سوزى الجنيدى بدون سبب واضح، قرر مفيد ديك المتحدث باسم السفارة الأمريكية وضع الإعلام المصرى كله فى خانة العدو، واستغل جلسة للمناقشة حول مبادرة الشرق الأوسط للشراكة للهجوم على الإعلام. ويبدو أن مفيد ديك يعتقد أن من يخالفه فى الرأى على خطأ دائما، ويستخدم أحيانا كلمات غير دبلوماسية، وفى نفس الوقت وفى تناقض كبير يطالب الإعلام المصرى بالتعلم من الإعلام الأمريكى الموضوعية وحرية الرأى. وقد جاءت الجلسة التى عقدت 8 سبتمبر الحالى لعرض مبادرة الشرق الأوسط الشراكة ضمن سلسلة مناقشات لشرح السياسة الأمريكية للإعلام الدبلوماسى الذى يقوم بتغطية نشاط السفارة الأمريكية، بدأها مفيد ديك بجلسة منذ عدة أشهر لشرح تفاصيل عمل الكونجرس الأمريكى بمجلسيه النواب والشيوخ، كما عقد جلسة حول برنامج المساعدات الأمريكية لمصر وجلسة حول إجراءات منح التأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة، وعقد آخر جلستين واحدة منذ نحو شهر ونصف الشهر حول الكتاب الجديد لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون خاصة المقتطفات والتفسيرات والمقتبسات الخاطئة التى نشرت فى الصحافة المصرية. حيث انتقد مفيد ديك بعض وسائل الإعلام المصرية التى نشرت بعض المعلومات غير الدقيقة حول ما احتواه هذا الكتاب، وكانت الجلسة الأخيرة صباح يوم 8 سبتمبر حول دور مبادرة شراكة الشرق الأوسط فى مصر حيث تولى مفيد ديك ومدير مكتب "المبادرة" فى مصر بيتر جونسون إلقاء كلمة افتتاحية أعقلها جلسة نقاش قام بأدارتها ديك مع المشاركين فى الجلسة. وتناولت الجلسة دور برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسط فى مصر من خلال تقديم عرض عام لبرنامج المبادرة وتصحيح الأفكار الخاطئة عن المبادرة ومناقشة نوعية المشروعات التى تدعمها المبادرة فى مصر. وأشارت الدعوة إلى أن جلسة النقاش ليست للنشر أو للنقل على لسان أى مسئول. وأنه غير مسموح بإدخال أجهزة الكمبيوتر أو التليفونات المحمولة أو أجهزة التسجبل لهذه الندوة و برغم أن الدعوة لحضور الجلسة كالعادة أكدت على أن أن هذه المحاضرة وسلسلة النقاش العام هى لأغراض تثقيفية بحتة ولا تشمل مناقشة سياسات الولاياتالمتحدة الحالية تجاه مصر أو أى بلد آخر أو أى شأن آخر خلافاً لموضوع المحاضرة. فإن مفيد ديك تعمد الإشارة إلى أن العلاقات الأمريكية المصرية سيئة بسبب الإعلام المصرى، مفيد ديك أكد فى بداية حديثه أن مبادرة الشرق الأوسط MEPI بدأت بعد أحداث سبتمبر وسؤال الأمريكيين لماذا يكرهوننا؟ وكذلك التقرير الذى صدر عن الأممالمتحدة عام 2001 حول سوء الأوضاع التى تعيشها شعوب الشرق الأوسط من تخلف فى مستوى التعليم وحوية الرأى وحقوق الإنسان، وأكد أن المبادرة بدأت عام 2002 وتعمل على التواصل بشكل مباشر مع جمعيات المجتمع المدنى لتشجيع الشباب والمرأة على إيجاد فرص عمل والتدريب، وأن المبادرة تعمل منذ 12 عاما فى 18 دولة بما فيها دول الخليج وإسرائيل، وبدأت المشكلة عندما أصر مفيد ديك على انتقاد الإعلام المصرى بشكل مستمر فى حديثه، والإشارة إلى أن ما يكتب عن مخططات لتقسيم مصر باستخدام مبادرة الشرق الأوسط للشراكة كلام فارغ وأن المبادرة صرفت سنويا نحو نصف مليون فى كل دولة وهو رقم لا يمكنه أن يؤدى لتقسيم دول، واستشهد بأحد التصريحات التى أذاعها إعلامى مصرى حول القبض على قائد الأسطول الأمريكى الذى كان قد اقترب من مصر، وذلك خلال فترة اعتصام رابعة والنهضة، واستشهد أيضا بالترجمات التى تم نشرها فى مصر عن كتاب هيلارى كلينتون قائلا إنها غير صحيحة ومفبركة، وقال إن وسائل الإعلام "افترت" على هيلارى كلينتون وتحدثت بمعلومات مغلوطة عما ورد فى كتابها "خيارات صعبة" وأنها كانت تدعم الإخوان وهو عكس المذكور فى كتابها، حيث قالت إنها وجدت فى القوى الشبابية مجموعة غير مؤهلة للديمقراطية ولا يعرفون كيف يتولون السلطة، وبالتالى تركوا الفرصة للإخوان، على حد زعمه، وقال ديك إن عودة العلاقات بين مصر وأمريكا لسابق عهدها شىء حتمى. وقال مفيد إن الإدارة الأمريكية لم تعقب على الاتهامات الموجهة لهيلارى كلينتون لانها لم تعد مسئولة فى إدارة أوباما. «الأهرام العربى» أكدت لمفيد ديك فى تعقيبها على حديثه أثناء الجلسة أنه على الولاياتالمتحدة مراجعة تكتيكاتها، لأن هذه المبادرة برغم صرف مليارات على مدى 12 عاما فشلت فى تحسين صورة أمريكا فى أذهان شعوب المنطقة بسبب السياسات الأمريكية، وطالبت الأهرام العربى من المتحدث باسم السفارة عدم تحميل الإعلام المصرى سبب المشاكل فى العلاقات المصرية الأمريكية لان السبب الأساسى خلف تلك المشاكل هو مواقف وتصريحات المسئولين الأمريكيين أنفسهم، وكذلك التغطيات الإعلامية فى بعض وسائل الإعلام الأمريكية لما يحدث فى مصر بصورة نمطية منحازة، وكان رد مفيد ديك أنه بالفعل لم يصدر أى تصريح سلبى من أى مسئول مصرى تجاه العلاقات المصرية - الأمريكية، فردت «الأهرام العربى» بأنه أمر جيد أنه يعترف بذلك، وعليه أن يراجع التصريحات التى تصدر عن المسئولين الأمريكيين، خصوصا تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أخيرا، مؤكدا أن ما ينشر فى الإعلام المصرى هو مجرد انعكاس للوضع الحالى فى العلاقات، وهو رد فعل فى حين أن مواقف الإدارة الأمريكية وتصريحات المسئولين الأمريكيين هى الأساس فى تراجع العلاقات. وأصر ديك بعدها على التأكيد أن كل الإعلام المصرى متحيز ضد أمريكا، فطلبت منه عدم التعميم، فأجاب 90%من الإعلام المصرى متحيز، وأن 90% من الأخبار التى يتم تداولها الإعلام المصرى عن أمريكا سلبى ويحتوى على كثير من التضليل وأنصاف الحقائق، وبعدها قررت عدم الاستمرار فى الوجود، فاعتذرت عن الاستمرار وتركت المكان، مقررة عدم حضور تلك الجلسات مرة أخرى، وهو ما أشرت إليه فى حديثى إلى أحد العاملين فى السفارة الأمريكية فى نفس اليوم.