السيد رشاد مع دقات العاشرة الا خمس دقائق صباح اليوم الأحد 6-12-2015 يحيا المصريون لحظة تاريخية فارقة ن حيث تتعلق أبصارهم بشاشة الساعة السكانية وهى تعلن : أننا الآن " رسميا " 90 مليونا بالتمام والكمال ..وأننا بعد 340 مليونا بالضبط سنصل الى "100 مليون نسمة ". المفارقة أن هذه اللحظة الخصة جدا تثير مشاعر الزهو الوطنى فى نفوس المصريين ،فرحا بالملايين التسعين "عزوة " المحروسة ،وثروتها الحقيقية ، وأحد أبرز مراكز ثقلها الحضارى ،وأهم مواضع قوتها وتأثيرها،ومحددات دورها باعتبارها دولة "وجود "لامجرد دولة حدود فى عالمها العربى والاسلامى ومحيطها الاقليمى والقارى ،امتدادا الى تاثيرها الدولى..لكن علينا أن نعترف بأن اللحظة ذاتهاتثير فى الآن نفسه هواجس "القلق الوطنى " بين جموع المصريين..خوفا مما تفرزه هذه الزيادة السكانية الرهيبة من ضغوط تنموية هائلة ، وتحديات خطيرة،تفرض علينا وضعها على رأس أولوياتنا الوطنية ،ليس فقط سعيا لانقاذ هذا الوطن من صدمة المستقبل ،بمخاطره وتحدياته الجسيمة التى تفرضها هذه الزيادة ، لكن الأهم كيفية تأهيل "الملايين التسعين"، التى ستصل بعد 340 يوما الى الرقم السحرى المرعب "مائة مليون"، تأهيلهم للتعامل الايجابى والفعال مع تلك المخاطر والتحديات..،وهو مالن يتحقق الابتحويل هذه الملايين الجبارة من "بشر" الى " قوى بشرية"أى من مجرد أفواه مفتوحة واجساد مستهلكة الى "قوى بشرية"تحقق قيما انتاجية وابداعية مضافة لذاتها ووطنها وأمتها والانسانية كلها. ومابين" شرعية الفرح" و"مشروعية القلق"يثور سؤال جارح فى مواجهتنا نحن المصريين : اذا استمر الوضع السكانى المأساوى الراهن ..ماالذى يمكن أن نتركه نحن الملايين التسعين فى مصر لأحفادنا سوى لافته كبيرة ربما يطول النيل وعرض الوطن ..مكتوب عليها : " صنع فى الصين "..ولعل هذا الهاجس مع هواجس أخرى يفسر لنا التصريح الصادم للواء أبو بكر الجندى رئيس الجهازالمركزى للتعبئة العامة والاحصاء فى تعليقه على الحدث قبل قليل ،بأن " معدل الزيادة السكانية الحالية كارثةتلتهم كل مشروعات التنمية، خصوصا فى ظل معدلات البطالة الحالية..، لكن بعيدا عن انذار الجندى الحادعلى أهميته وجدية خطورته ،نعود الى الصين مجددا والتى كانت حتى سنوات قريبة تفرض عقوبات قاسية ،قد تصل الى الحكم بالاعدام "الفعلى أو الحكمى "على كل من ينجب أكثر من طفل، ثم أصبحت الآن تقدم حوافز عينية ونقدية تصل الى مئات الدولارات لكل من ينجب الطفل الثانى والثالث والرابع والخامس ..،بل تزداد الحوافزمع استمرار انجاب الأطفال . انه باختصار الاستثمارفى أغلى الثروات "الثروة البشرية " أو ثروة الثروات جميعا ،سواء الاستثمار فى "كرامة "هؤلاء البشربتوفير الحد الدنى من المعيشة اللائقة لهم ،وصولا الى تحريرهم من قيود الحرمان ومهانة العوز ، أو الاستثمار فى "قدرات" هؤلاء الملايين التسعين بتعليم جيد وتدريب وتأهيل متطور ورعاية صحية مناسبة ،ووعى وطنى وقيمى ايجابى ونسق ثقافى وأخلاقى راسخ . ومابين الفرح والقلق نعود الى حقائق التاريخ السكانى، حيث تعد مصر أكثر الدول تعدادًا في الشرق الأوسط، وتتباين كثافة السكان في مصر من مكان الى آخر تبعًا للمناخ ومدى مناسبة الظروف لممارسة الأنشطة الاقتصادية وبالذات الزراعة، من تربة وتوافر مياه الري. لذا ترتفع كثافة السكان في الأجزاء الوسطى والجنوبية من دلتا النيل بشكل كبير؛ بحكم طبيعة الموقع وخصوبة التربة وتوافر عوامل الزراعة الجيدة وتعدد المراكز الحضرية، ينطبق ذلك على محافظاتالقليوبية والمنوفية والغربية على وجه الخصوص. وتقل كثافة السكان بشكل ملحوظ بالاتجاه صوب أطراف دلتا النيل شرقًا أو غربًا؛ لتغير خصائص التربة كما في محافظتي الشرقية والبحيرة، أو ناحية الشمال (محافظة كفر الشيخ)، نظرًا لارتفاع نسبة الأملاح الذائبة في التربة. وقد أجرى أول تعداد للسكان في عام 1800 م إبان عصر محمد علي باشا حيث بلغ عدد السكان 2,5 مليون نسمة, وفى 1850 بلغ عدد السكان في تعداد إحصائي 4,5 مليون نسمة, وفى تعداد 1882 بلغ عدد السكان 6,3 مليون نسمة.
