رويترز أدى مسلمون فوق الخمسين عاما الصلاة في المسجد الأقصى اليوم الجمعة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد يوم من اغلاق الحرم القدسي أمام جميع الزوار لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. وقالت متحدثة إنه جرى نشر أكثر من ألف شرطي إسرائيلي حول شوارع المدينة القديمة وبواباتها العتيقة التي تقود إلى المسجد الأقصى. كما تم نشر وحدات سرية لمكافحة الشغب بالاضافة لمناطيد مراقبة حلقت في السماء. وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإغلاق الحرم وقال إنه بمثابة إعلان حرب. ودعت حركة فتح التي يتزعمها إلى "يوم غضب" احتجاجا على قرار الغلق مما أدى إلى تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء المدينة. واصطف المصلون الذين يريدون دخول الحرم الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى خلف حواجز أمنية زرقاء لإطلاع الشرطة على بطاقات الهوية. وذكرت الشرطة أن أكثر من أربعة آلاف شخص أدوا صلاة الجمعة في المسجد. ووقعت قلاقل متفرقة بينها إطلاق ألعاب صاروخية ومحاولة مجموعة من الشبان الفلسطينيين اختراق الطوق الذي فرضته الشرطة. لكن لم تقع أعمال عنف خطيرة. وأغلقت السلطات الإسرائيلية منافذ الدخول للحرم القدسي بعد إطلاق النار على الناشط اليميني المتطرف يهودا جليك الذي كان يقود حملة للسماح لليهود بالصلاة في الموقع. وأطلق النار على جليك (48 عاما) لدى مغادرته مؤتمرا في القدس يوم الأربعاء. وقتلت قوات الأمن الإسرائيلية بالرصاص الرجل الذي يشتبه في أنه أطلق النار عليه -وهو فلسطيني من حي الثوري بالقدسالشرقية - فجر أمس الخميس بعد تبادل لإطلاق النار. وقال سكان إن هذا كان أول إغلاق كامل للموقع منذ عام 2000 حين تفجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية. لكن وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية الاردنية المسؤولة عن إدارة الموقع قالت ان هذا أول اغلاق كامل للحرم منذ حرب 1967. ودأبت الشرطة الاسرائيلية على تقييد الدخول الى المسجد الاقصى وقصره على النساء ومن هم أكبر من 40 أو 50 عاما من الرجال اذا تخوفت من حدوث اشتباكات. وقال أحمد أبو زعرور (21 عاما) الذي يدير كشكا لبيع الفاكهة في المدينة القديمة "عادة أذهب للصلاة خمس مرات يوميا لكن الشرطة منعتني اليوم." وحين سئل عما اذا كان ذلك قد أغضبه رد قائلا "ماذا أقول؟ علي ان أكتم غضبي بداخلي." واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في حرب عام 1967. وكانت المدينة محور مناوشات عنيفة في الأشهر القليلة الماضية خاصة حي سلوان القريب من المسجد الاقصى. وكان من أكبر أسباب غضب الفلسطينيين خلال الاسابيع القليلة الماضية انتقال مستوطنين يهود إلى أحياء عربية وزيادة زيارات إسرائيليين متشددين من بينهم سياسيون إلى الحرم القدسي برفقة قوات شرطة. واشترت منظمات استيطان يهودية أكثر من 20 مبنى في سلوان على مدى سنوات منها تسعة خلال الثلاثة أشهر الاخيرة ونقلت أسر مستوطنين اليها. ويعيش الآن نحو 500 مستوطن وسط نحو 40 ألف فلسطيني. ويقول سكان إنه بسبب هذه العملية والتوترات المتعلقة بالمسجد الاقصى وحرب غزة تعيش القدسالشرقية مناخا متوترا لم تشهد مثله منذ أكثر من عشر سنوات منذ تفجرت الانتفاضة الثانية عام 2000. وتدير وزارة الاوقاف الاردنية المسجد الاقصى وبموجب القواعد المطبقة يسمح بدخول اليهود الى الحرم القدسي لكن لا يسمح لهم بالصلاة داخله. وخلال السنوات القليلة الماضية يضغط ناشطون يهود من اليمين المتطرف من أجل السماح لهم بالصلاة في الحرم وهو ما زاد من التوتر أكثر مع المسلمين. وقاد هذه الحملة الناشط الاسرائيلي جليك الذي اصيب بالرصاص في محاولة اغتيال يوم الاربعاء.