هاني بدر الدين في خضم أوضاع إقليمية مضطربة، وبعد فترة من عدم الاستقرار الأمني، منذ الأحداث التي صاحبت ثورة 25 يناير 2011، وما أعقبها، دشنت القوات المسلحة المصرية المناورة بدر 2014 في شهر أكتوبر الجاري، وسط احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر. المناورة بدر 2014، كانت أول ظهور للمتحدث العسكري العميد محمد سمير، والذي خلف العقيد أحمد علي، وحرص العميد سمير على التأكيد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده للإعلان عن تفاصيل المناورة، على أنها ليست موجهة ضد أي أحد، وأنها تجري داخل الحدود المصرية البرية والبحرية والجوية. المناروة بدر 2014 حملت عدة رئسائل هامة، في مقدمتها التأكيد على قوة القوات المسلحة وكفاءتها القتالية بعدما تحملت أعباء مضاعفة في تأمين الجبهة الداخلية بخلاف قيامها بمهامها الأساسية بالدفاع عن التراب الوطني، حيث أوضح المتحدث العسكري أن المناورة الإستراتيجية بدر 2014، هي الأكبر في تاريخ القوات المسلحة، وتشارك فيها ضعف القوات التي شاركت في المناورة بدر 1996، موضحا اشتراك جميع الأسلحة والهيئات والإدارات في أعمالها، والتي بدأت يوم 11 أكتوبر وتستمر لمدة 27 يوما لتنتهي في 6 نوفمبر المقبل، وتشمل تدريبات بالذخيرة الحية. والرسالة الأخرى التي حملته المناورة بدر هي التأكيد على استعادة الشرطة لكثير من قدراتها الأمنية، بعدما سارعت القوات المسلحة للتدخل لحماية الجبهة الداخلية بعد انهيار قوات الشرطة في أحداث ثورة يناير، حيث أوضح المتحدث العسكري، مؤكدا أن المناورة بدر 2014 تأتي للتأكيد على جاهزية واستعداد القوات المسلحة للقيام بمهامها، خصوصا بعد اطمئنان القوات المسلحة بأن الشرطة المدنية أصبحت قادرة على القيام بمهامها، وتحسن الأوضاع الأمنية بالبلاد. وتحمل المناورة بدر 2014 رسائل طمأنة للشعب المصري لتأكيد ثقته في قواته المسلحة على قدراتها القتالية العالية واستعدادها الدائم، للتعامل مع أية مخاطر أو تهديدات، في ظل الأوضاع الاقليمية المضطربة، على مختلف الحدود المصرية، وبالتالي فالمناورة بدر 2014 تتضمن العديد من الفاعليات الرئيسية، لعل أولها كان المناورة "ذات الصواري" التي نفذتها القوات البحرية يوم الثلاثاء الماضي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وشاركت فيها عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وعناصر الصاعقة البحرية والمقاتلات متعددة المهام من طراز اف 16، والهليكوبتر المسلح, وتضمنت العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب علي مهام العمليات وأبرزها تأمين نطاق القوات البحرية، وخطوط المواصلات وحركة النقل البحري وحماية الأهداف الاقتصادية في البحر وعلي الساحل، وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحر والتصدي لتشكيل معاد بالصواريخ والمدفعية، بخلاف انضمام طرازات جديدة من اللنشات السريعة والتي من بينها عدد من القطع التي تم تصميمها وتصنيعها بأيدي وخبرات رجال القوات البحرية.