السيد حسين صدرت اليوم الأربعاء، دار التنوير للنشر والتوزيع رواية "باغندا" للناقد والروائي التونسي شكري المبخوت، والتي يتناول فيها قصة الرياضي التونسي"باغندا" الملقب بالجوهرة السوداء. وقد نشر المبخوت مقتطفا من روايته الجديدة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، فيما يلي نصّه:
"بدأت الحكاية على نحو مفاجئ، وانتهت بسرعة دون أن أتمكّن من كشف خفاياها. كان إحساسي بالقهر وتعطّشي لمعرفة الحقيقة قد دفعاني طيلة سنة تقريبا، إضافة إلى عنادي وبحثي عن سبق صحفيّ وأوهامي عن صحافة الاستقصاء، إلى الاشتغال على ملفّ الجوهرة السوداء في تاج كرة القدم التونسيّة "باغندا". فتحتُ صناديق كنت أجمع فيها أوراقي ومقالاتي ورسائلي باحثا عمّا وضعته فيها من قصاصات منذ ما يناهز الخمسة عشر عاما فخرج باغندا من تلافيف الذاكرة كالنبتة الشيطانيّة. كان يسكن في كنّاشَين وكرّاس متوسّط الحجم دوّنت فيها ملاحظات عن قضيّة باغندا.
وها أنا أسعى إلى ترميم ذاكرتي وإعادة تركيب شتات من حكاية باغندا ولملمة نثار من قضيّة حُكم فيها بإسدال ستار من الصمت عليها وعلى ضحيّتها بعد أن مرّت، ويا للغرابة، من دون أن تثير، الشارعَ الرياضيَّ. فوقتها، أواخر سنة 1987، كانت البلاد تعيش حربا ضَروسا بين سلطة بورقيبة المتهاوية المتكئة على وزير الداخليّة زين العابدين بن علي وبين الإسلاميّين الذين توهّموا أنّ السلطة تناديهم وما عليهم إلاّ أن يقبضوا عليها. واليوم لم يعد أحد يذكر الحكاية أو ربّما لا أحد يريد أن يذكرها… فقد انتهى باغندا مقهورا بعد أن قتلوه تجاهلًا، ولو وجدوا سبيلا إلى محو اسمه من تاريخ كرة القدم في البلاد لفعلوا تكفيرًا عن ذنب يشعر به الجميع ولا يسمّيه، وتكفيرًا عن نذالة شارك فيها الجميع ولكن لا أحد اعترف بها".
وحقق المبخوت في عمله الروائي الأول "الطلياني"، المفاجأة بفوزه بأرقى الجوائزالعالمية التي تكرم الرواية العربية "البوكر". عن هذا العمل الروائي الذي اختلطت فيه آلام وآمال وخيبات جيل من التونسيين، وعن الكتابة في وقت انهار فيه كل شيء، وعن المرأة والإسلاميين وغيرها من الأحداث التي حفلت بها الرواية. والتي تحكي عن حياة الطلياني وهو شاب تونسي يساري يدرس في جامعة تونس وهو قيادي سابق في الاتحاد العام لطلبة تونس وتروي أحداث من تاريخ تونس من حكم بورقيبة وما تلاها. قام بكتابة مؤلفات وأبرزها "سيرة الغائب، وسيرة الآتي" وكتاب "جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدي" وأيضاً "نظرية الأعمال اللغوية".
الجدير بالذكر أن شكري المبخوت أديب تونسي حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر" لعام 2015. ولد عام 1962 وهو حاصل على دكتوراة الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة ورئيس جامعة منوبة وشغل سابقاً عمادة كلية الآداب والفنون والإنسانيات في نفس الجامعة وعضو هيئات تحرير مجلة إبلا ومجلة رومانو ارابيكا.