- حسن هريدى: الزيارة تدل على أن مصر ما زالت لاعبا رئيسيا بالمنطقة
- البدرى فرغلى: هدية مصرية لإسرائيل
أحمد دراج: خيبة قوية
شكر: موافقة شكرى على عقد لقاء مع نتنياهو سقطة دبلوماسية
نافعة: الأهداف الحقيقة للزيارة غير معلنة
الشهابى: نيتانياهو الرابح الأكبر
شن خبراء وقوى سياسية هجوما حادا على الزيارة المفاجئة التى قام بها وزير الخارجية سامح شكرى لمدينة القدسالمحتلة، والتقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو. ويرى خبراء أن الزيارة شهدت سقطة دبلوماسية كبيرة من جانب وزير الخارجية المصرى بعد موافقته على الاجتماع بنيتانياهو بمقر إقامته بمدينة القدس وهو ما يخالف العرف الدبلوماسى بأن اللقاء بالعاصمة تل أبيب . واعتبر الخبراء أن الزيارة التى يقوم بها وزيرالخارجية المصرى سامح شكرى إسرائيل تجسد حجم التغيرات الكبيرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط. واختلفت الآراء حول الأهداف الحقيقية للزيارة، حيث يراها البعض محاولة لإحياء عملية السلام واستعادة الدور المصرى الريادى فى المنطقة، فى المقابل يرى آخرون أن الزيارة ترتبط بشكل كبير بالجولة الإفريقية الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، التى اعتبرها البعض تهديدا للأمن القومى المصرى فى ظل دعوات إفريقية بمنح إسرائيل عضوية الاتحاد الإفريقى. وكان وزير الخارجية المصرى سامح شكرى قد وصل صباح الأحد إلى تل أبيب فى زيارة رسمية هى الأول من نوعها منذ عام 2007 . وعقد شكرى مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، مشيرا خلال المؤتمر إلى أن الزيارة جاءت لاستكمال الحوار من أجل تحقيق حلم الدولتين. واعتبر السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية السابق أن زيارة شكرى لإسرائيل تأتى فى ضوء المتغيرات المتلاحقة بالشرق الأوسط والتحركات الدولية لإحياء عملية السلام بالمنطقة. وأوضح ل"الأهرام العربي" أن هذه الزيارة تدل على أن مصر ما زالت لاعبا أساسيا بالمنطقة وهو ما يتطلب أن تصل وجهة النظر المصرية للقيادة الإسرائيلية على أعلى مستوى. واستبعد هريدى وجود أى ارتباط بين زيارة شكرى وجولة نيتانياهو الإفريقية، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية - الإفريقية تختلف تماما عن العلاقات الإسرائيلية - الإفريقية. وأكد الدبلوماسى السابق أن الزيارة رسالة مصرية لقوى دولية أن الشرق الأوسط ليس ملعبا مفتوحا، وأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات الخارجية المصرية. بركات الفرا السفير الفلسطينى السابق بالقاهرة توقع فى تصريحات ل"الأهرام العربي" ألا تستجيب إسرائيل للجهود المصرية لإعادة عملية السلام. وأشار إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تقدم تنازلات الإ إذا كانت فى أزمة وهى على العكس تعيش فترة نشوة وتشعر بقوتها ونفوذها فى حين أن الأمة العربية تمر بمرحلة سيئة من تاريخها. وأشار إلى أن سامح شكرى أعلن خلال لقائه بنيتانياهو أن السلام مصلحة للجميع، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك سلام دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم وهو ما لن يحدث فى ظل تعنت إسرائيل وعدم وجود ما يجبرها على تقديم تنازلات للشعب الفلسطينى. وتمنى الفرا أن تسهم الجهود المصرية فى تحريك الماء الراكد فى عملية السلام خصوصا أنها تأتى بعد مؤتمر باريس الذى عقد فى يونيو الماضى ولم يقدم جديدا، كما أن تقرير الرباعية الدولية خرج بنتائج سلبية على الفلسطينيين. من جانبه اعتبر د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الأهداف المعلنة للزيارة للاستهلاك المحلى . وأكد نافعة ل"الأهرام العربي" أن تحريك عملية السلام ليس واردا فى ظل قيادة نيتانياهو للحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن نجاح مصر فى انتزاع تنازلات للقضية الفلسطينية من نيتانياهو يعتبر مستحيلا. وأشار إلى أن الزيارة ترتبط بشكل كبير بجولة نيتانياهو بدول حوض النيل، ملمحا إلى أن مصر قد تكون