ماجدة سليمان شارك الدكتور عصام السعيد مدير مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية، والدكتور محمد حسن الباحث بمركز الخطوط، بورقة بحثية بعنوان "الكتابات والخطوط مدخلاً للصناعات الثقافية الإبداعية" وذلك ضمن فاعليات ملتقى تجديد الخطاب الثقافي الذي عقد بالمجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الأستاذ حلمي النمنم وزير الثقافة المصري.
ناقشت الورقة البحثية دور وأهمية الكتابات والخطوط كواحد من عناصر الصناعة الابداعية حيث ترسم خيطًا هامًا في نسيج القوة الناعمة المصرية والعربية لما تعكسه من تقارب حيوي وعملي بين الفنون الإبداعية الخاصة بالكتابات والخطوط طوال تاريخها. وبوصفها نتاج الموهبة الفردية والصناعات الثقافية باعتبارها منتجًا جمعيًا أو جماهيريًا.
وتعد الكتابات والخطوط ومحاولة اكتشاف تطورها في مصر، واستعراض المراحل المختلفة منذ بدايتها كنقوش حتى حروف التاج المصري، وإظهار نتاجها اللغوي والفني من الأمور المهمة لفهم المركب والوعي الثقافي المصري، وتتناول ورقة العمل مجموعات مختلفة من الكتابات والنقوش بهدف تنمية الوعي الثقافي للمجتمع ولتكون مدخلاً للصناعة الإبداعية في مصر.
وقد أشار الدكتور عصام السعيد مدير مركز الخطوط بأن الكتابة واللغة في مصر القديمة من أهم سمات تلك الفترة، فقد ترك شعب مصر من ورائه الكثير من الآثار المنقوشة بكتابات تعرف باسم الهيروغليفية المصرية، فلقد استخدم المصريون القدماء هذا النظام من الكتابة التصويرية لتدوين لغتهم وتسجيل كل مظاهر حضارتهم، ويتناول هذا الجزء اللغة المصرية القديمة كلغة أفرو-آسيوية، اللغة المصرية في العصر الوسيط، اللغة المصرية في العصر المتأخر، الديموطيقية والقبطية. وتأتي الورقة البحثية بعد ذلك في الحديث عن المخطوطات والنقوش القبطية، ويتناول اللغة القبطية ومراحلها وفن الكتابة القبطية واستخدام الاختصارات بها وكيفية تأريخ المخطوطة ومضمون المخطوطات القبطية، وبعد ذلك محاولات العرب لفك رموز الخط المصري القديم في القرون الوسطى، وبعد ذلك الكتابات السينمائية المبكرة وهي مجموعة النقوش والكتابات التي عثر عليها بشكل رئيسي في شبه جزيرة سيناء. كل تلك الحضارة العظيمة يجب أن تتحول إلى صناعة إبداعية تفيد الوطن.
وقد ذكر الدكتور محمد حسن أن فن الخط العربي يعتبر محطة مهمة تحكي قصة الفنون المصرية، وهو من أبرز الفنون العربية التي ظهرت في الإبداع الفني الإسلامي، حيث حمل الخط العربي باتجاهاته ومدارسه، الخصوصية الحضارية والإنسانية للفن العربي، بدأ وانطلق فن الخط العربي من الجذور الأولى للكتابة العربية فأبرزت قيمة "الكتابة" كحامل للنص، فاختلفت مهمته عن الكتابة في الحضارات الأخرى وتميز عليها، في تجاوزه لمهمته الأولى من نقل للمعاني والأفكار، إلى مُهِمَّة جمالية أصبحت غاية بحد ذاتها، ودارسة الخط العربي من العلوم المهمّة في مجالات عدة مثل: اللغويات، والآثار، والنقوش، وتاريخ اللغات، وعلم التاريخ، إلى جانب أنه فن خالص من الفنون الإسلامية ويدخل شريكًا في باقي أنواع الفنون. كل ذلك المحتوى الثقافي والفني الراقي والمهم للكتابات والخطوط الهيروغليفية حتى الكتابات العربية، يجب تحويله ليكون صناعة ثقافية تعكس الوجه الإبداعي لمصر، وهو ما تهدف إليه هذه الورقة البحثية.