فى عالم كرة القدم هناك قوى عظمى، وتعد إيطاليا واحدة من أبرز هذه القوى، ويكفى أن منتخبها فاز بلقب كأس العالم 4 مرات، أعوام: 1934, 1938, 1982و2006، كما حصل على لقب الوصيف عامي 1970و1994. لذلك فإن حلم الاحتراف في بلاد الأزورى، لا يكف عن مراودة اللاعبين المصريين، ومن منهم لا يتمنى الوجود في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية، حيث المتعة الحقيقية للساحرة المستديرة، والمناوشات التي يشهدها جدول الترتيب، حتى الجولات الأخيرة فى عمر مسابقة الدوري. الكرة التي تلعب فى الملاعب الإيطالية، هى ما يطلق عليها الاحتراف الحقيقي، واذا ما نجح اللاعب يصبح حديث العالم، في وقت قياسي، ولنا فى النجم محمد صلاح عبرة، بعد تألقه اللافت للنظر مع فريق روما الإيطالي، ما زاد من شعبية اللاعب فى "الكالتشيو"، وزاد من حجم مشجعى فريق روما الملقب ب "الذئاب"، فى مصر من أجل محمد صلاح، لكن بخلاف محمد صلاح، نبرز بعض اللاعبين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الإيطالية.
فى مطلع الموسم الحالى (2015 – 2016)، انضم محمد صلاح إلى روما، على سبيل الإعارة، بعد صراع طويل مع إنتر ميلان الإيطالى وأتليتكو مدريد الإسبانى، وقد أصر مسئولو روما على التعاقد مع اللاعب، بعد تألقه فى الدورى الإيطالى مع فيورنتينا. فرضت موهبة صلاح الذى سبق له اللعب فى تشيلسى الإنجليزى، نفسها علي اللوبى اليهودى في إدارة روما، حيث كان يرفض التعاقد مع اللاعب المصري باعتراف فيتوريو بابونتشلو، عضو البرلمان اليهودي الأوروبي وصاحب النفوذ في نادي روما، وذلك بعد اتهام اللاعب بالعنصرية لرفضه تحية لاعبي فريق مكابى الإسرائيلي خلال مباراة له مع بازل السويسري، أول ناد أوروبي لعب ضمن صفوفه. ونجح مسئولو روما في الوصول إلي حل وسط للتغلب على عقبة اتفاق فيورنتينا مع تشيلسي، التى تمنح "الفيولا" حق النادي الإيطالي الوحيد فى شراء صلاح في حالة موافقته مقابل 16 مليون يورو، حيث لجأ روما إلي حل الإعارة لحسم الصفقة، لمدة موسم نظير مليوني يورو يحصل عليها تشيلسي بخلاف 3 ملايين لصلاح، علي أن يكون لنادى العاصمة أولوية شراء اللاعب وسداد 20 مليون يورو إلي تشيلسي. صلاح الذى احتل الأسبوع الماضى المركز الثالث في قائمة أكثر لاعبى روما متابعة على موقع "تويتر"، تألق مع ذئاب روما فى الدورى، لفت الأنظار أمام كبار أوروبا، برشلونة وريال مدريد فى دورى الأبطال، ويسعى صلاح، للانضمام إلى قائمة أفضل لاعب فى الدورى الإيطالى.
انتقل ميدو إلى صفوف روما الإيطالى، فى العام 2004 بعد أن ساءت الأحوال مع إدارة تشيلسى الإنجليزى، وبيع إلى روما بمبلغ 4 ملايين ونصف مليون جنيه إسترلينى، وقد حاول روما أكثر من مرة التعاقد مع ميدو عندما كان لاعبا في أياكس أمستردام الهولندى، لكنه رفض. فى موسم انتقال ميدو، عانى روما من تراجع حاد فى مستوى أداء الفريق، وحاول الوافد المصرى الجديد تقديم كل ما لديه فى سبيل إنقاذ الفريق، إلا أن اللاعب لم يتحمل الجلوس على دكة البدلاء، بعد إقالة المدرب الألماني رودي فولر عام 2005، خصوصاً بعد أن خرج من حسابات ديل نيري المدرب الجديد للفريق، وانتهى به الحال معارا إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي.
حازم .. أودينيزى1997
الوصول للدوري الإيطالي لم يحتج من الثعلب الصغير، سوى ثلاثة مواسم كروية فقط، شهدت تألقه مع الفريق الأول لنادي الزمالك، حيث ظهر مع الفريق للمرة الأولى موسم (1993 – 1994)، فضلا عن مستواه اللافت للنظر في كأس الأمم الإفريقية 1996، واختياره كأفضل صانع ألعاب في أفريقيا عام 1996. هذا التألق دفع بيرباولو مارينيو المدير الرياضى لنادى أودنيزى، للفت انتباه البرتو زاكروني المدير الفنى للفريق، تجاه حازم إمام، وبالفعل انضم حازم إلى صفوف أودينيزي عام 1997، كأول مصري وعربي يلعب في الدوري الإيطالي، إلا أن إشراك اللاعب فى مركز الهجوم وليس صانع ألعاب، أضاع فرصته في اللعب كأساسي، خاصة مع وجود الثنائي ماريكو أموروز وأوليفر بيرهوف. ولعب إمام أول مباراة رسمية موسم (1997-1998)، ضد ريجينيا في كأس إيطاليا، وأحرز الهدف الثاني لفريقه، لكن إشراك حازم فى مركز الهجوم وشارك في أول مواسمه مع الفريق في 4 مباريات، ولم يمنحه زاكروني الفرصة كاملة، ولم يلعب حازم في المركز الذي يحبه (كلاعب وسط صانع ألعاب) لذا لم يكتب للتجربة النجاح، وشد الرحال إلى نادى دي جرافشاب الهولندى موسم (1999-2000).
حجازى.. فيورنتينا 2012
فى يوليو 2012 وقع أحمد حجازى، لاعب الأهلى الحالى، عقد الانضمام إلى فيورنتينا الإيطالى، مقابل 1.5 مليون يورو، بعدما ظهر بشكل رائع خلال مشاركته مع منتخب الشباب فى بطولتى كأس العالم 2009 بمصر و2011 بكولومبيا، وأولمبياد لندن 2012 مع المنتخب الأوليمبى. كان حجازى أحد اللاعبين المصريين القلائل الذين لعبوا فى الكالتشيو، لكنه واجه سوء حظ غريب، بعدما داهمته لعنة الرباط الصليبى، التى أبعدته 6 أشهر عن الملاعب، وبعد عودته من الإصابة لم يجد حجازى مكانا فى صفوف الفيولا، لينتقل إلى صفوف بيروجيا (بالدرجة الثانية)، على سبيل الإعارة. تألق حجازى مع بيروجيا، وأسهم بشكل قوى في تأهل الفريق للدور الفاصل المؤهل لدورى الدرجة الأولى الإيطالى، لكن عدم تلقى ناديه القديم (فيورنتينا)، أى عروض جادة من بيروجيا، دفع النادى لفسخ تعاقده مع حجازي بالتراضي. ووفقًا «لصحيفة «توتو ميركاتو» الإيطالية أكدت أن فيورنتينا قرر فسخ تعاقده مع أحمد حجازي برغم استمرار تعاقده مع الفيولا لموسم آخر.