فدوى رمضان «أبيض وأسود... ألوان» هو عنوان معرض الفنانات: فاطمة عبدالرحمن، سالى الزيني، مرفت شاذلى، الذى تستضيفه قاعة «بى آرت جاليرى» بوسط البلد، حيث تطرح خلاله كل فنانة تجربتها الفنية فى عدد من اللوحات (تصوير- رسم) من خلال قضايا إنسانية ملحوظة ومؤثرة داخل المجتمع. تهتم الفنانة فاطمة عبدالرحمن بالبعد الفلسفى للتكوينات أكثر من البعد الشكلى، حيث تخوض فى أغوار الطبيعة وتستكشف دواخلها.. إنها تتحدث معها وعنها، مستخدمة خامات (الحبر الشينى - القلم الجاف الأسود) وبصبر لا ينفد تعتمد على إمكاناتها فى التظليل محققة بذلك عددا هائلا من النتائج والدرجات اللونية لخامة واحدة ولون واحد دون سواهما (الأبيض والأسود) كأنها تزهد فى الأشكال المستهلكة وتترفع عن التعامل معها بحيادية حذرة، فهى أشكال أهلكها الطلب والاستخدام على حد رؤيتها، ومن خلال مشاركات كثيرة كانت ترصد لنا حالات وأوضاعا من السكون والحركة لعناصر من الصخور والنباتات، ثم انتقلت ونقلتنا معها إلى العنصر الإنسانى كحالة جديدة ومفردة باستخدام تفاصيلها القديمة فى تنفيذه، فنجدها تبنى الشكل الإنسانى من النباتات والصخور مستخدمة مساحات أكثر فضاء ورحابة من ذى قبل، حيث مزجت بين الملموس والحسى لديها فى إطار يتسم بالإيجاز والاختصار رغم مشقة تنفيذه، فاللوحة الواحدة تستغرق شهورا من العمل الدؤوب المتواصل نظرا لدقة التفاصيل وليس كثرتها، وصولا منها بالمتلقى إلى درجات وتنويعات مختلفة للشكل الواحد، ويحسب للفنانة نجاحها فى تحقيق إيقاعات بصرية وحسية ملحوظة مع حرصها الدائم على التجديد وتطوير المساحات واستغلالها رغم ما يتطلبه ذلك من مضاعفة الجهد والوقت لتحقيق ذلك. حصلت الفنانة فاطمة عبدالرحمن على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 95 ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه من نفس الكلية، شاركت فى ترينالى شاماليير الدولى بفرنسا 1997 ومعرض آرت نيم بفرنسا2008 وحصدت العديد من الجوائز من بينها: الجائزة الأولى فى الرسم صالون الشباب الحادى عشر، ولها مقتنيات داخل مصر وخارجها. مرفت شاذلى تتنوع أعمال الفنانة مرفت شاذلى ذات المنحىَ الأكاديمى بين ما هو موروث من التراث وبين معالجات خاصة ابتكرتها الفنانة لتضفى عليها مزيدا من الثراء التشكيلي، فهى ترصد لنا عددا من الحواديت أو الحكايات المستلهمة من التراث الشعبى والنوبي، كأنها تحيلنا إلى مسلسل من حلقات تفصيلية توظف لها أبطالا وعناصر بشكل بالغ الخصوصية، فنلاحظ أشخاصا وعناصر (السمكة – الطائر- الرجل –المرأة - الثعبان) وهى عناصر استخدمت فى أغلب لوحاتها مع اختلاف التوظيف. كما اعتمدت الفنانة على البحث فى أغوار الحكاية حيث تتداخل العوالم لديها، وكأنها أشبه بمحاولة دائمة منها لاستدعاء الموروث واسترجاعه من خلال سلسلة أعمال متتالية، قد تبدو مكررة فى ظاهرها، لكن هذا التكرار يعد بمثابة محاولة جديدة لتوطيد وترسيخ الموروث لديها بشكل أكثر إيجازا، وسرعان ما يتحول هذا الموروث إلى معاصرة وتحديث من خلال مجموعتها الأخيرة التى احتل الرجل فيها دور البطولة. إنها فنانة تقاوم النسيان والإهمال بالإصرار والإلحاح على حضور رموزها فى معالجات لونية شكلية تحيلنا تارة إلى رصانة الفنان عبد الهادى الجزار فى تكوينه، وتارة أخرى إلى رقة الفنان حامد ندا وتبسيطه ودراميته فى توظيف العناصر مع احتفاظها بخصوصيتها فى اختيار المشاهد وترتيبها بالشكل الذى يؤكد لها حضورا متميزا فى بادئ ونهاية الأمر. حصلت الفنانة مرفت شاذلى على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم تصوير عام 95، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه من نفس الكلية عام2009 ، أقامت 10 معارض خاصة وشاركت فى العديد من المعارض الجماعية والقومية من بينها: أتيلييه القاهرة - جمعية فنانى الغورى - قاعة شاديكو- قاعة جرانت، حصلت على عدد من الجوائز أهمها: الجائزة الثانية فى التصوير من المجلس الأعلى للشباب والرياضة 94، لها مقتنيات داخل مصر وخارجها. سالى الزينى هى واحدة من الفنانات التى تميزت أعمالها بالطابع الطفولي، حيث تستمد أطروحاتها من قصص ورسوم الأطفال، ثم تعيد طرحها بعدد من المعالجات اللونية والتوظيفية المدروسة، ففى بعض الأحيان تستخدم الرسم (الأحبار الملونة - الحبر الشيني) فى سرد موضوعات ذات أسلوب تلقائى مستخدمة لها رموزا وتكوينات من طيور وأسماك وأشجار وأطفال، محاولة أن تتخذ منحى تجريديا تعبيريا، بحيث يبدو الشكل عميقا رغم بساطته، يحسب للفنانة كيفية تطويره فى أعمالها التصويرية اللاحقة (كولاج - أكريلك) حيث استخدمت نفس الأسلوب وحولته إلى أسلوب ذى أثر وإيقاع شعبى لتخاطب به جمهور العامة من الناس، ربما يختلف التناول مع اختلاف الشكل والتقنية لكنها تحافظ فى ذات الوقت على خصوصيتها فى التعامل مع الموضوعات بحرص، ثم إعادة صياغتها للشكل الذى استلهمته من ذكريات الطفولة، إلى الشكل الذى يناسب روح العصر ويتجدد بتجدد. حصلت الفنانة سالى الزينى على بكالوريوس فنون جميلة عام 97، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه عام 2010، وشاركت فى عدد كبير من المعارض القومية والجماعية منها: صالون الشباب 2000-2007. معرض ألوان مائية - إيطاليا 2012... ورشة مراسم سيوة 2013. حصلت على عدد من الجوائز أهمها: جائزة مراسم سيوة 2013. جائزة سوزان مبارك فى رسم وكتب الأطفال، لها مقتنيات داخل وخارج مصر.