المعتصم بالله حمدي يبدو أن مسلسل «حريم السلطان» سيظل مثيرا للجدل، فمنذ بداية عرض، وهو يحظي بمتابعة كبيرة من الجمهور العربي وتباينت آراء النقاد حول مستواه والدراما التركية بشكل عام، وأخيرا كانت هناك منافسة شرسة بين عدد من الفضائيات المصرية مثل الحياة والنهار وcbc وmbc مصر التي نجحت في اللحظات الأخيرة في الحصول علي حقوق عرض موسمه الثالث من مؤسسة دبي للإعلام التي تمتلك الحقوق الحصرية لبثه وتوزيعه في منطقة الشرق الأوسط بسعر مالي كبير، يقال إنه يصل لعشرة ملايين دولار ومن المتوقع أن تستمر المنافسة بين الفضائيات المفتوحة للحصول علي حقوق عرض الموسم الرابع. مسلسل "حريم السلطان" تدور أحداثه في إطار تاريخي حيث يرصد حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلادية، وحتى وفاته سنة 1566 ميلادية، ويعتبر السلطان سليمان أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية لما قام به من جهود وفتوحات تحدث عنها الجميع، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف بالحرملك السلطاني، وقصة الحب التي جمعت السلطان سليمان مع إحدى الجاريات التي أصبحت لاحقا زوجته وذات نفوذ وتأثير كبير على حياة السلطان والدولة العثمانية بأكملها، واهتم العمل أيضا بصعود السلطان سليمان وتأسيسه إمبراطورية تعتبر من أقوى الإمبراطوريات خلال تلك الفترة وهو من بطولة كل خالد أرغتش، مريم أوزيرلي سلمي أرجيك، نور فتاح أوغلو، أوكان يالابك، بيلين كارهان، جانسو دري وعدد آخر من النجوم، وارتبط الجمهور المصري بعدد من النجوم مثل الفنان خالد إرجنش, الذي ولد في الثلاثين من إبريل عام 1970، في مدينة إسطنبول التركية، وحصل على شهادته الثانوية من مدرسة بيشكتاش الثانوية، ثم توجه إلى دراسة هندسة السفن وعلوم البحار، لكن سرعان ما ترك الدراسة بها بعد عامين، واتجه إلى جامعة معمار سينان للفنون في إسطنبول ودرس بها في قسم الأوبرا والموسيقى والتمثيل. بدأ خالد مشواره الفني عام 1996، وقدم خلال تلك السنوات ما يقرب من 25 عملا فنيا ما بين مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية، علاوة على أربعة أعمال مسرحية، وثمانية ألبومات غنائية وكان أهم تلك الأعمال التي اشتهر بها خالد في تركيا والوطن العربي هو دوره في مسلسل عاليا، علاوة على شخصية أنور الشهيرة التي قدمها في إطار أحداث المسلسل التركي الشهير "ألف ليلة" والمعروف عربيا باسم "ويبقى الحب" وقد ذاع صيت خالد كثيرا في الوطن العربي ودول البلقان بعد تجسيده دور البطولة في ذلك المسلسل، والتي شاركته البطولة فيه النجمة الجميلة "برجوزار كوريل" التي لعبت دور "شهرزاد"، وقد نشأت قصة حب عنيفة بينهم في أحداث المسلسل تحولت إلى حقيقة، أدت إلى زيجة تعد من أشهر وأنجح زيجات الوسط الفني في تركيا، نتج عنها ابنهم الوحيد "علي إرجنش"، وتعد أهم نقلة فنية في حياة خالد إرجنش تلك التي أحدثها تجسيده شخصية عاشر سلاطين الدولة العثمانية وأشهرهم على الإطلاق بعد السلطان محمد الفاتح، وهو السلطان سليمان القانوني، والذي أعاد خالد إحياءه على الشاشات. أما الفنانة التي تحظي بشعبية أيضا في مصر والعالم العربي فهي سلمى إرجتش، التي ولدت عام 1978، طفلة وحيدة لأب تركي يعمل طبيبا، وأم ألمانية تعمل ممرضة، في مدينة "هام" بألمانيا، وتلقت تعليمها الأساسي والثانوي في