عماد بركات شكلت الموسيقى التصويرية عنصرا مهما وأساسيا فى الدراما المصرية، حيث إنها تعتبر المترجم الأول والحقيقى لمعنى الجمل الحوارية الموجودة فى النص الدرامى أو لحظات الصمت والحيرة، وتحدد إلى أى اتجاه تشير، وقد لعبت الموسيقى التصويرية أدوار البطولة فى العديد من الأعمال الدرامية خلال السنوات الماضية، بل إنها أسهمت فى نجاحها وارتباط الناس بها ومنها:«الضوء الشارد، الليل وآخره، يتربى فى عزو، المال والبنون، ليالى الحلمية، حدائق الشيطان، أرابيسك، الوتد، فارس بلا جواد، خالتى صفية والدير، الناس فى كفر عسكر، الوسية، حلم الجنوبى» وغيرها من الأعمال المتميزة التى مازالت عالقة فى وجدان المشاهدين منذ العرض الأول لها وحتى الآن، «الأهرام العربى» التقت بعض كبار الموسيقيين للوقوف على كيف ومتى يتم تأليف الموسيقى التصويرية. بداية أكد الموسيقار حلمى بكر أن الاسم الحقيقى للموسيقى التصويرية هو الموسيقى الدرامية، لأن هناك أنواعا مختلفة للموسيقى مثل موسيقى للفانتازيا وأخرى تراجيدية، وأنه من الممكن أن يتم تحويل جملة موسيقية واحدة إلى عدة جمل بشرط أن يكون المؤلف الموسيقى متمكنا من نفسه وأدواته ولديه خيال وإدارك لمفاهيم الخطوط الدرامية الموجودة بالعمل حتى ينجح فى إظهار تناغم بين الجمل الحوارية والجمل الموسيقية، ويصبح للحوار منطوق يساعد الممثل على توصيل رسالته، وأضاف: ليس كل ملحن يصلح لعمل موسيقى تصويرية، لأن المؤلف الموسيقى يمسك بورقة نوتة فارغة ويدون بها موسيقى تعبر عما بداخل مشاهد العمل، بينما الملحن يمسك بورقة بها كلمات الأغنية ويقوم هو بتلحينها بشكل لا يبتعد عن الإطار المكتوب فى الأغنية، وأحب أن أشير إلى نقطة مهمة هى أن 80% من مخرجى الدراما فى مصر لا يعرفون قيمة مصاحبة الموسيقية الدرامية للمشاهد المصورة. من جانبه قال الموسيقار محمود طلعت: جميع الأعمال الدرامية تبدو واحدة قبل المكساج، لأن ما يميز عمل عن الآخر هى الموسيقى التصويرية، حيث تلعب دورا مهما فى ربط المشاهد بمتابعة الأحداث، وتكون بمثابة الروح للمشاهد المصورة وتحدد هوية كل عمل، وهل هو عمل إثارة أو دينى أو كوميدى، وأضاف: تطورت الموسيقى التصويرية خلال السنوات الماضية بشكل كبير ولم تعد عاملا مساعدا فقط فى العمل الدرامى، بل أمر رئيسى حتى أصبحت متعة حقيقية للمشاهد، كما أن الأمر امتد للتترات أيضا، والحمد لله كنت أول الموسيقيين الذين حولوا أغنية التتر إلى أشبه بالأغنية العادية وذلك فى تتر مسلسل إمام الدعاة الذى قام بغنائه المطرب محمد فؤاد، ومنذ ذلك الوقت أصبح هناك تنافس بين المطربين على غناء تترات الأعمال الدرامية الكبيرة بعد أن كانت حكرا على مطربين بعينهم، وأضاف: يجوز وضع الموسيقى التصويرية على النص الدرامى لأى مسلسل قبل تصويره ، وذلك على عكس الأفلام السينمائية التى ينتظر الانتهاء من تصويرها أولا ثم وضع الموسيقى على الأحداث المصورة. أما الموسيقار محمد ضياء الدين فقال: الموسيقى التصويرية تعبر بشكل سريع عن طبيعة الحوار الموجود فى النص قبل أن يتحدث الممثل، وهناك جمل موسيقية تترجم الأحداث داخل المسلسل بشكل يفوق أداء الممثل، ولذلك لا يفضل أغلب المخرجين هذه النوعية من الموسيقى فى أعمالهم حتى لا تغضب أبطال المسلسل، وأضاف: أيضا تمثل الرباعيات التى تكون على خلفية بعض المشاهد عنصرا مهما فى ربط المشاهدين بالعمل، حيث تكون بديلة عن جمل حوارية تكون فى ضمير الممثل، وتعبر بشكل أفضل عن أن يقولها بصوته، وبرغم ذلك لا يمكن تعميمها داخل الأعمال الدرامية، ويتحدد ذلك وفقا لطبيعة كل عمل، وعلى سبيل المثال، مسلسل الأيام للفنان الراحل أحمد زكى أسهمت الرباعيات الغنائية فى داخله بشكل رئيسى فى نجاحه، وعوضت عن جمل حوارية كان من المفترض أن يؤديها البطل بصوته.