محمد فاروق هندى من جديد يأمل أتليتكو مدريد في قهر الكبار عندما يواجه جاره وعدوه التاريخي ريال مديد في نهائي إسباني خالص بدوري أبطال أوروبا مساء السبت، حيث ستقام المباراة النهائية على الكأس ذات الأذنين الكبيرتين في ملعب "سان سيرو" في ميلانو وهو ثاني نهائي للشامبيونزليج يجمع ديربي مدريد خلال السنوات الأخيرة، وكان اللقاء السابق في نهائي 2014 قد انتهى بفوز الريال 4-1 في مباراة مثيرة امتدت لشوطين إضافيين. يأمل أتليتكو مدريد في مواصلة قهر الكبار بدوري الأبطال بعدما أطاح باثنين من الثلاثي الكبير في القارة الأوروبية هما بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي ومن قبله برشلونة في الدور ربع النهائي، أما ريال مدريد فيسعي لإنقاذ موسمه الخالي من الألقاب بعد خسارة لقبي الدوري والكأس الإسبانيين لصالح غريمه التقليدي برشلونة. ويلتقي الفائز من مواجهة ديربي مدريد مع فريق إسباني آخر في كأس السوبر الأوروبي وهو فريق إشبيلية الذي حقق إنجازًا كبيرًا بالتتويج الأسبوع الماضي بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي، بعد فوزه 3-1 على ليفربول الإنجليزي. من المؤكد أن القدرات الفردية للاعبي الفريقين تصب في صالح ريال مدريد الذي يعتمد دائما على مهارات لاعبيه، وفي مقدمتهم الثلاثي الهجومي كريستيانو رونالدو، وجاريث بيل، وكريم بنزيمة، الذين سجلوا سويا 98 هدفا هذا الموسم، ويحتاج الثلاثي لتسجيل هدفين في مرمى أتليتكومدريد، لبلوغ حاجز المائة هدف في موسم واحد للمرة الأولى. ونجح رونالدو بمفرده في تخطي حاجز 50 هدفا في جميع المسابقات وذلك للعام السادس على التوالي بعد أن أحرز هدفين أمام ديبورتيفو كورونيا في آخر جولة بدوري الدرجة الأولى الإسباني رافعا رصيده إلى 51 هدفا هذا الموسم. وجاء الفرنسي بنزيمة في المركز الثاني بين هدافي ريال برصيد 28 هدفا منها 24 في الدوري المحلي، وأربعة في دوري الأبطال، مقابل 19 لجاريث بيل في الدوري فقط، وهذه أفضل أرقام شخصية لهذا الثنائي مع ريال. ويعتمد الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد على طريقة 4-3-3 فيلعب خلف الثلاثي الهجومي رونالدو وبنزيمة وجاريث بيل بالثلاثي لوكا مودريتش، وتوني كروس، وكاشيميرو، ومعهم إيسكو، خيميس رودريجز حسب سير اللقاء، أما الرباعي الدفاعي فلن يخرج عن مارسيلو دا سيلفا وسيرجي راموس وبيبي ودانيلو لويز ومعهم دانيال كارفاخال، ومن خلفهم الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس. وقاد زين الدين زيدان، الذي تولى القيادة الفنية لريال مدريد قبل 5 أشهر فقط، الفريق الملكي في مواجهة وحيدة أمام جاره أتليتكو انتهت بخسارة الريال على ملعبه سنتياجو برنابيو بهدف نظيف للفرنسي أنطوان جريزمان. أما الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد فدائما ما يعتمد على الأداء الجماعي للاعبيه، حيث يمتلك "الروخيبلانكوس" قدرات دفاعية كبيرة إلى جانب القوة البدنية الهائلة، ويعد الفرنسي أنطوان جريزمان أهم الأوراق الهجومية لأتليتكو، حيث يتصدر قائمة هدافي الفريق برصيد 32 هدفا، مثلما كانت الحال في الموسم الماضي ب25 هدفا. ويرى دييجو سيميوني أن انطوان جريزمان واحد من أفضل ثلاثة لاعبين في عالم كرة القدم، حيث قال إن قدرات جريزمان تطورت كثيرا بسبب عمله بجدية ورغبته في الإنصات، ويتوقع سيميوني أن يحقق المهاجم الفرنسي طموحاته في نهائي دوري الأبطال. ويمتلك سيميوني سجلًا متوازنًا أمام ريال مدريد، حيث خاض أمامه 19 مباراة كمدير فنى، فاز في 7 لقاءات وخسر في مثلهم وتعادل في 5 مواجهات. ومن المتوقع أن يبدأ سيميوني اللقاء بتشكيلة يغلب عليها التحفظ الدفاعي، حيث سيلعب بطريقة 4-1-4-1 بدلًا من 4-4-2، بتمركز الأرجنتيني أوجستو فرنانديز أمام رباعي الدفاع، والدفع بجريزمان في الجانب الأيمن، مع الاكتفاء بوجود فرناندو توريس في الامام، وتضم التشكيلة المتوقعة الحارس السلوفيني جان أوبلاك، وأمامه الثنائي الأوروجوياني خوسيه ماريا خيمينيز، ودييجو جودين في قلب الدفاع، وعلى الأطراف خوانفران، والبرازيلي فليبي لويز، وأمامهم أوجستو فرنانديز، وفي خط الوسط الرباعي ساؤول نيجويز، وكوكي ريسوريكسيون، وجابي فرنانديز، وأنطوان جريزمان، وأمامهم فرناندو توريس كمهاجم وحيد، مع الاحتفاظ بالبلجيكي يانيك كاراسكو والأرجنتيني أنخل كوريا وستيفان سافيتش مدافع الجبل الأسود، كأوراق رابحة يمكن الاستعانة بها حسب سير اللقاء.
