فلسطين.. آليات عسكرية إسرائيلية تقتحم المنطقة الشرقية في نابلس    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    مع ارتفاع حراراة الجو.. كيف تحمي نفسك داخل سيارتك    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    علقة موت، تعرض محامية للضرب المبرح من زوج موكلتها وآخرين أمام محكمة بيروت (فيديو)    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعديل مباراة الأهلي ضد مازيمبى رسميا في نصف نهائى دورى الأبطال    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    رمضان صبحي يصدم بيراميدز ويستبعده من المنافسة على الدوري    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    مفاجأه نارية.. الزمالك يكشف تطورات قضية خالد بوطيب    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    هاني حتحوت يكشف كواليس أزمة خالد بوطيب وإيقاف قيد الزمالك    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    فيلم «النداء الأخير- Last C all» يختتم حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية القصير الدورة 10    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    أحمد أبو مسلم: كولر تفكيره غريب وهذا تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    مجلس جامعة الوادي الجديد يعتمد تعديل بعض اللوائح ويدرس الاستعداد لامتحانات الكليات    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الغربة» أوصلته للعالمية.. ناصر المزداوى.. الرائع الذى خرج ولم يعد!
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 11 - 2014


أحمد السماحى
أحدثت وفاة عبدالحليم حافظ فى 30 مارس عام 1977 صدمة كبيرة لدى الشباب المصري، خصوصا أن كثيرا منهم كانوا يعتبرونه مطربهم المفضل، والذى صنع نقلة نوعية مؤثرة في فن الغناء المصري، إذ نقل الأداء من حالة الطرب الصعب، والألحان الثقيلة، والآهات والليالي الطويلة، إلى حالة جديدة غير مألوفة على الأذن الموسيقية العربية، وقد نجح في أدائه نجاحا باهرا فاستقطب الشباب، لهذا كانت صدمة وفاته شديدة عليهم، فابتعد كثير منهم خصوصا شباب الجامعات عن الاستماع إلى الغناء المصري، بعد انتشار الأغنية الطويلة التى كان يتنافس عليها محرم فؤاد، وهاني شاكر، ووردة، وفايزة أحمد، ونجاة، وشادية، وشهرزاد، وعليا، واتجه هؤلاء الشباب إلى الغناء الغربي واللبناني.
وبدأت تظهر بوادر فرق موسيقية وغنائية مكونة من بعض الهواة المتمردين مثل عزت أبوعوف ومودي وحسين الإمام، وعمر خيرت، وهاني شنودة يقدمون فنهم لرواد الفنادق، في هذه الفترة تسلل بقوة إلى آذان الشباب المصري صوت ودود وبسيط، حسن التدريب لمطرب ليبي جديد اسمه « ناصر المزداوي» يغني بصحبة جيتاره.
مسافر وحامل في إيدي شنطة سفر.
مسافر وحامل فى قلبي حكاية عمر.
الغربة طريقي، ورفيقي
وأغلى أصحابي ضي القمر".
كانت الأغنية شجية ومعبرة عن حال كثير من الشباب فى هذا الوقت لهذا تسللت بسرعة إلى قلوبهم خصوصا أن كثير منهم كان يحلم بالهجرة، وكانت الأغنية إحدى أغنيات ألبومه الغنائي الأول أو تجربته الموسيقية والغنائية الأولى "فى الغربة"، التى جعلت إسمه كالنار في الهشيم.
