سوزى الجنيدى أكد موجينز ليكيتوفت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ملتزمة بدعم مصر وبعض الدول الأخرى فى مواجهتها للتحديات التنموية ، ولديها التزام كامل بالتعاون مع مصر لتعزيز الأمن والسلم خاصة ما يتعلق بمكافحة الارهاب. وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، فى مؤتمر صحفى عالمى بمقر وزارة الخارجية اليوم ، إنه يزور مصر بعد حضوره منتدى الدوحة وزيارته لتركيا ، حيث شرف بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وقدم له التعازى فى ضحايا طائرة مصر للطيران ، كما استمع من سيادته لتحليله حول الأوضاع بمصر والمنطقة العربية ، حيث كان هناك تبادل مثمر لوجهات النظر. وأضاف أنه التقى كذلك مع أمين عام جامعة الدول العربية الحالى والجديد ، وتم بحث قضايا السلم والأمن الدوليين ، مشيرا الى أنه يدرك جيدا التحديات التى تواجه مصر خاصة فى مجال التنمية الاجتماعية والمستدامة. وأكد أن التزام الأممالمتحدة بدعم مصر ودول المنطقة يأتى انطلاقا من أن المنطقة بها خبرات بهذا المجال ، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب ، يمكن الاستفادة منها. وأوضح أهمية بذل جهود كبيرة فى موضوعات حرية التعبير والتجمع وهى من الحقوق المنصوص عليها فى الدستور الجديد فى اطار الحقوق الأساسية للإنسان. وقال إنه بحث مع المسئولين المصريين اختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة خلفا لبان كى مون ، وأضاف " يوجد لدينا الآن تسعة مرشحين ، وتم الاستماع لهم بكل شفافية ، وسيتم خلال الأسبوع القادم الاستماع للمرشحين الآخرين للتعرف على رؤيتهم بالنسبة للقضايا الدولية ومستقبل الأممالمتحدة. وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول تقييمه للوضع الخاص بحرية التعبير عندما تتضمن تشجيعا وتحريضا على الارهاب ، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة " إننا تتفهم أن مصر تمر بمرحلة صعبة جدا ، حيث تعكف على محاربة الارهاب ومعها بعض دول الجوار ، ما يجعل لمصر توجها معينا ، ونحن ندعم مصر ، وهناك التزام لدينا جميعا بتعزيز جهود التنمية المستدامة والتى يجب أن تسير معا مع حقوق الإنسان وتحسين معيشة المواطن وسيادة القانون فى نفس الوقت ، ولكننا بالطبع لا ندعم الحوار مع الارهابيين والمتطرفين". وحول وجود توجه لترشيح سيدة سكرتيرا عاما جديدا للأمم المتحدة وتعارض ذلك مع اصرار أوروبا الشرقية على أحقيتها بهذا المنصب ، قال رئيس الجمعية العامة إن هناك مجموعة من الدول تؤيد ترشيح أول سيدة لهذا المنصب الدولى ، ولكن هناك شعورا لدى أوروبا الشرقية بأحقيتها طبقا لنهج غير رسمى فى تدوير المنصب جغرافيا ، ولكن لا توجد قواعد أساسية مكتوبة فى هذا الإطار ، والقاعدة الأساسية أن سكرتير عام الأممالمتحدة يتم اختياره من جانب الجمعية العامة بعد ترشيحه من مجلس الأمن. وقال انه تم خلال الفترة الماضية عقد جلسات استماع لعدة مرشحين بشكل غير رسمى للاستماع لآرائهم ومواقفهم وأولوياتهم ومستقبل الأممالمتحدة لحفظ السلم والأمن وحقوق الانسان والأجندة القادمة ، وأضاف " من المهم أن يستمر خليفة بان كى مون فى نفس النهج لأن بان كى مون وضع أسسا هامة لتعزيز عمل الأممالمتحدة". وحول اصلاح مجلس الأمن وعدم حدوث تقدم فيه حتى الآن ، قال إن الجمعية العامة قامت على مدى عامين ببحث خطوات للأمام فى هذا الصدد ، والمشكلة الأساسية أن أى تغيير يجب أن يحظى بموافقة ثلثى أعضاء الجمعية العامة بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن ، ولهذا فان الأمر يسير ببطء. وحول رؤية (مصر 2030 ) ، ومساندة الأممالمتحدة لها قال " اننا ملتزمون تجاه الدول لمساندة عملية التنمية المستدامة ، ونحاول التأكد من أن الالتزامات طويلة المدى يتم الوفاء بها ، لدينا مائة مليار دولار موجهة لموضوعات التغير المناخى ، ونحاول تعزيز استفادة الدول منها وتحسين الأوضاع بالدول الأفريقية لمساندة التنمية المستدامة ومكافحة التهرب الضريبى لكى تتمكن الدول الفقيرة من استخدامها فى تعزيز ومساندة التنمية المستدامة". وأضاف " نطالب كل الدول الأعضاء التى تعهدت بدعم التنمية المستدامة بسن تشريعات لمساعدة مكافحة التهرب الضريبى وتعزيز القطاع الخاص ، ونحاول تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ومع بنوك الاستثمار والبنك الدولى لتقديم قروض للمساعدة فى تحقيق الاستثمار المستدام". وحول ما اذا كان بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسى القضية الفلسطينية ، قال رئيس الجمعية العامة إنه يأمل أن ينجح مؤتمر باريس القادم فى دفع استئناف مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين على أساس قرارات الأممالمتحدة السابقة لأن الهدف الذى يجب الوصول اليه يتمثل في أن تكون لدينا دولة فلسطينية مستقلة بدون احتلال على حدود عام 1967 ، وإن تكون القدس عاصمة للدولتين (اسرائيل وفلسطين) ، ونحتاج أن تمارس القوى الكبرى ضغوطا حتى نصل لهذا الهدف". وحول ما ذكره من أهمية أن يواصل من سيخلف بان كى مون نهجه بالرغم مما تراه عدد من شعوب دول الشرق الأوسط أن بان كي مون يتحمل مسؤولية أخطاء سياسية كثيرة في تعاطي الأممالمتحدة مع قضايا هذه الدول خلال توليه منصبه ، قال رئيس الجمعية العامة إنه لا يعتقد أن بان كي مون قد أيد سياسة خاطئة ، وهناك حاجة لأن تتضافر جهود المنطقة للعمل معا لحل المشاكل ، خاصة باليمن وسوريا وليبيا والعراق ، وكذلك العمل معا في مكافحة والقضاء على خطر الارهاب.