حملت رئيس الوزراء الإسرائيلى رسالة لنظيره الإثيوبى بشأن أزمة سد النهضة. وتمنى نافعة ألا يكون هذا الأمر صحيحا، حيث إنه يعتبر توجها خطيرا يكشف عن امتلاك إسرائيل لنفوذ إفريقى وسيطرتها على مكانة مصر الإفريقية خلال الفترة الناصرية. واتفق معه فى الرأى د. جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن يكون للزيارة أى علاقة بعملية السلام، كما أعلنت الخارجية المصرية . وقال عودة فى تصريحات خاصة أنه لا مفاوضات سلام دون رعاية أمريكية، وأمريكا الآن مشغولة بانتخاباتها الرئاسية، وأوباما ألقى بيان الوداع بالبيت الأبيض، ما يعنى أن واشنطن حاليا بلا رئيس، وبالتالى فالعالم كله سيتوقف حتى وصول الساكن الجديد للبيت الأبيض. وأشار إلى أن هناك محورين واضحين للتكتل الإقليمى بالمنطقة أولهما محور إسرائيل وتركيا وروسيا وثانيهما محور الرياض إسرائيل إثيوبيا، بين المحورين علاقات خفية وعلنية واضحة حيث يعملان على إعادة الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأدنى ووادى النيل، وزيارة سامح شكرى جاءت للبحث عن مكان لمصر فى ظل الصراع بين المحورين. وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تكون الزيارة قد بحثت، كيف سيتم التنسيق التركى المصرى - الإسرائيلى بالنسبة لميناء غزة وما حولها، والتنسيق المصرى الإسرائيلى حول تقسيم إيراد الجزء الشرقى لنهر النيل وآلية ترسيم المياه الفلسطينية بين مصر وإسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية. بالإضافة لبحث مقترح نيتانياهو بأن تعمل إسرائيل كمنظم لكهرباء سد النهضة وفكرة خلق مستودع مياه مشترك لنهر النيل، وكيف ستتفاعل مصر مع هذين الطرحين. ويرى إبراهيم الشهابى الباحث فى العلاقات الدولية أن إسرائيل حاولت تقديم نفسها للعالم على أنها الدولة القائد والمرغوب بها إقليميا، والموثوق بها من القوى الأخرى فى الإقليم، مشيرا إلى أن نيتانياهو تعمد أن يعطى انطباعا بأن الزيارة إعلان لنجاح سياسته الخارجية أمام خصومة الداخليين وحلفائه الدوليين سواء فى موسكو أو واشنطن. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى اختار أن يستقبل وزير الخارجية المصرى فى القدس، ملقيا بأولى أوراق التفاوض وهى القدس كاملة عاصمة لإسرائيل، وقد ظهرت نيات نيتانياهو عندما تحدث عن تقارب العلاقات بين القاهرةوالقدس ولم يذكر فى حديثه تل أبيب كعاصمة لإسرائيل. واعتبر الباحث أن نيتانياهو هو أكثر الفائزين من زيارة شكرى، إذ تعتبر هذه الزيارة ضربة لأعدائه فى اليسار الإسرائيلى وحتى داخل حكومته اليمينية، بالإضافة إلى أنها سوقت إسرائيل كأحد الحلول فى المنطقة، وليست كما كان يظن الأوروبيين وبعض الأمريكان أنها أكبر أزمات المنطقة. وأشار إلى أن التقارب المصرى الإسرائيلى جزء من تسوية دولية وتوازن قوى جديد فى المنطقة، يشمل كلا من مصر وتركيا وإسرائيل والسعودية وإيران.. وأضاف أن توقيت الزيارة جاء سابقاً لزيارة وزير الخارجية المصرى إلى عنتيبى، لافتا النظر إلى أنه يبدو واضحاً أن مصر قررت عقد المباحثات مع إسرائيل فى هذا التوقيت، حتى لا يظهر أن زيارة شكرى التالية هى زيارة مضادة لجولة رئيس الوزراء الإسرائيلى لدول حوض النيل.. وعن العلاقات المستقبلية بين القاهرة وتل أبيب، أكد الباحث أن العلاقات سيحكمها تحقيق تقدم فى عملية السلام، وفى المقابل تراجع إسرائيل عن الوجود فى نقاط التماس مع الأمن المصرى المباشر فى منابع النيل. أما على مستوى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المرتقبة، فيبدو أن إسرائيل أبدت عدم رغبتها فى العودة لحدود 1967 . . "خيبة قوية" بهذه العبارة وصف د. أحمد دراج، القيادى السابق بجبهة الإنقاذ زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لإسرائيل، مشيرا إلى أنها تعبر عن رغبة النظام فى العمل المشترك والتعاون الكامل مع إسرائيل. واعتبر دراج فى تصريحات خاصة، أن توقيت الزيارة وغرابتها يكشف عن صفقات وترتيبات أخرى يتم الإعداد لها، لافتا النظر إلى أنه لا يستبعد وجود اتفاق بنقل