السيد حسين عبرت الروائية السورية شهلا العجيلي عن فرحتها بوصول روايتها الثالثة "سماء قريبة من بيتنا" إلى القائمة الطويلة للبوكر. وقال في تصريحات خاصة ل"الأهرام العربي" أشعر بالفرح طبعاً، وأفراح عالمنا ليست بالكثيرة، وأعتزّ بوصول "سماء قريبة من بيتنا" إلى القائمة الطويلة للجائزة. هذه الرواية من أكثر نصوصي التي أحببت زمن كتابتها، حتّى إنّني ماطلت كثيراً في إنهائها، لأنّها آوتني مثل بيت حميم، أو وطن، وقد حظيت بعد نشرها بقراءات كثيرة جدّاً من قبل المتلقّين، وبرؤيات نقديّة عميقة من قبل الأكاديمين، وبمتابعات إعلاميّة محترفة، أشكر الله أنّنا نكتب، فيتفاعل معنا هذا الجمهور في أرجاء المعمورة، هذا منجز يشعرني بالغبطة، أنّ هناك قارئا في مكان ما، ينزوي في ركن ويولي أفكاري وكلماتي اهتمامه، لايعرفني ولا أعرفه. وأعتزّ أنّ جائزة مثل البوكر تثير هذه المنافسة والحرارة في الوسط الثقافيّ العربيّ والعالميّ، وأنّ قوائمها توصل روايتي إلى عدد أكبر من القرّاء، وتوقظ لديهم الفضول تجاه رؤيتي، ولغتي، وتجربتي فأكون سبباً ربّما في جعل حياة أحد ما أقلّ شقاء! أريد أن أشكر كلّ من قرأ "سماء قريبة من بيتنا" قبل وصولها إلى القائمة، وأن أشكر من تذوّق جماليّاتها وأوصلها إلى القائمة، ومن اهتمّ بها نقديّاً ومعرفيّاً وإعلاميّاً، ومن سيقرؤها من الآن فصاعداً، وأشكر الناشر الذي آمن بها ورشّحها، إنّ هؤلاء جميعاً يقاسمونني سمائي وبيتي وجهدي ومحبّتي، فأهلاً بهم. والرواية تقع في ثلاثمئة وخمسة وأربعين صفحة من الحجم المتوسّط، صادرة عن منشورات ضفاف في بيروت، ومنشورات مَجاز في عمّان، ومنشورات الاختلاف في الجزائر. تحكي عن مصائر تراجيديّة لأفراد يعيشون في ظلّ تحوّلات كبرى سبّبتها الهيمنات الاستعماريّة منذ القرن التاسع عشر إلى اللّحظة الراهنة، عبر ملاحقة تاريخ العائلات التي تناسلوا منها، في سوريا وفلسطين والأردن وأوربة الشرقيّة وإفريقيا وفيتنام وأمريكا الجنوبيّة، وشرق آسيا. حكاياتهم تفصح عن رغباتهم في الاستمرار في الحياة وإعلاء طابع المرح والسعادة، والتي تحاربها كلّ لحظة إرادات استعماريّة وديكتاتوريّة ودمويّة، تنتج الحرب والسرطان والموت. هانية ثابت، وجمان بدران، ويعقوب الشريف، ورشيد شهاب، ونبيلة علم الدين، وناصر العامري، يلتقون جميعاً في عمّان ليحكوا عن علاقاتهم ببيريكتش، وإبراهيمو، ويان، وكورين، وجون، والتي تمثّل العلاقات بين المستعمِر والمستعمَر، الممتدّة من كاليفورنيا إلى برلين، وبلغراد، ومومباسا، وهانوي، وحلب، والرقّة، ودمشق، واللدّ، وحيفا، ويافا، ويوركشاير، وكابول. تبدي تلك العلاقات خديعة المسافات، ومخاتلة الجغرافيا، من خلال تشابه أحزان البشر وعذاباتهم، وأحلامهم. (سماء قريبة من بيتنا) رواية مكتوبة برؤية ملحميّة، تطارد الفرح، والعشق، والرغبة في تاريخ من الخراب. تأتي رواية «سماء قريبة من بيتنا» بعد روايتيها «عين الهرّ»، و «سجاد عجمي»، فضلاً عن قصصها القصيرة ودراساتها في النقد وعلم الجمال. منذ قرأتُ أول رواية لشهلا وجدتُ أنها، رغم دراستها وعملها الجامعي كأستاذة لعلم الجمال، تعرف أنها تكتب فناً. ما تحصلتُه من معرفة لا يبدو ناشزاً وسط السرد، أو لا يتمرد عليه ليكون مقصوداً بذاته. وبرغم أن كثيراً من المعرفة، التصوف والتاريخ ودراسة الأديان والفنون وعلم الجمال والفلسفة، يكمن في روح الرواية وشخوصها. في هذه الرواية، المعرفة تتسع لكنها تصبح مفردات لنسيج ملحمي باهر لعمل روائي فاتن. الجدير بالذكر أن الدكتورة شهلا العجيلي، حاصلة علي دكتوراه بدرجة الشرف في الأدب العربيّ الحديث- الدراسات الثقافيّة من جامعة حلب. أستاذة نظريّة الأدب، والأدب العربيّ الحديث في جامعة حلب. عملت مسؤولا إعلاميا في الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا IFRC وهي مدرّب مدرّبين في إدارة الكوارث، وعملت في العديد من مخيمات اللجوء الإنسانيّ. من مؤلّفاتها: (مرآة الغريبة) مقالات في نقد الثقافة، 2009، رواية (عين الهر)، 2006، و(عين الهر) طبعة ثانية، 2009- سلسلة آفاق عربيّة- هيئة قصور الثقافة- مصر، ومجموعة قصصيّة بعنوان (المشربيّة) 2005، و"الرواية السوريّة- التجربة والمقولات النظريّة" (دراسة)، ورواية و«سجاد عجمي»، 2012 وأربعة كتب مشتركة حول الهويّة والسرديّات. شاركت في العديد من المؤتمرات العربيّة والدوليّة، ولها العديد من الدراسات والأبحاث في المجلاّت العالميّة المحكّمة.