المعتصم بالله حمدى تعيش دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا مدينة دبى حالة من الانتعاش الدرامى، حيث إنها أصبحت قبلة عدد من جهات الإنتاج التى ترى أنها الأنسب لتصوير عدد كبير من المشاهد التى تستثمر البنية التحتية المؤهلة، ومواقع التصوير الجديدة، وتسهيلات كثيرة تقدم لشركات الإنتاج، سواء من مدينة دبى للاستديوهات، أو لجنة دبى للتصوير السينمائى، لاسيما فى ظل عدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى بعض البلدان العربية التى اعتادت أن تقوم بهذا الدور، كما أن وجود عدد من نجوم الدراما السورية فى دبى أسهم فى تعاقد شركات الإنتاج معهم على تصوير أعمال هناك وبات من الواضح أن الفن العربى أصبح يمتلك الإمكانات الكبيرة التى تؤهله لتقديم عدد من الأعمال الفنية القوية وأن تصل للعالمية، ومن خلال وجود «الأهرام العربي» فى دبى اقتربنا أكثر من ملامح خريطة الإنتاج التليفزيونى والسينمائى فى دبى ومدى تأثيرها على صناعة الفن العربى وتحديدا فى مجال الدراما، وكذلك أهم الأحداث التى سيطرت على المشهد الفنى فى دولة الإمارات العربية خلال الفترة الأخيرة.. البداية مع مدير تليفزيون دبى، على خليفة الرميثى الذى أشار إلى أن قناة دبى الفضائية من خلال مؤسسة دبى للإعلام، تعمل فى منظومة واحدة مع سائر المؤسسات المهتمة بقطاع الإنتاج فى دبى، وعلى رأسها مدينة دبى للاستوديوهات، ولجنة دبى للتصوير التليفزيونى والسينمائي، والتليفزيون يسعى إلى استثمار البنى التحتية الهائلة التى توفرها هاتان المؤسستان، وهو التعاون الذى أثمر عن إنتاج العديد من البرامج التليفزيونية، معتبرا أن تصوير معظم مشاهد مسلسل "الإكسلانس" الذى عرض فى شهر رمضان الماضى فى دبى، تأكيد كبير على أن صناعة الدراما فى مؤسسة دبى للإعلام تتقدم صوب التميز والانفراد، من خلال إنتاج المشروعات الدرامية الضخمة، فى الوقت الذى ستكون دورة شهر رمضان 2015، الخاصة علامة فارقة للمشاهد العربى، من خلال تقديم مشروعات حصرية لأهم الإنتاجات الخليجية والعربية، والبرامج المنتقاة فى قالب متكامل يبرز مكانة شاشة دبى كاختيار أول للمشاهد العربى، وتأكيدا لدورها الريادى بأهمية المشاركة مع الجمهور فى اختيار ما هو جديد فى عالم صناعة التليفزيون. وأكد الرميثى أن مؤسسة دبى للإعلام تسعى إلى تكريس علاقتها المميزة مع نجوم الدراما فى العالم العربى وتحديدا مصر، لأن الجمهور العربى يعشق الأعمال المصرية ولذلك تتمتع بنسب مشاهدة كبيرة، وهى قادرة دائما على دعم كل التجارب الجادة والجديدة، والتى أسهمت فى جعل الإمارات بصفة عامة، ودبى بصفة خاصة، مركز إنتاج درامى عربى وخليجى رائد، لما تمتلكه الإمارات من مقومات طبيعية وسياحية وتنوع جغرافى وبنية أساسية داعمة للمنظومة الإنتاجية. أما النجم السورى عابد فهد، فأكد أن اعتماد عدد من شركات الإنتاج على دبى لتكون مكانا لتصوير عدد من الأعمال الدرامية الجديدة يأتى فى إطار دعم الأعمال العربية التى تواجه منافسة كبيرة من دراما أجنبية مثل التركية والمكسيكية وغيرها، وبالتالى كان لابد من استثمار كل الكفاءات والإمكانات سواء فى دبى أو القاهرة أو بيروت وعدد من الدول العربية من أجل دعم صناعة الدراما التى لابد ألا تقف شركات الإنتاج عاجزة عن مواجهة الدراما الأجنبية التى لا تناسب معظمها ثقافتنا العربية والشرقية وتميل لموضوعات