تاريخ من العداوة العلاقة بين ريال مدريد وأتليتكو لا يمكن وصفها إلا بالعداوة، حيث يعتبر الناديان ذوى هوية متناقضة تاريخيا، فدائما ما كان ينظر للريال على أنه نادي الطبقة الغنية والإنجازات، بينما كان الأتليتكو فريق الطبقة العاملة والمتمردة، كما أن أتليتكو كان الفريق المفضل من قبل نظام فرانسيسكو فرانكو في بداياته بسبب ارتباطه بالقوى العسكرية الجوية، إلا أنه لاحقا ومنذ مطلع الخمسينيات توجه النظام لدعم وتفضيل الريال. وقد سعى فرانكو حينها إلى الكسب السياسي من خلال إنجازات الريال الأوروبية في الوقت التي كانت تفرض فيه العزلة الدولية على إسبانيا، حيث قال أحد الوزراء الإسبان في ذلك الوقت:"الريال هو أفضل سفارة قد حظينا بها"، وقد أدى هذا التفضيل للريال مع الوقت إلى تأثير كبير على ثقافة العاصمة الإسبانية الكروية، حيث تولدت عداوة كبيرة بين الناديين ومن وقتها أصبح مشجعو الأتليتكويغنون "مدريد، مدريد، فريق الحكومة وعار البلاد". تقابل الفريقان لأول مرة بتاريخهما في 21 فبراير سنة 1929، بمباراة اعتبرت أول ديربي في الدوري الإسباني، انتهت لصالح الريال بنتيجة 2–1. ولفتت المنافسة بين أبناء مدريد انتباه محبي كرة القدم خارج إسبانيا لأول مرة في عام 1959، خلال دوري أبطال أوروبا، عندما تقابل الفريقان في المباراة نصف النهائية، التي جاءت لصالح الريال بنتيجة 2–1. غير أن أتليتكوعادوا وثأروا لهزيمتهم عندما هزموا الريال في مباراتين نهائيتين في بطولة كأس ملك إسبانيا عاميّ 1960 و1961 على التوالي. وخلال الفترة الممتدة من عام 1961 حتى عام 1989، أي عندما سيطر ريال مدريد على الدوري الإسباني، كان أتليتكوأوّل ناد يهزم الريال في ملعب سانتياجو بيرنابيو منذ ثماني سنوات في عام ،1965 كان نادي أتليتكووحده القادر على التصدي للريال وتكبيده بعض الخسائر في تلك الفترة، كما فعل حين فاز عليه ببطولة الدوري في أعوام: 1966، 1970، 1973، و 1977. وعانى أتليتكومدريد بشكلٍ كبير في مباريات الديربي، حيث لم يمكن من الفوز في الديربي لمدة 14 سنة منذ عام 1999، فإنه استطاع كسر هذه الفترة السلبية بفوزه على الريال على ملعبه في 17 مايو 2013 في نهائي كأس الملك الإسباني، ليعاود الانتصار مجدداً في 28 سبتمبر 2013 بنتيجة 1-0 في البرنابيو أيضا لكن هذه المرة ضمن منافسات الدوري الإسباني. ويمتلك ريال مدريد الرقم الأكبر في عدد مرات الفوز في اللقاءات الرسمية التي جمعت الفريقين، حيث تواجه الفريقان في 275 لقاء رسميا، هيمن فيها نادي ريال مدريد تاريخيا على جاره محققا الفوز في 145 لقاء، بينما فاز نادي أتليتكو مدريد في 61 لقاء، وتعادل الفريقان في 69 لقاء. ويعتبر فوز أتليتكو مدريد بنتيجة 5-0 على ريال مدريد في موسم 1947–1948 أكبر فوز حققه أتليتكو مدريد على الريال، بينما حقق ريال مدريد النتيجة نفسها في مناسبتين موسم 1958–1959 وموسم 1983–1984. من ناحية تسجيل الأهداف، يعتبر لاعبا ريال مدريد السابقان ألفريدو دي ستيفانو وسانتياجو بيرنابيو أكثر من سجلوا في تاريخ الديربي برصيد 17 هدفا، بينما أكثر من سجل من نادي أتليتكو مدريد هو باكو كامبوس، بعدما تمكن من إحراز 12 هدفا. أما من ناحية المشاركة في الديربي، يعتبر مانويل سانشيز أكثر لاعب شارك من ريال مدريد في الديربي برصيد 42 مباراة، بينما يعتبر ألديرادو أكثر اللاعبين ظهورا قي لقاءات الديربي من جانب أتليتكومدريد من خلال خوضه 35 مباراة. كما جاء أسرع هدف في ديربي مدريد بمنافسات الدوري الإسباني كان عن طريق رونالدو البرازيلي بعد 14 ثانية فقط من بداية المباراة في 23 مارس 2003 وانتهت وقتها المباراة بفوز ريال مدريد بهدفين مقابل لا شىء.