وبدأت أغنيات الألبوم " مشينا، شنطة سفر، سافر لبعيد، زي الليلة، عيون عربيات، ولا من يسأل عني، يا أمي بعد سلامي، مرات"، تتردد بقوة بين الشباب، خصوصا أن الموسيقى المستخدمة في هذه الأغنيات كانت متطورة جدا تقوم على المزج الواعي بين الموسيقى الشرقية والغربية، كانت الموسيقى جديدة وغريبة على أذن الشباب المصري الذى تعود لقرون طويلة على الاستماع إلى الموسيقى والألحان التقليدية، ونظرا لحداثة فكرة الكاسيت آنذاك، كان الشباب ينسخون الألبوم الجديد للمطرب ويتناقلونه فيما بينهم، واستطاعت أغنيات الألبوم أن تصل للعالمية وتحقق نجاحا فنيا وتجاريا كبيرا جعل المزداوي يحصل على الأسطوانة البلاتينية عن أغنيات هذا الألبوم، وكان ثاني عربي بعد المطرب المغربي الكبير عبدالهادي بلخياط الذى حصل عام 1973 على الأسطوانة البلاتينية عن ألبومه " القمر الأحمر"، لكن كان الفرق بين بلخياط والمزداوي أن الأخير حصل على الأسطوانة وهو فى سن السابعة والعشرين، وبهذا يكون أصغر مطرب عربي حتى الآن يحصل على هذه الأسطوانة التى حصل عليها أيضا الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب عام 1978، وأخيرا عمرو دياب.
البداية مع النسور
ولد المزداوي عام 1950 فى طربلس لعائلة ثرية تنتمي إلى بلدة "مزدة" فى الغرب الليبي وهى مصدر نسبه واسم شهرته "المزداوي"، وقد حرص والده على الاهتمام به وتعليمه أكثر من لغة، وفى مراحل طفولته الأولى لفت نظر العائلة عشقه للغناء، حيث كان يصمت عن الكلام عند استماعه إلى أي أغنية تنطلق من الراديو، وعندما بدأ مرحلة الصبا إلتحق بمعهد "جمال الدين الميلادي" للموسيقي العربية فى طربلس، وتدرب على غناء الأشكال الغنائية العربية مثل الموشح، والدور، والمالوف، وتدرب على يد الشيخ قنيص، ورجب كريمه، وسالم تنكو، ومهدي بلوزة، وغيرهم من أساتذة الموسيقى في ليبيا، وبدأ ينهل من نبع الموروث الشعبي الليبي، وعشق عبدالحليم حافظ "موضة العصر"، لكن هذا العشق لم يمنعه من الاستماع إلى كل مطربين الخمسينيات والستينيات فى معظم العالم نظرا لإجادته خمس لغات أجنبية هي الإنجليزية، والفرنسية والإيطالية، واليوغوسلافية، من هؤلاء المطربين " محمد فوزي، محمد قنديل، فريد الأطرش، ومن ليبيا " محمد حسن، سلام قدري، خالد سعيد، محمد رشيد، محمود كريم، عادل عبدالمجيد، مصطفى حمزه، كما تأثر بكل من " الفيس بريسلي، فرانك سيناترا، توم جونز، ستيفن واندر، وخوليو، وجاني موراندي، وفرقة " البيتلز".
وقد ساعده هذا الشغف بالموسيقى والغناء فى العالم على تكوين فرقته الموسيقية "النسور"، وكان عمره لا يزيد على السابعة عشرة من العمر، وقد اختار من أبناء مدينته أفضل العازفين الذين يقاربونه في العمر، فكان هناك من يعزف على الجيتار، والدرامز، والساكسفون، والطبلة، والأورج، والعود من الآلات الشرقية، وقد نجح فى أن يحقق شعبية كبيرة لدى الشباب الليبي، وطاف بفرقته هذه كل مدن وأرجاء ليبيا مثل بنغازي، وطرابلس، وطبرق، وغيرها من المدن الليبية، كان ما يفعله هذا الشاب "المعجون" بالموسيقى والغناء جديدا على الليبيين .
