تحقيق عماد بركات فرضت ظاهرة إنتاج مسلسلات مصرية المنقولة عن فورمات أجنبية نفسها على صناعة الدراما المصرية، وظهر أخيرا عدد من الأعمال مثل، مسلسل «أحلي أيام» المنقول عن المسلسل الأمريكى الشهير «How I Met Your Mother» والذي يقوم ببطولته طارق الإبياري وريهام حجاج وميريهان حسين، وكذلك مسلسل» Ugly Betty»، والذى تم استنساخه إلي»هبة رجل الغراب» بطولة إيمي سمير غانم . المسلسل تم توجيه العديد من الانتقادات له، وصلت لحد اتهامه بنشر عادات غربية وسلبية تعمل على إفساد المجتمع، من خلال العلاقة بين «أدهم» و»فريدة»، وتشبيه علاقتهما بالعلاقات الغربية، حيث يعيشان في منزل واحد دون ارتباط رسمي. فريق العمل ومن بينهم المخرج ياسر زايد أكدوا أنهم لا يريدون نشر أساليب فجة، ولكنهم يمثلون طبقة من المجتمع، ولو كانت بسيطة، لكنها موجودة بالفعل، وأشاروا إلى أنه على الرغم من هذه العلاقة وهذا الثراء الفاحش، لا يوجد بينهما مشهد واحد يدل على السعادة، صناع الدراما اختلفوا فى توصيف الظاهرة فالبعض أكد أنها تطور طبيعى للشكل أو القالب الذى تصاغ فيه الدراما، والبعض الآخر يرى أن ظاهرة استيراد الفورمات الأجنبية ليس لها علاقة بالإفلاس، وأنها تفتح خطوطا لإنتاج داما مبهرة تقف فى مواجهة الغزو التركى للشاشات العربية. الناقد طارق الشناوى أكد أن موضوع الاعتراض على الفن والتطور تحت حجة العادات والتقاليد شىء مبالغ فيه وكأننا فى مجتمع خال من الأخطاء لا ترتكب فيه أفعال غير أخلاقية وزنا محارم وشرب الخمر وملاهٍ ليلية كثيرة ، فنحن نحاول أن نرسم صورة صحيحة لأنفسنا على الشاشات فقط، وأضاف: المشكلة فى مصر أن المجتمع به العديد من العيوب والسلبيات والكثير من الأخطاء المختلفة المسميات، ولكن فى الوقت نفسه يرفض ويعترض بشدة عندما يشاهد هذه العيوب والسلبيات على الشاشة فى صورة عمل فنى، فعندما تظهر يصول ويجول وكأن العمل يرصد حالات موجودة فى مجتمع آخر، وأضاف: لذلك أرى أن أصحاب الفكرة الضيق الذين يرون فى مسلسل «هبة رجل الغراب» ومسألة قيام بطل المسلسل أدهم بالنوم فى منزل خطيبته بالليل ومشاركتها فى العمل نهارا " بأن هذا أمر أفسد العمل بالكامل كمن ينظرون إلى نقطة سوداء فى ثوب أبيض، فمسلسل «هبة رجل الغراب» عمل جيد جدا وبعيد تماما عن أن يكون موجها لأغراض خفية أو يحمل رسالة معينة، فضلا عن أن هناك كثيرا من الأعمال الأجنبية التى تم تعريبها لكنها لم تظهر بالمستوى الذى ظهر عليه هبة رجل الغراب. واختلفت الناقدة خيرية البشلاوى مع الشناوي حيث قالت: نحن لنا تقاليد وثقافة كمجتمع محافظ، وهذه الفترة تحديدا ينبغى أن نراعى تقاليدنا وأن نبتعد تماما عن كل ما يسىء إلى ثقافتنا، وأضافت: المشكلة ليست فى نقل النسخة الأجنبية لأى عمل فنى إلى عربية، وإنما المراعاة عند النقل بعادات وتقاليد المجتمع المنقول إليه، فالعرب دائما لا ينقلون إلا من الغرب فى حين أن دولا كثيرة متقدمة على كل المستويات مثل الصين واليابان وحتى الهند لديها خطوط حمراء على عاداتها وتقاليدها، وقالت: أعلم أن هناك من يختلف معى فى هذه التوجهات ويطالب بالحرية ولذلك أقول له إننى ضد أى محاولة لتشويه أى عادات تحت شعار الحرية، وأنادى تجار هذه النوعية من المسلسلات الذين يقومون بإنتاجها، ويكونون وسطاء لشركات أجنبية أن يعوا بأن هناك مؤامرات تحاك ضد مصر من خلال الغزو الثقافى، ومراعاة ما يختارونه من أعمال أجنبية لتعريبها فى أن تتناسب مع ثقافتنا، أن تبتعد عن تكريس زنا المحارم والانفلات الأخلاقى، خصوصا أننا مجتمع يعانى من الأمية والجهل والتليفزيون بالنسبة له إحدى أهم أدوات التعلم. واتفقت معها الناقدة ماجدة موريس قائلة: أتصور أن المؤلف فى أى عمل فنى يتم تعريبه هو سيد الموقف وعليه عند التحويل أن يأخذ ما يصلح مع عادات وثقافة مجتمعه، لأنه لا يقوم بترجمة نص من لغة إلى أخرى، وإنما يستخدم القصة والخطوط الدرامية الرئيسية للعمل وليس كما ظهر فى مسلسل هبة رجل الغراب الذى أخذ تفاصيل المسلسل الأمريكى الشهير " ugly betty " كاملة، وكأن العمل سيعرض فى أمريكا باللغة العربية وليس فى مصر، وأضافت: الخط الدرامى المتعلق بقيام بطل العمل بالنوم فى منزل خطيبتة لا يخالف عادات وتقاليد مصر وحدها، وإنما يخالف دولا كثيرة لا يوجد فيها مثل هذا السلوك، ولذلك أرى أن صناع المسلسل وتحديدا المؤلف والمخرج يتحملان مسئولية هذا الخطأ إما لقلة خبرتهما أو لالتزامهما ببند فى العقد ينص على تحويل المسلسل كما هو دون إجراء أى تعديلات. الفنانة ريهام حجاج التي شاركت في بطولة مسلسل "هبة رجل الغراب"، قالت إن العمل لا يتضمن مشهدا واحدا «خارج» وتم تحويله إلي مسلسل مصري بشكل مبسط يتضمن إسقاطات علي فئة معينة من البشر يحاولون الوصول لأهدافهم بغض النظر عن الوسيلة وهي لا يمكن أن تتقبل أي عمل سواء مصري أو أجنبي دون أن يكون متميزا في مضمونه وأحداثه وطريقة تمثيله كما أن شركات الإنتاج والفضائيات تبحث عن التجديد في الأفكار الدرامية من أجل جذب المشاهد والمسلسلات المصرية المنقولة عن أعمال أجنبية ظاهرة ليست جديدة وتفرض نفسها منذ فترة وهي تقدم جنبا إلي جنب مع المسلسلات المصرية، والجمهور يشاهد كل الأعمال ويتواصل معها ولا يمكن أن يتقبل مسلسلا ضعيفا أيا كانت الأسباب وفريق عمل المسلسل سعيد جدا لردود الفعل الإيجابية نحوه.