وكالات قالت مفوضة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة فاليري آموس خلال جلسة خاصة عقدها اليوم مجلس الأمن الدولي إن هناك أكثر من ستة ملايين سوري بحاجة للمساعدة. وهو ما يعادل ربع مواطني سوريا. وأوضحت أن نحو أربعة ملايين ومائتي ألف شردوا من ديارهم بينما لجأ مليون وثلاثمائة ألف إلى الدول المجاورة، مؤكدة أن الوضع في سوريا يُعد كارثة إنسانية وأن المدنيين يدفعون ثمن الفشل في إنهاء الأزمة. وبيّنت آموس خلال كلمتها أن الوضع بسوريا يقترب من نقطة "اللاعودة" مشددة على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي وبخاصة أعضاء مجلس الأمن معا -بشكل عاجل- من أجل دعم الشعب السوري. وأكدت ضرورة أن يجد المجلس السبل الكفيلة بخفض مستويات العنف ووقف سفك الدماء، وتذكير الأطراف بالتزاماتها تجاه حماية المدنيين، ومطالبة الأطراف بضمان الوصول الإنساني دون إعاقات للمحتاجين بجميع المناطق في سوريا. آموس: الوضع في سوريا كارثة إنسانية (الفرنسية) وأشارت آموس إلى أن تدمير البنية التحتية الأساسية بما فيها المدارس والمستشفيات، وتراجع قيمة العملة وارتفاع أسعار الغذاء ونقص الوقود والكهرباء وعدم توفر المياه أثر على غالبية السوريين. ولفتت إلى أن الاحتياجات تتزايد بشكل سريع وتشتد حدتها في مناطق الصراع وتلك التي تسيطر عليها المعارضة، موضحة أن أطراف الصراع تتجاهل بشكل كامل آثار الحرب على حياة الناس، في حين لم يتمكن مجلس الأمن من الوصول إلى الإجماع الضروري لدعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع جلسة مجلس الامن حذر مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين من أن الأعداد المتزايدة للنازحين واللاجئين السوريين تتزايد، وسيصعب الوفاء باحتياجاتها مما يشكل تهديدا لاستقرار المنطقة. وحذر أنتونيو غوتيريس من أن عدد اللاجئين السوريين قد يصل لثلاثة ملايين ونصف مليون بنهاية العام مما يعني استفحال الأزمة الإنسانية. إلى ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنّ نحوَ رُبع سكان سوريا باتوا نازحين أو لاجئين من هول المعارك الدائرة بمناطقهم. وقدّرت المفوضية الأممية عدد الفارين من سوريا إلى البلدان المجاورة بأكثر من ثمانية آلاف شخص يوميا. كما حذرت منظمة يونسيف من انعكاسات الأزمة على الأطفال السوريين وحظوظهم في الحياة والانتظام بالدراسة. يأتي ذلك بينما طالب ممثلا لبنانوتركيابالأممالمتحدة خلال الجلسة ذاتها بضرورة الإسراع في إيجاد حل لأزمة اللاجئين السورين، معتبرين أن تقديم الحلول مادية فقط ليس أمرا كافيا. الأطفال السوريون بمخيمات اللاجئين في تركيا (الجزيرة-أرشيف) من جهته قال مندوب لبنانالأممي نواف سلام إنه يجب عدم الاكتفاء بالدعوة إلى تقديم دعم مالي لأزمة اللاجئين بسوريا بل التفكير في إيجاد حلول للمسألة لتلافي وقوع الأسوأ، داعيا المجتمعين إلى استخدام نفوذهم لإنقاذ الشعب السوري والمنطقة من الكارثة. وأضاف نواف أن لبنان يستقبل ما معدله ثلاثة آلاف لاجئ يوميا مما يرفع العدد المتوقع أن يصله عدد اللاجئين هذا العام إلى مليون وثلاثمائة ألف لاجئ. وذكر أن لبنان الذي يستقبل الآن 416 ألف لاجئ لا يستطيع تحمل أعباء لجوء السوريين لوحده، لافتا إلى أنه يحتاج "دعما هائلا". في السياق ذاته تحدث مندوب تركيا لدى الأممالمتحدة أيرتوغرول أباكان عن تفاقم عدد اللاجئين السوريين ببلاده وعلى الحدود المشتركة، داعيا لضرورة العمل بسرعة وبشكل عاجل من أجل دعم الشعب السوري. وطالب أباكان بضرورة التفكير بشكل إستراتيجي في الأزمة السورية، معتبرا أن أفضل طريقة لحل هذه الأزمة ستكون سياسية، وأن الأممالمتحدة لها دور حاسم في ذلك. وفي الوقت الذي أكد فيه أن بلاده تبذل قصارى جهدها لتوفير مستلزمات الحياة والصحة للاجئين السوريين ببلاده، أقر المندوب التركي بضرورة عدم الاعتماد فقط على الدول المجاورة. وبيّن أن الدعم المالي لا يكفي بل يجب إيجاد بدائل أخرى، مبينا أن دواعي هذا القلق مبررة ويجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار وإلا "سنجد أنفسنا في وضع كارثي". وجدد المندوب التركي دعم بلاده للشعب السوري وتطلعاته المشروعة في العيش بكرامة، مذكّرا المجتمع الدولي بواجبه تجاه سوريا قبل أن يكون الوضع متأخرا جدا.