فقد كانت الأغنية الليبية في هذا الوقت الستينيات تستمد إبداعها من أغنيات تراثية محفوظة ومعروفة بالنسبة للمستمع، وبرز العديد من الملحنين الذين تطلعوا إلى الرقي بمستوى الأغنية إلى نظيراتها في الأقطار الأخرى، خصوصا أن معظمهم درسوا الموسيقى العربية في المعاهد الموسيقية الموجودة في هذه الأقطار مثل مصر ولبنان، وتوصلوا إلى ضرورة التلحين وفق قاعدة علمية صحيحة، وبما يكفل للأغنية المحلية، أن تنهض وتنتشر عربيا، مع الاحتفاظ على هوية الكلمة والعمل الجاد على إعداد ألحان تأتي وفق المقامات العربية، والتعامل مع الشعراء الذين كان لهم الهاجس نفسه، وانتقاء الأصوات التي تجيد الغناء العربي على أحسن وجه، ونظرا لجهودهم المخلصة، لكسر الجمود الذي كان يكتنف الأغنية آنذاك بأطره التقليدية، بلغت الأغنية ذروة نجاحها في فترة قصيرة، وقياسية جداً، بالمقارنة مع العديد من التجارب المماثلة لها في أقطار أخرى، فقد أصبح لها كيان خاص على أيدي مجموعة من الملحنين منهم "على ماهر، ومحمد مرشان، وإبراهيم فهمي، وعطية محمد، وعبدالحميد شادي، وهاشم الهوني"، ومن الشعراء " أحمد الحريري، وعبدالسلام زقلام، ومسعود القبلاوي، وفرج المذبل، فقدموا بأصوات كل من " محمد السليني وعادل عبدالمجيد وخالد سعيد، ومحمود كريم، درراً وروائع كثيرة، مثل "يا بيت العيلة"، و"زي الذهب"، و"يا سلام ع النسمة"،و"بلد الطيوب" وغيرها، وبلغ نجاح هذه التجربة منتهاه، بعد ظهور الفنانين "أحمد فكرون" و"ناصر المزداوي"، فقفزت الأغنية الليبية قفزة كبيرة، إذ إنهما أوصلاها إلى العالمية.
الثورة الثقافية وحرق الآلات الموسيقية
مع بداية السبعينيات وتحديدا مع اندلاع "الثورة الثقافية" في ليبيا عام 1973، كان مجموعة من شباب المطربين الليبيين يعيشون حالة من التمرد على قوالب الغناء المتعارف عليها، كانوا يريدون أن يكون هناك خطاب جديد يستطيع أن يعبر عن تلك الفترة، ويحتوي كل طاقاتها التى فجرتها هذه الأحداث بدافع أن الفنان والغناء تحديدا ليس بمعزل عن ما يحدث، وبالفعل حاول اثنان من المطربين الليبيين المساهمة في تحويل الخطاب عن طريق التأصيل لأفكار وأطر مختلفة، وتقديم الأغنية القصيرة المتطورة التى أطلق عليها عندنا فى مصر بعد ذلك فى بداية التسعينيات الأغنية الشبابية، كان يقود هذا التيار من الغناء الليبي المتطور، المطربان أحمد فكرون وناصر المزداوي، كانا هذان الشابان بدعة منذ ظهورهما في بداية السبعينيات، وانضم إليهما بعد ذلك خالد العايب، ونجيب الهوش، والحسناوي، مما حرك النقد باتجاههم وتم تجاهلهم، والتعتيم على ما يقدمونه، برغم أنهم كانوا رائعين حينها، ويبشرون بمستقبل غنائي رائع، كان عيبهم فقط أنهم ليبيون وفي بلد لا يسمح حاكمه لأي نجم أن يشع إلا نجمه، ثم هولاء الشباب يستعملون الآلآت الغربية فتحول الفن إلي تهمة، فهولاء " حسب وثيقة اتهام النظام " يخدمون مصالح الغزو الثقافي، وتم حرق الألأت الموسيقية التى يعزف عليها ناصر المزداوي في محرقة عظيمة بميدان الشهداء، تماما كما فعل بأمهات الكتب، وألقى الرئيس معمر القذافي خطابا على إثره أودع مئات من خريجي الجامعات والكتاب والمفكرين والإعلاميين والمثقفين السجن لمجرد مناهضتهم لأطروحاته.
