سوزى الجنيدى نفى رمضان لعمامرة، وزير خارحية الجزائر فى حديثه ل «الأهرام العربى» أن تكون الجزائر قد عارضت فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة، مؤكدا أن الجزائر ساعدت فى إنجاح الفكرة بعد تقديم تعديلات تم الموافقة عليها، مشيرا أن بلاده لن تسهم بقوة عسكرية فى تلك القوة، ولكن بمساهمات لوجستية ومادية فقط، مؤكدا الرفض الجزائرى لفكرة تحويل المشكلة فى اليمن إلى صراع بين السنة والشيعة مشيرا إلى أن الحل فى ليبيا سيتم بالتوافق بين الأطراف، وهو ما تعمل عليه العديد من الأطراف حاليا. ما مدى صحة ما تردد عن رفض الجزائر لفكرة إقامة القوة العربية المشتركة؟ بل على العكس فإن الجزائر ساعدت وبشكل كبير فى إنجاح فكرة إنشاء قوة عربية، وقد قدمت تعديلات أثرت المشروع وجعلته قابلا للتنفيذ، ومنها أن المشروع لابد أن يدخل فى إطار منظومة عربية للسلم والأمن متكاملة بدءا بعوامل اقتصادية واجتماعية وتعزيز كل حلقة من سلسة الحلقات، الأمر الذى سيؤهل هذه القوة لتؤدى دورها كاملا مكتملا خاصة فى حالة ما إذا توصلنا إلى وضع ليس هناك من حل فيه إلا باستعمال القوة المسلحة، وقد كانت الجزائر حريصة على إنجاح هذا الموضوع واستلهمنا كثيرا من التجارب والدروس مثل تجربة الاتحاد الإفريقى، وهى تجربة إفريقية رائدة فى هذا المجال وحققت نتائج جيدة، لكن هناك ضرورة لبلورة إرادة سياسية على الساحة العربية وتزويد هذه القوة بما يجب أن تزود به من تجهيزات وتدريب، كما أوضحنا أن الدستور الجزائرى لا يسمح بخروج قوات جزائرية مسلحة خارج التراب الوطنى وستكون المساهمة الجزائرية بشكل إمداد لوجستى وتدريب ومعلومات، وقد ساهمت الجزائر بالكثير لإنجاح هذه الفكرة على عكس ما تردد، ما التعديلات التى قدمتها الجزائر على فكرة إنشاء قوة عربية؟ موضوع القوة العربية المشتركة ليس سهلا والمشكلة ليست فى عدد القوات أو الأفراد، ولكنه يحتاج لنظرة إستراتيجية واضحة ومأموريات دقيقة له وخطط متماسكة، لأن التحديات كبيرة بالنسبة للتكوين والمعدات والنقل الإستراتيجى للقوات والمعدات وهناك تجارب فى أوروبا وإفريقيا، وقد شاركت الجزائر ومصر فى التجربة الإفريقية ودعمتها، ولابد من دراسة الجوانب اللوجستية والسياسية والقانونية وهذا ما تم الاتفاق عليه، وقد جاء الاقتراح من الرئيس عبد الفتاح السيسى وكان لزاما على السفراء ثم الوزراء أن يدرسوا هذا الاقتراح بعناية وبعمق، لأن هناك اندفاعات كثيرا ما تؤدى إلى فشل، وفيما يتعلق بهذا الأمر فإن الفشل ليس خيارا، وقد أسهم الوفد الجزائرى مساهمة كبيرة فى إثراء هذا المشروع وجعله يتماشى مع متطلبات الفاعلية والمصداقية، وقد استلهمنا كذلك عددا من الأفكار التى عرضناها على المشاركين من تجربة الأممالمتحدة، بحيث كان هناك فى ميثاق الأممالمتحدة فكرة إنشاء جيش، لكن لم تتحقق منذ سبعين سنة لأسباب سياسية، وهناك كذلك فى الجامعة العربية منظومة للأمن