د. أحمد فخرى: الجرى وراء المادة دفع الأزواج لإهمال الجانب النفسي فى الزواج
الزواج بداية تعارف بين كوكبين مختلفين يتآلفان ويتفهمان باتساع الأفق "فالنساء من الزهرة و الرجال من المريخ"ونتيجة لعدم فهم البعض لذلك تزداد معدلات الطلاق، خصوصا فى الفترة الأخيرة. وهو ما كشفته لغة الأرقام والإحصاءات التى لا تخطئ. حيث كشفت إحصائيات تابعة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع معدلات الطلاق فى عام 2014 الماضى، حيث بلغت 180 ألفا و344 شهادة طلاق بزيادة 10.9% عن عام 2013وأظهرت الإحصائيات أن مناطق الحضر كانت أكثر المناطق التى سجلت حالات الطلاق بنسبة 54.3%، فى حين انخفضت فى الريف لتسجل نسبة 45.7% من إجمالى شهادات الطلاق التى تمت خلال العام. وسجلت أعلى نسبة طلاق بين الأزواج الحاصلين على شهادة علمية متوسطة بنسبة 31.7% مقارنة بالأزواج الحاصلين على درجات جامعية عليا وارتفعت حالات الطلاق أيضا عند الزوجات الحاصلات على شهادات متوسطة بنسبة 29.5%، بينما انخفضت لدى الزوجات الحاصلات على شهادات جامعية عليا. وتتزايد معدلات الطلاق فى مصر بنحو 5 آلاف حالة سنويا منها 86 ألفا فى مناطق الحضر بلغ نصيب الريف نحو 75 ألفا وأعلى معدل للطلاق كان فى محافظة بور سعيد، حيث بلغ 4.4 في الألف، بينما جاء أقل معدل طلاق بمحافظة جنوبسيناء، بينما تشهد محافظة الشرقية حالة طلاق كل ساعة طبقا لإحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء عام 2013 . فالطلاق مشكلة تهدد الأجيال المقبلة وله نتائج كارثية وتحاول «الأهرام العربى» من خلال هذا التحقيق الوقوف على أسباب هذة الظاهرة. قال الأستاذ على حسن مسؤل مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة إن معدل الطلاق يزيد سنويا بصفه متزايدة فى السنوات الأخيرة، خصوصا فى العقدين الأخيرين نتيجة لأسباب متعددة ولعل أهم أسبابها الظروف الاقتصاديه وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم مقدرة الكثيرين من الأزواج تدبير مايلزم للعيش اليومى وهذا هو اهم الأسباب التى تؤدى إلى النزاعات الزوجية التى غالبا ما تنتهى بالطلاق. ويأتى فى المرتبة الثانية اختلاف المفاهيم والعادات والنظرة إلى طبيعة الحياة الزوجية بين العائلات والمناطق المختلفة وهو ما يترتب عليه إخلال طرف من الطرفين بالتزاماته نحو الطرف الآخر. كما أن الارتباط السريع الذي ينجم عنه عدم فهم الطرفين لبعضهما البعض يفضي أيضا إلى الطلاق ومما لا شك فيه أن انتشار الإنترنت وما يحتويه من وسائل الترفيه والتسلية والتواصل الاجتماعى ينشئ عزلة بين الناس فى الحياة العاديه وينقل التآلف بين الأصدقاء على الإنترنت، ولا شك أن الحياة الزوجيه تتأثر بشدة بانشغال الزوجين عن بعضهما بمتابعة شبكات التواصل الاجتماعى. ومن أشهر أسباب الطلاق التى تتكرر فى مكاتب التسوية بخل الزوج أو طمع الزوجه وإسرافها وأيضا تدخل الأهل فى حياة الزوجين. ومن أطرف حالات الطلاق التى وردت أمام مكاتب التسويه هو إصرار أستاذة جامعية على الطلاق من زوجها الأستاذ الجامعى أيضا بسبب رؤيتها له يتناول الإفطار على عربة فول بالشارع. من جانبها تؤكد الدكتورة رحاب العوضي استشارى الصحة النفسية أن الوضع الاقتصادى الذى تمر به البلاد حاليا، خصوصا بعد ثورة 25 يناير، أدى إلى تفاقم المشاكل الأسرية. فمع ارتفاع معدلات البطالة وتوقف عجلة العمل فى بعض المجالات كالسياحة، لم يعد بعض الرجال قادرون على تحمل الأعباء الاقتصادية فيتهربون من المسؤلية بالطلاق. وأشارت إلى أن التغيرات الساسية التى حدثت فى مصر فى الفترة الأخيرة زادت من نسب الطلاق فلم نكن نسمع من قبل عن الطلاق بسبب الاختلاف فى وجهات النظر السياسية كما أن بعض الشباب لم تعد لديهم القدرة على تحمل المسئولية، وبالتالي يفضلون الطلاق. وأضافت أنه أحيانا يكون التسرع فى اختيار شريك الحياة بسبب التقدم فى السن والرغبة فى اللحاق بقطار الزواج، سببا فى التغافل عن معايير أساسية عند الاختيار وهو ما ينجم عنه العديد من الخلافات التى تؤدى فى معظم الحالات إلى الطلاق. كما أن لمواقع التواصل الاجتماعى أثرها السئ، حيث سمحت بوجود علاقات للزوج مع أخريات والعكس بدون وعى ومعايير تحمى مؤسسة الزواج . وأكد الدكتور أحمد فخرى استشارى علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس أنه يوجد عدة عوامل متشابكة لكن أهمها هو عدم وضع معايير واضحة لاختيار شريك الحياة، وأهمها تقارب المستوى الاجتماعى والاقتصادى والتقارب فى السن والأهداف والميول والثقافة والهوايات والتقارب الفكرى بين الأسرتين. كما أن نظرة الطرفين أو إحدهما للزواج بوصفه حياة وردية خالية من المشاكل هو ما يسبب تلك الصدمة بعد الزواج، خصوصا فى ظل اعتماد بعض الشباب على أسرهم إلى سن متأخرة وهو ما يخلق أجيالا غير مؤهلة لتحمل المسئولية. كما أن انشغال الأزواج بالبحث وراء المادة فقط يجعل بعض الأزواج ينسون الجانب النفسى مما يقضى على الحياة الزوجية. وأضاف فخرى أن اختيارشريك الحياة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى مشكلة أخرى لأن الاختيار يتم بناء على صورة تشكلت فى الخيال قد تكون مجافية للواقع.