أحدثت "الثورة الفكرية"صدمة لكثير من الشباب وعلى إثرها هاجر من هاجر، واعتزل منهم من اعتزل، وخبا نجم بعضهم، واختار ناصر المزداوي الغربة، وما أقسى الغربة، وما أطول لياليها على قلب الإنسان، خصوصا إذا كانت مفروضة عليه ولا خيار لديه، سوى الاستسلام والسير في دروبها الوعرة المملوءة بالأشواك والغوص فى بحور الدمع الحزين لفراقه الأرض والأهل، هكذا عاش الفنان ناصر المزداوي سنوات طويلة مرت عليه وكأنها قرون عديدة، ينتقل من بلد إلى آخر، حامل آلام الشوق والحنين، ينتظر اللحظة التى يعود فيها إلى حضن الدفء والأمان، وكان لابد أن تنعكس هذه الغربة على أغنياته وموسيقاه فقدم ألبومه الثاني "رحلة عمري" ويغني فيه بصوت ملئ بالشجن والحزن قائلا:
"ماشى ومعاي حزني وآهاتي.
سايب ورايا كل ذكرياتي
عمري، وصبايا وسنين حياتي
عندي رفيقان شنطة سفر، وجيتار
دوما مسافرين، من مينا إلى مطار
أو منتظرين فى محطة قطار"
ورددت معه الجماهير من المحيط إلى الخليج أغنيته الحزينة
"طول عمري متغرب من دون العباد
وحياتي مضيعها من بلاد إلى بلاد.
والشوق مدوبني من كتر البعاد.
وحبايبي بيوحشوني بالذات في الأعياد"
وحقق "رحلة عمري" الذى تضمن أغنيات "يا عين، مرسالك، عيونها، سمارة، أول موعد، ليل الصيف، شكرا يا غربة، مو كلمة" نجاحا كبيرا ثبت أقدامه في عالم النجومية، خصوصا أنه وكما فعل في ألبومه الأول كتب ولحن ووزع كل أغنياته باستثناء أغنية "سمارة" التى كتبها حسن الصيد، بعد هذا الألبوم قدم ألبوم بعنوان "الليلة" تضمن ثمانية أغنيات هي "يا طير يا مسافر، بلادي، نحلم، يا خويا الإنسان، دوري بينا يا دنيا، جيتني وجيتنى السعادة، يا اللي نسيني"، وجاء ألبومه "وحداني" عام 2000 يحمل تجارب موسيقية وغنائية رائعة أهمها" ضي القمره، هدوء مش عادي، زي النسيم، أحلى كلام، شاورتلي بإيديها، مين زيك، إدللي"، وفي ألبوم " راجع" يغني أغنية لمصر التى يعشق السهر على نيلها فقال:
"يا مصر يا أم الدنيا
أنا راجع أشرب ميه من مية نيلك
وأتمشى فيكي شوية يا مصر بالليل"
تجارب موسيقية أخرى وعمرو
وتوالت ألبومات المزداوي فقدم تجربة مختلفة بعيدا عن الغناء والتلحين من خلال ألبوم " أنغام ليبية حول العالم" حيث قدم من خلال العزف على الجيتار المصحوب بالتوزيع الأوركسترالي في خلفية موسيقية مميزة ميلوديهات الموروث الشعبي العربي الليبي، كما لحن ووزع أغاني وموسيقى المسلسل التليفزيوني "جسر الحنان" الذى قامت المطربة الأردنية منى حداد بغناء أغنياته، ولم يقتصر عمله على الغناء لنفسه فقط فقد غني ألحانه عدد من المطربين العرب أمثال عمرو دياب، الذى غني له "حبيبي يا نور العين" التى حصل من خلالها على أكثر من جائزة عربية وعالمية، كما لحن له من سنتين أغنيته الجميلة " كمل كلامك" التى حملت اسم الألبوم، وقريبا سيجتمعان في أغنية جديدة بعنوان " بدر البدور"، كما لحن لليبي عبدو جبارأغنية بعنوان "يا ناكر جميلي"، وغيرهم من المطربين العرب.