القومى واتفاقية الدفاع المشترك، لكنها مقتصرة على حالة اعتداء دولة غير عربية على دولة عربية، والمطروح اليوم على الجامعة العربية هو أن تعمل بجد وبدقة على أن يتم وضع هذه الأفكار فى صيغة قانونية، وقد رحبنا بطبيعة الحال أن تكون المشاركة فى هذه القوة اختيارية ومبنية على التطوع والرغبة فى المشاركة، وفى الجزائر - بحكم دستورنا وعقيدتنا الدفاعية - فإن وحدات الجيش الجزائرى لا تسهم خارج التراب الوطنى، لكن الجزائر بمنطلق وبمقتضى القناعات والالتزامات ستشارك فى القارة الإفريقية وعلى الساحة العربية كذلك بعدد من المساهمات، خصوصا فيما يتعلق بالتكوين والإمداد اللوجستى، وكذلك بالتمويل لأن التمويل شرط أساسى لاستمرارية هذه الفكرة إذا أردنا لها أن تكون ناجحة، وأعتقد أن جميع الاقتراحات التى تقدم بها الوفد الجزائرى خلال المناقشات تم اعتمادها وكانت بمثابة إثراء للمناقشات. كيف ترى نتائج القمة العربية السادسة والعشرين بشرم الشيخ؟ إن قضايا الأمن كانت فى قلب هذه القمة وقد خرجنا منها ومفهوم الأمن القومى العربى معزز بكل ما من شأنه أن يعزز كل دولة عربية على حدة وأيضا قضايا دعم الاقتصاد وللتنمية ودعم مقومات كل مجتمع من المجتمعات العربية بوعيها ضد التطرف الفكرى، وجعلها تؤدى دورها كاملا مكتملا فى محاربة الإرهاب، والحقيقة أن القمة العربية وإن كانت قمة عادية إلا أنها كانت أيضا قمة استثنائية بالنظر فى قرارتها والتحديات وتطلعات الشعوب العربية لتحقيق طموحاتها وتعزيز الأمن القومى العربى المشترك، وأعتقد أن القرار بإنشاء قوة عربية مشتركة والقرار المتعلق بتحسين ميثاق الجامعة العربية فى غاية الأهمية، وإنى أعتقد أن القمة كانت مختلفة وبها أحداث أكثر وبها تحديات، وهناك مشاكل كثيرة فى العالم العربى وحلها لا يمكن أن يتم فى اجتماع واحد، ولم يكن هناك أى خلاف حول ضرورة تعزيز الأمن العربى، ومن أن الجامعة العربية مطالبة أكثر من أى وقت مضى بتحمل مسئولياتها تجاه الحالات الجديدة التى تهدد الأمن والاستقرار فى العالم العربى، ولم يكن هناك هناك أى خلاف بضرورة تحسين المنظومة الأمنية الجماعية التى تم تكريسها فى ميثاق الجامعة العربية منذ أكثر من ستين عاما. هل لديكم تخوف من أن ما يحدث فى اليمن قد يتحول إلى خلاف سنى - شيعى؟ نحن نرفض هذا ونتمنى أن تبقى الشعوب العربية متماسكة وأن نحافظ على الدين الإسلامى الحنيف الذى يأمرنا بالإخاء وبالتضامن. إلى أين وصلت جهود الجزائر لحل الأزمة الليبية؟ أعتقد أن الأزمة الليبية ستحل من قبل الليبيين أنفسهم ومن خلال مساعدة جميع دول الجوار، وقد أصبحت الآن فكرة الحل السلمى مقبولة فى ليبيا، وهناك عدد من الاجتماعات تسهم فى بناء التوافق واجتماعات لرؤساء الأحزاب فى الجزائر واجتماعات للبرلمانيين فى المغرب وأخرى لرؤساء القبائل قريبا فى مصر، وأعتقد أن كل هذه الفاعليات المؤثرة على الساحة الليبية ستسهم فى بناء هذا التوافق.