المياه لإسرائيل وضمان حصتها من مياه النيل، خصوصا بعد جولة نيتانياهو الأخيرة بدول حوض النيل والحفاوة التى قوبل بها بإثيوبيا . ويرى القيادى السابق بالجمعية الوطنية للتغيير أن أخطر ما فى الزيارة هو قبول الجانب المصرى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بمقر إقامته بالقدس وليس بالعاصمة تل أبيب، لافتا النظر إلى أن إسرائيل اعتبرت أن الموقف المصرى يعتبر اعترافا ضمنيا بالقدس عاصمة أبدية لدولتهم. عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، يرى أن زيارة سامح شكرى المفاجئة لإسرائيل لا تختلف عن قرار الحكومة ببيع تيران وصنافير للسعودية، فالقراران صدرا دون مقدمات ولا تمهيد للشعب . ورفض شكر التقارير التى تتحدث عن ارتباط زيارة شكرى لإسرائيل بجولة نيتانياهو بأفريقيا أو عودة العلاقات التركية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن شكرى ذهب ليعرض على القيادة الإسرائيلية تفاصيل مبادرة السلام التى طرحها الرئيس السيسى خلال الشهرين الماضيين لحل القضية الفلسطينية على طريقة حل الدولتين.. وكشف أن إسرائيل اشترطت للموافقة على إقامة دولة فلسطينية أن تكون منزوعة السلاح ويتولى حمايتها قوات من دولة تطمئن لها تل أبيب، وبالأحرى قوات لحماية أمن إسرائيل من الفلسطينيين، ملمحا أن شكرى ربما عرض أن تتولى مصر هذه المهمة، خصوصا أن واشنطن سبق وعرضت أن تشارك قواتها فى تأمين الدولة الفلسطينية المرتقبة. واعتبر أن موافقة شكرى على عقد لقاء مع نيتانياهو يعتبر سقطة دبلوماسية كبيرة.. البدرى فرغلى القيادى بحزب التجمع اعتبر فى تصريحات ل"الأهرام العربى" أن زيارة شكرى لإسرائيل بمثابة هدية مصرية للكيان الصهيونى الذى يسعى لتعطيش المصريين من خلال دول منابع النيل. وأكد فرغلى أن مصر خسرت كثيرا بهذه الزيارة، ففى الوقت الذى تعلن وزارة الخارجية أن شكرى يبحث مع نيتانياهو تحسين أجواء عملية السلام تعلن إسرائيل إنشاء 800 وحدة استيطانية بالقدسالشرقية فى تحد واضح للجهود المصرية. . وأكد رئيس اتحاد أصحاب المعاشات أن إسرائيل لا تريد السلام ولم تقدم أى بادرة حسن نية تجاه العرب، بدليل أن نيتانياهو عين المتطرف ليبرمان وزيرا للدفاع بعد أيام قليلة من دعوة السيسى للسلام الدافئ! من جانبه انتقد حزب الكرامة زيارة وزير الخارجية سامح شكرى للكيان الصهيونى، معتبرا إياها مكافأة لإسرائيل على ما تقوم به من محاولات لخنق مصر فى إفريقيا وحصارها.. وأكد الحزب، فى بيان له، ااثنين، أن الزيارة جاءت تنفيذا لمقولة السلام الدافئ وتوسعة اتفاقية كامب ديفيد، وذلك عكس الإرادة الشعبية التى رفضت التطبيع مع الكيان الصهيونى منذ معاهدة كامب ديفيد التى أضعفت مصر وأخرجتها من معادلات القوة فى المنطقة.. وطالب النظام بمراجعة سياساته الخارجية، خصوصا ما يخص التطبيع مع الكيان الصهيونى المرفوضة وطنيا وشعبيا واحتراما لدماء الشهداء التى سالت دفاعا عن أرض الوطن. وأضاف أن الشعب المصرى الذى ثار فى 25 يناير و30 يونيو رافعا شعار العيش والحرية والكرامة أو الاستقلال الوطني، سيرفض أن ترهن سياسته الخارجية فى يد الكيان الصهيونى الغاصب الذى سيظل العدو الرئيسى للشعب المصري، برغم كل محاولات الاستسلام المسمى زورا وبهتانا بالسلام. فيما أكد كمال أحمد، عضو مجلس النواب أن زيارة سامح شكرى محاولة من مصر لإحياء القضية الفلسطينية واستغلال الوضع العالمى فى منح الفلسطينين دولة مستقلة . ورفض أحمد فى تصريحات خاصة الانتقادات الموجهة للزيارة، مشيرا إلى أن مصر ترتبط مع إسرائيل بمعاهدات دولية تجعل من زيارة شكرى إجراء طبيعيا . وقال إن مصر تسعى من خلال دعم المبادرات الدولية سواء الفرنسية أم الروسية أو الصادرة من الجامعة العربية لتحريك القضية الفلسطينية والعودة بالحدود العربية لما قبل يونيه 67 . ودعا لعدم الوقوف كثيرا أمام عقد لقاء شكرى ونيتانياهو بالقدس، معترفا فى الوقت نفسه بتعمد إسرائيل ذلك، داعيا إلى تجاوز الموقف من أجل الهدف الأكبر وهو إحياء عملية السلام وفقا لمقررات الشرعية الدولية .