ثورة على القذافي
على إثر اندلاع المصادامات المسلحة بين فدائيي الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بقيادة الشهيد البطل أحمد إبراهيم أحواس وبين قوات النظام خلال يومي 6، 8 مايو 1984 والتى أطلق عليها "عملية باب العزيزية"، قامت أجهزة النظام الأمنية ولجانه الثورية باعتقال المئات من أبناء الشعب الليبي في مختلف المدن ومن شتى الأوساط المدنية والعسكرية ممن شكت في تعاونهم مع فدائيي الجبهة، وعرضتهم بمن فيهم من بعض الأطفال والنساء، لأبشع أنواع التعذيب والقهر والإذلال النفسى والبدني، وشهد شهر يونيو 1984 الذي صادف ذلك العام شهر رمضان المبارك عام 1404 هجرية، محاكمة ثمانية من هؤلاء المعتقلين أمام محاكمات ثورية ميدانية صورية لم تستغرق سوى ساعات قليلة أصدرت بحقهم أحكاما جائرة بالإعدام نفذت بالساحات العامة، وعلى مرأى من المواطنين خلال ساعات من صدورها كما نقل التليفزيون مشاهد المحاكمة، وتنفيذ عمليات الإعدام الإجرامية وهدم البيوت، فثار المزداوي الذى كان يعيش في هذه الفترة مطاردا وقدم بكل حماسة أغنية ثورية تدعو إلى الثورة ضد القذافي بعنوان "ثوروا" يقول في مطلعها:
"ثوروا يا أهل بلدنا الحزينة
يا أهل البوادي يا أهل المدينة
فى جنوبنا وفى شرقينا، وفي غربينا
يا كل بطل منا ولينا يا جنودنا
ثوروا يا طيارين يا بحارين
فى كل موقع في كل مينا
يا أدباءنا يا كل فنانينا
يا شعراءنا يا كل مطربينا
ثوروا ... ثوروا"
وشجعت تجربة ناصر المزداوي خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته كثيراً من الفرق الغنائية والملحنين والمطربين المصريين والعرب على تقليد التجربة الجديدة، والبعض لم يقتصر بالتقليد، فقام باقتباس التجربة كاملة، وبدأ ينسج على منوالها لكن بطريقة تجارية، وحضر حميد الشاعري لمصر في بداية الثمانينيات وعمل بكل وضوح علي إثر وخطى نجاحات المزداوي مستعينا بكل ما أمكن حمله من أصيل الأغنية الليبية وحولها إلي مشروع تجاري بحت وكان ذكيا في اختيار القاهرة لانطلاقته، وفي هذه الفترة ظهرت شائعة قوية تقول إن المطرب والملحن الليبي "ناصر المزداوي" مات في الغربة، وصدق حميد الشاعري الشائعة ، ونظرا لحب الشاعري الشديد لهذا الفنان فقد كون على الفور فرقة اختار لها اسم "المزداوية"، تقديرا لفن المزداوي، ولم يكن اختيارا عبثيا لأن ناصر المزداوي حينها كان رائدا للأغنية الحديثة وله اسمه عند كل الفنانين العاملين في حقل الموسيقى، ومن هنا استمر حميد في العمل ليؤكد نفسه كرائد للأغنية الشبابية العربية في حين أن الحقيقة تقول إن معظم إبداعه مزيف ومقتبس من المزداوي ومن التراث الليبي.
المعارض السياسي
لعب المزداوي دورا فعالا في المعارضة الليبية فى الخارج وبالتحديد في " التنظيم الوطني الليبي"، وقدم ألبوما غنائيا وطنيا من خلال التنظيم منتقدا الطاغية معمر القذافي، وكان الألبوم يعرض في المؤتمرات المعارضة في الخارج، وشارك في تسليح ثوار 17 فبراير 2011 ، وشارك أيضا فى إيواء بعض الثوار إبان الثورة المباركة، وبعد ثورة 17 فبراير أنجز عددا من الأعمال الوطنية منها "أصلك ليبي" مع المطربة أسماء سليم، وأغنية "تعالى انضم لجيش بلادك".
المزداوي يستعد هذه الأيام لتسجيل ألبوم عاطفي جديد في ولاية بوسطن الأمريكية يتضمن أكثر من 12 أغنية، من كلماته وألحانه وتوزيعه، وسيكون الألبوم جاهزا للتسويق في الأسواق العالمية قبل نهاية العام الحالي، أو مع بداية 2015.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.