غريبة عن المجتمع العربي. وأوضح فهد أنه وغيره من النجوم العرب المقيمين فى دبى، يجدون تسهيلات كبيرة ودعم غير مسبوق وهذا خير تأكيد على روح الوحدة العربية. ويبدو أن الشراكة الإعلامية بين الكيانات المصرية والإماراتية سيكون لها دور بارز خلال العام الحالى 2015 حيث استقبل أخيرا محمد المحمود، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة أبوظبى للإعلام، محمد سمير رئيس شبكة تليفزيون "الحياة"، ووقع الطرفان "مذكرة تفاهم" بين الكيانين الإعلاميين، واتفقا على إنتاج دراما عربية تنتمى للإنتاج الضخم، إضافة إلى برامج "فورمات عالمية" مميزة. وقال محمد سمير أن التعاون المشترك مع مؤسسة أبو ظبى للإعلام سوف يعيد رسم الخارطة الإعلامية على مستوى الوطن العربى، وسوف يؤثر بشكل مباشر على السوق الإعلانى، ويفتح مجالا للوكالات الخارجية على شاشات التليفزيون وتم الاتفاق بيم الطرفين على إنتاج مسلسلات درامية عربية ضخمة لمواجهة الغزو الدرامى التركى، بحيث تضم ممثلين من مختلف الدول العربية، إضافة إلى تبادل المحتوى، والتعاون فى مجال نشرات الأخبار وتغطية أهم الأحداث، والمشاركة فى إنتاج فورمات عالمية وبرامج ضخمة بأفكار عربية. وبعيدا عن التليفزيون أقام مهرجان دبى السينمائى الدولى دورته الأخيرة، بالتعاون مع مدينة دبى للاستوديوهات وهذا الأمر مكرر ومعتاد عليه منذ انطلاق المهرجان، حيث قال عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبى السينمائى الدولى: إن مدينة دبى للاستوديوهات رافقت مهرجان دبى السينمائى الدولى منذ أيامه الأولى، وآزرته فى تحقيق النمو، والانتقال من إنجازٍ إلى آخر، والاستمرار فى تقديم صفوة إنتاجات السينما العربية إلى الجمهور عاما بعد عام، مع التزامهم الحقيقى بتطوير الثقافة والفنون فى المنطقة، والمساهمة الفعالة فى ترسيخ مكانة دبى مركزا محوريا للسينما العربية, كما أن لجنة دبى للإنتاج التليفزيونى والسينمائى بمثابة محطة إنتاج موحدة تجذب صانعى الأفلام الذين يختارون إمارة دبى لإنتاج أعمالهم الفنية، بالتعاون مع مدينة دبى للاستديوهات، التى توفر بنية تحتية عالمية المستوى، ومرافق وخدمات متميزة لأهم الوسائل الإعلامية السمعية والبصرية المتاحة فى دبى. وأوضح جمال الشريف، مدير عام مدينة دبى للاستديوهات، ورئيس لجنة دبى للإنتاج التليفزيونى والسينمائى أن مهرجان دبى السينمائى الدولى يعد أحد أفضل عشرة مهرجانات سينمائية دولية، ونجح هذا المحفل الثقافى الراقى فى ترسيخ مكانة دبى الرائدة على خارطة السينما العالمية، لتصبح مركزا متميزا للإنتاج السينمائى الإقليمى والعالمى فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يوفر هذا المهرجان منصةً مثاليةً للسينمائيين الإقليميين والدوليين يمكنهم من خلالها تبادل المعرفة والخبرات الإبداعية، ويدعم المهرجان أيضا واحدا من أهدافنا الرئيسية المتمثلة بتحويل دبى إلى مركز فريد يجمع المواهب المحلية من خلال تقديم أعمال فنية متألقة للمواهب السينمائية الصاعدة والخلاقة. وأكد الشريف أنه يتوقع أن يكون هناك العديد من طلبات التصوير فى دبى لأعمال تليفزيونية وسينمائية مصرية فى المرحلة المقبلة خاصة فى ظل توافر جميع الإمكانات الإنتاجية التى تسهم فى الارتقاء بالدراما العربية التى تمتلك كفاءات كبيرة, وتستحق أن تحتل مكانة كبيرة فى الأوساط الفنية العالمية.