لا شك فى أن كل عقلاء الأرض من مشارقها لمغاربها تدين الإرهاب بكل صوره وأشكاله وتعتبره عملا مقيتا ينافى الكرامة الإنسانية فضلا عن مخالفته للأديان السماوية وللشرائع الأرضية ويستكمل الحديث قائلا: ونحن بدورنا نعرب عن إدانتنا القوية لهذا العمل الإرهابى الجبان، ونعلن عن تضامننا مع الشعب الفرنسى ونعبر له عن تعازينا الحارة وتعاطفنا العميق، متمنين الشفاء العاجل للمصابين، لكن أزعجنا قول الرئيس الفرنسى بأن الإرهاب إسلامى لأن تصريحه هذا ما هو إلا تعبير عن فشل سياسته الاستباقية فى احتواء هذه الأحداث التى توالت على الشعب الفرنسى، ومن المتوقع بعد هذا الحدث البربرى الشنيع أن تتكثف التضييقات على المهاجرين وبالأخص مسلمى فرنسا.
أما فيما يتعلق بالتداعيات، فستكون محلية وإقليمية ودولية. فمن الناحية المحلية، فإن إجراءات منح تأشيرات دخول الأجانب إلى فرنسا وعمليات اللجوء السياسى ستتأثر وستشهد الفترة المقبلة عدة تضييقات ستطول غالبية المهاجرين الراغبين فى دخول فرنسا وأوروبا أما إقليميا فسيكون الاستنفار فى أوروبا أكثر من أى وقت مضى.
ويقول عدنان بينيس مدير نشر بجريدة موركو نيوز وورلد قائلا: الإرهاب لا دين له أو وطن وهو يهدد جميع البلدان فى العالم. لكن أكثر الناس عرضة للإرهاب هم المسلمون. فما يقع يوميا فى العراق وسوريا بشع وجبان، وهو ناتج عن تقاعس العالم فى محاربة تنظيم الدولة وحمل النظام السورى على الكف عن تقتيل الشعب السورى، وما وقع فى نيس عمل جبان وإجرام فى حق الأبرياء.
لكنه لا يعتبر إرهابا إسلاميا. فهو إرهاب وعمل إجرامى اقترفه مجرم مقيم بالديار الفرنسية. كون أن أصوله من تونس لا يعنى أبدا أن الإسلام هو المسئول عما حدث، لأن الإسلام كباقى الديانات السماوية الأخرى يدعو إلى مكارم الاخلاق.
ويرى بينيس أن هناك ازدواجية فى تحليل ما يقع فى العالم، حيث إن كون الإنسان من بلد عربى أو مسلم يجعله عرضة للمحاسبة والمساءلة عن أعمال لم يقم بها ولا يؤمن بها. فقط المجرمون من الدول الغربية من يتم نعتهم بالمعتوهين والمرضى النفسيين، أما مجرمو العرب أو ذوو الأصول العربية، فهم إرهابيون ومتهمون بالإرهاب ولو لم تكن الدوافع سياسية.
ويختتم الحديث السياسى المغربى جواد القاسمى قائلا: الهجمات التى تقع فى الدول الغربية وخصوصا فرنسا وأمريكا، الهدف منها واحد ومعروف ألا وهو النيل من العرب وزعزعة استقرارهم فى البلدان الغربية. من جانب آخر قد تتم تلك الهجمات من طرف أشخاص ينتمون إلى دول عربية رأت فى فرنسا وأمريكا عدوا لها وتتدخل فى شئونها كسوريا والعراق، وبالتالى يعمل هؤلاء على الدفاع عن دولهم بشتى الطرق حتى وإن كلفهم الثمن حياتهم .
ويتساءل القاسمى عن السبب الذى يجعل هؤلاء الإرهابيين يختارون فرنسا وأمريكا لهجماتهم ولماذا مثلا لم يهجموا الدول الأخرى كالسويد والدنمارك وروسيا وألمانيا ولماذا دائما أمريكا وفرنسا؟ لأنهما بكل بساطة السبب فيما يقع للعرب من دمار وخراب وتشريد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.