ثم اتخذت مصر نظاماً دورياً يقضى بإجراء التعداد كل عشر سنوات، ولهذا سمى هذا النظام بالنظام العشرى من 1857 وحتى 1947م ثم تأخر التعداد العشرى حتى سنة 1966 في فترة جمال عبد الناصر ثم 1976 ثم 1986 ثم 1996 .تعد مصر أقدم الدول الأفريقية أخذًا بسياسة حصر السكان عن طريق نظام التعداد؛ فقد أجري أول تعداد سكاني رسمي في مصر عام 1882م (1299ه)، ثم تلاه التعداد الثاني عام 1897م (1315ه)، وبعد ذلك أجريت التعدادات بصورة منتظمة كل عشر سنوات في أعوام 1325، 1336، 1346، 1356، 1367ه، 1907، 1917، 1927، 1937، 1947م، وكان من المفترض إجراء تعداد عام 1957م ولكنْ لظروف حرب السويس تأجل التعداد إلى عام 1960م (1380ه). وفي عام 1966م (1385ه) أجري تعداد للسكان بطريقة العينة، في حين أجري آخر تعدادين للسكان في مصر خلال عامي 1976 (1396ه) و1986 (1407ه).عدد السكان وتحتل مصر الترتيب السادس عشر عالميًا من حيث عدد السكان. والترتيب سبعة وعشرين عالميًا من حيث كثافة السكان والترتيب الثالث افريقيا من حيث تعداد السكان بعد نيجيريا وإثيوبيا فيما تتصدر الترتيب الأول عربيا من حيث تعداد السكان و قد حذر ت الأممالمتحدة أنه في حال استمرار المتغيرات الديمغرافية على مستواها الحالي فان مصر ستضيف إلى سكانها نحو 23 مليون نسمة بحلول العام 2025 و 45 مليون نسمة بحلول عام 2050. وأكثر المحافظات سكانا هي القاهرة فعدد سكانها 20 ملايين و787 الف نسمة بنسبة 10.73% من سكان مصر وأقل المحافظات تعدادا هي محافظات الحدود شمال سيناء 0.34% ومطروح 0.32% والبحر الأحمر 0.89% والوادي الجديد 0.19% وجنوبسيناء 0.15% وتمثل نسبة الذكور 51.12% والإناث 48.88%. كما يبلغ عدد الأسر نحو 17 مليونا و265 ألفا و265 أسرة وعدد الأميين 16 مليونا و806 آلاف و657 نسمة وحملة المؤهلات أقل من المتوسطة نحو 11 مليونا و134 ألفا و399 نسمة وحملة المؤهلات فوق المتوسطة نحو مليون و808 آلاف و268 نسمة وحملة الشهادات الجامعية فأعلى نحو 5 ملايين و476 آلفا و704 نسمة. ويقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 1،3% ، ترجع إلى ارتفاع معدل المواليد البالغ 29 في الألف عام 1995م، في الوقت الذي انخفض فيه معدل الوفيات إلى 9 في الألف، مما أدى إلى ارتفاع معدل الزيادة إلى نحو 20 في الألف عام 1995م. تتبنى الدولة وتشجع سياسة تنظيم النسل مما أسهم في بلوغ معدل المواليد مستواه الحالي (28 في الألف) بعد أن كان 41 في الألف خلال أواخر القرن الرابع عشر الهجري، أواخر السبعينيات من القرن العشرين الميلادي و 7و3% في نهاية ثمانينيات القرن العشرين. ويبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63، نسمة/كم². وتبلغ كثافة السكان في منطقة وادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم² حيث يعيش فيها نحو 98% من مجموع السكان، في حين لا تتجاوز نسبة مساحة هذا النطاق 4% من إجمالي مساحة البلاد، لذا تُعَدُّ الكثافة العامة للسكان هنا من أعلى الكثافات السكانية في العالم. و الزيادة السكانية مشكلة كبرى لها العديد من الآثار السلبية على تحقيق التنمية بأشكالها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية. حيث يزداد عدد السكان مليون نسمة فى أقل من 6 أشهر بنحو 5695 فردا يوميا، بمعدل 4 مواليد فى الدقيقة، ومولود كل 15 ثانية، والساعة السكانية تسجل صافى المواليد بعد طرح الوفيات». ويمثل الأطفال حتى سن 15 سنة نحو ثلث عدد السكان فى مصر، مسجلين نحو 27 مليون طفل، بنسبة 31%، فيما يبلغ عدد الشباب من 15 إلى 24 سنة نحو 17.5 مليون بنسبة 20%، وبلغ عدد المراهقين من سن 10 إلى 19 سنة نحو 16.5 مليون بنسبة 19.1%، بينما بلغ عدد السكان من 15 إلى 64 سنة نحو 56 مليون فرد بنسبة 64.5%، أما عدد السكان فوق سن 65 سنة، فيبلغ نحو 3.7 مليون، بنسبة 4.35 من إجمالى السكان. وتتصدر محافظة القاهرة أعلى محافظات الجمهورية عدداً للسكان، إذ بلغ عدد سكانها 9.3 مليون نسمة، وجاءت محافظة جنوبسيناء أقل المحافظاتسكانا، وهناك محاولات واضحة لإيجاد حلول عاجلة لقضية الزيادة السكانية مثل إستحداث وزارةسكان لكنها مازالت محدودة النتائج مما يتطلب اعادة النظر فى المنظومة العامة للتعامل مع الزيادة السكانية وتحويلها من " أزمة " الى "ميزة" ربما نستقبل لحظة دخولنا "نادى المائة مليون بعدأقل من عام بفرح حقيقى خال من جحيم الهواجس. .