مدينة هام، ثم التحقت بكلية الطب التابعة لجامعة ويستفاليا ودرست الطب لمدة ثلاثة أعوام، ثم انتقلت إلى دراسة علم النفس والفلسفة في جامعة هاجن. عاشت سلمى بين ألمانيا وإنجلترا وعدة دول أخرى، لكنها استقرت في النهاية في تركيا، وتقول سلمى عن طفولتها: والداي كانا دائما مجبرين على السفر والتحرك من منطقة لأخرى بحكم عملهما، لهذا لم أستطع تكوين مجموعة أصدقاء ثابتين لي جراء تنقلي المستمر معهما، لكني أحيانا اكتسبت صداقات حميمة خلال طفولتي لم تستمر سوى عام ومرة لعامين، وافترقنا فيما بعد، ولم أتعلق بشكل كبير بأصدقاء بعد ذلك لأنني لم أكن أعرف هل سأظل في هذا المكان أم سأنتقل منه؟ هكذا كانت طفولتي. بعد تخرجها فى الجامعة عملت سلمى كعارضة أزياء، وحصلت على لقب أفضل عارضة أزياء في تركيا، ثم بدأت العمل كموديل في الإعلانات والأغاني ودخلت مجال التمثيل عام 1997، من خلال دور صغير في مسلسل"هل سيكون هكذا؟"، ولكن بدايتها الحقيقية كانت عام 2001، من خلال دورها في المسلسل التركي الكوميدي "نصف التفاحة" كما شاركت سلمى في خمسة أفلام وثمانية مسلسلات تركية، كما أنها ظهرت في الإعلانات الترويجية لخمسة منتجات معروفة وكان من ضمن أهم الأعمال التي شاركت بها سلمى إرجتش هو دور فاتن المميز في مسلسل "عاصي"، ومن بعده دور السلطانة خديجة في مسلسل "حريم السلطان"، حيث كان محطة مهمة في حياتها أضافت الكثير إلى رصيدها الفني وحصلت سلمى خلال مشوارها الفني على جائزتي، واحدة عن دورها في فيلم "الصوت" عام 2010 والأخرى عن دورها في مسلسل "حريم السلطان" عام 2012. وبرغم أن مسلسل "سرايا عابدين" يقترب بعض الشيئ من مسلسل "حريم السلطان" فإنه لم يحقق نفس النجاح وهو ما يفسره البعض بأن الربط بين الأخطاء التاريخية ومضمون العمل أفقده الكثير، كما أن هناك بعض السلبيات الأخري التي أضرت بمستوي العمل الذي سيصور منه حلقات جديدة خلال الفترة بعد إجراء عدد من التعديلات بعد اعتذار الفنانة غادة عادل بشكل نهائى عن عدم الاشتراك في الحلقات المتبقية من المسلسل وقدمت اعتذارها إلى الشركة التي قامت بدورها بالاستعانة بفنانة شابة جديدة تتولى استكمال هذه المشاهد والتى تقدم من خلالها دور جارية تسعى للحصول على قلب السلطان، كما اعتذرت أيضا الفنانة داليا مصطفي عن تصوير حلقات جديدة لضعف دورها وقلة مساحته وعدم تأثيره في الأحداث وعادت من جديد الفنانة اللبنانية كارمن لبس بعد أن كانت قد أعلنت في وقت سابق اعتذارها عن عدم استكمال الجزء الجديد لعدم رضاها عن وضع اسمها على تتر المسلسل، لكن بعد مفاوضات مع الشركة المنتجة عادت إلى العمل من جديد وبدأت بالفعل خلال الأيام الماضية تصوير بعض مشاهدها مع الفنان صلاح عبدالله والذى يجسد شخصية طبيب القصر وفى الوقت نفسه قرر المخرج عمرو عرفة الاعتذار وبشكل نهائى عن مهمة الإشراف الفنى على الحلقات المتبقية، وذلك وفقا لاتفاقه أيضا مع الشركة المنتجة بسبب ظروفه الصحية التي حالت دون اشتراكه في الحلقات المتبقية حتى كمشرف فنى، مؤكدا ثقته في إمكانات المخرج السورى شادى أبوالعيون السود، الذي يواصل حاليا تصوير المشاهد الجديدة من العمل، ومن المقرر أن تبدأ الفنانتان نيللى كريم ويسرا تصوير مشاهدهما خلال الأيام القادمة، حيث وضع المخرج السورى جدولا زمنيا للانتهاء من تصوير جميع مشاهد المسلسل قبل نهاية عام 2014.