السيد حسين قال الروائي والشاعر المغربي الدكتور عبدالنور بعد وصول روايته الأولى "رسائل زمن العاصفة"، الصادرة عن منشورات سليكي أخوين 2015 بطنجة، أن الوحيدين الذين يمكنهم النفاذ الى عمق الأحاسيس التي تجتاح أي روائي وهو يرى روايته ضمن تلك الباقة الجميلة المنتقاة بعناية فائقة من حدائق وغابات الأدب العربي على امتدادها وتنوع جغرافيتها هم العشاق.
ذلك أن الكتابة كلما أمعنت فيها حبا بادلتك عشقا بعشق. وأكد عبدالنور في تصريحات خاصة ل"الأهرام العربي" كان الإحساس وأنا أتلقى نبأ مرور روايتي "رسائل زمن العاصفة" إلى اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لسنة 2016. إحساس عاشق تبادله الكتابة عشقا بعشق كلما ازداد حبا واخلاصا. إحساس عميق بالفخر ذلك الذي تهديك إياه الكتابة كلما كنت قريبا منها تحس بالألم في ثنايا مفرداتها وبالفرح والحرية في دفء شمسها وزرقة سمائها. كلما كنت عاشقا ومؤمنا بذلك المخاض الحبلى به صرخاتها وكلما كنت على موعد مع افق آخر تشرع عليه نوافذها . نوافذ الحلم الذي لا يزال مؤجلا. ويضيف عبدالنور هكذا تأسست تلك العلاقة مع اللغة لتنتج شيئا أقرب إلى الغناء أو الطرب. بالرغم من ذلك لم أكن أطمع أكثر من ذلك العطاء. لكن خبر اليوم و رواية رسائل زمن العاصفة تتفوق على الكثير الكثير من زميلاتها من ربوع الوطن العربي الكبير وتضمن لها مقعدا ضمن اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر لسنة 2016 بتحكيم عالمي مشهود له، جعلني أومن أن الإخلاص في عشق الكلمة لجمالها ولموسيقى الحلم في روحها هو سبيل الى عطاء لا حدود له. وأي عطاء أكثر من الخروج من العتمة الى النور الذي تحدثه الكلمات عبر نوافذ الحلم المشرعة. وأشار "كنت دوما أومن أن الكلمة، كلمة شاعرة، تحمل دوما في ثناياها شيئا ما من أسرار الحياة الكثيرة. لذلك كلما كانت الكلمة تحمل هذا المعني فهي تنحاز بالضرورة إلى الجانب الأروع في الحياة. تنحاز في شاعرية صدقها إلى جانب الحلم والأمل. كنت ولا زلت أجد صعوبة في حرث كل تلك الحقول النثرية دون السماد الطبيعي لأي لغة،دون شِعرية الكلمة.فكانت أن نبتت فاتنة في نص رسائل زمن العاصفة بحسب العديد من القراء والنقاد على حد السواء. لقد كان وصول رواية " رسائل زمن العاصفة" إلى اللائحة الطويلة لجائزة البوكر لسنة 2016 دليلا بالنسبة لي أن بإمكانية الأدب المغربي نثرًا كان أم شعرًا أن يحتل مكانا في الريادة إذا توفرت فرص الإصغاء إلى الأقلام الجيدة التي تحبل بها ربوع هذا الوطن وإتاحة الفرصة للعمل الجيد كي يبرز وينمو ويثمر أحلاما وأملا للوطن.هكذا تقدمت بلدان أخرى وهكذا ازدهرت في الميادينكلها ومنها الأدب.ولعل أعظم خدمة يقدمها هذا القرن للشعوب وللأوطان هو دمقرطة تداول الكلمة عبر الانتخاب الطبيعي الالكتروني للذائقة الشعبية الجديدة ، كي يؤَمِّن البقاء للأجود والأجمل في الثقافة والأدب. وكانت لمهنة الطب التي أمارسها مساحات واسعة في الحياة للعيش بالقرب من الألم والطب دوما يروم قلب الألم أملا ، تماما كالكلمة الصادقة الجميلة في الأدب تفتح تلك النوافذ على شواطئ الحلم والأمل". يذكر أن د. عبد النور مزين كاتب وطبيب. ازداد سنة 1965 في بني أحمد التي تقع إلى الجنوب الشرقي لمدينة شفشاون بالمغرب، حيث نال شهادة الباكالوريا والتحق بكلية الطب والصيدلة. خلال مساره التعليمي كان عبد النور مزين قريبا من عالم الأدب اطلاعا وتجريبا للكتابة، حيث بدأت أولى محاولاته الشعرية خلال مرحلة الثانوي، بنشر أولى قصائده باللغة الفرنسية بجريدة الرأي الصادرة بالفرنسية في الرباط. خلال سنوات الجامعة كانت أولى تجاربه الإبداعية في مجال الشعر والقصة باللغة العربية التي ارتضاها نهائيا كلغة للكتابة. وفي سنة 1992 نشرت أولى قصصه القصيرة في الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي الذي كان يشرف عليه الروائي المغربي عبد القادر الشاوي. وتابع تجربة الكتابة الشعرية والقصصية إلى أن قرر إصدار مجموعته القصصية الأولى "قُبلة اللُّوسْت" سنة 2010، وأتبعها بعد ذلك بإصدار ديوانه الأول "وصايا البحر" سنة 2013. وقد واضب الروائي عبد النور مزين عل كتابة القصة والشعر ونشر العديد من القصص والقصائد في العديد من المنابر الورقية والالكترونية. وفي فبراير 2015 صدرت له عن منشورات سليكي أخوين روايته الأولى "رسائل زمن العاصفة ".