عماد بركات حالة من التخبط والارتباك تسود عملية هيكلة ماسبيرو المزمع تنفيذها خلال الفترة المقبلة، حيث شهدت الأيام الماضية تصريحات متناقضة من العديد من الشخصيات الإعلامية البارزة وعلى رأسهم المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، بين تسمية ما تنوى الحكومة القيام به هل هو تطوير أم هيكلة، حتى إن الحكومة ممثلة فى وزارة التخطيط المعنية بعمل الهيكلة لم تستقر إلى الآن على هل تبدأ بعملية الهيكلة أم تنتظر إنشاء المجلس الوطنى للإعلام، وبين هذا وذاك خرجت شائعات حول هذا الأمر فى أن الهيكلة ستتسبب فى تسريح كثير من العاملين ودمج قطاعات مع بعضها لخفض الأجور، بالإضافة إلى بيع ترددات إذاعية للقطاع الخاص. كل هذا أحدث حالة من القلق والفزع لدى أغلب العاملين فى ماسبيرو ودفع بعضهم للتحرك للمطالبة فى المشاركة فى اللجنة المعنية بالهيكلة باعتبار أن ما يجرى يخصهم وحدهم، كما خرجت دعوات كثيرة تطالب بالتظاهر اعتراضا على الهيكلة ولكن عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سرعان ما طمأنهم وأكد لهم أنه طوال فترة جلوسه فى منصب رئيس الاتحاد لن يسمح بأن يضار واحد من العاملين فى المبنى، لكن نقابة المهن السينمائية التى تضم أكثر من 1500 مخرج من العاملين فى ماسبيرو لم تهدأ وواصلت الضغط، حيت قامت بإرسال خطاب إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء تستنكر فيه عدم دعوتها للمشاركة فى لجنة الهيكلة، وعندما لم يصلها رد من مجلس الوزراء أصدرت بيانا أعربت خلاله عن بالغ حزنها لحالة التجاهل الشديدة التى تتعرض لها النقابة وأعضاؤها من أبناء ماسبيرو فى الشعب المختلفة، إخراج وسيناريو وإنتاج ومونتاج وصوت وديكور ومكياج ومعامل، وخصوصا شباب ماسبيرو الذين واجهوا وتصدوا بصدورهم ومستقبلهم وغامروا بقوت عائلاتهم كل محاولات أخونة المبنى العريق ، موضحة أن النقابة تلقت اتصالات كثيرة من أعضائها الغاضبين، وهو ما اضطرها لمخاطبة رئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية بخطابات لاتخاذ اللازم فى ضوء التقدير كنقابة إبداعية لكل مؤسسات الدولة المختلفة، كما أكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أن تلك الخطابات لا تعد مجرد طرح أعضاء النقابة لأنفسهم للمشاركة، ولكن يقينا وانطلاقًا من الدور الوطنى لنقابة السينمائيين. الجدير بالذكر أنه عقب إلغاء وزارة الإعلام فى التشكيل الوزارى والاكتفاء بمنصب رئيس الاتحاد لتسيير شئون الاتحاد عادت إلى السطح أفكار هيكلة ماسبيرو، ولكن بشكل مختلف عن السابق، حيث خرجت الأصوات التى تنادى بالهيكلة هذه المرة القنوات الخاصة عن طريق مذيعيها وملاكها الذين يطالبون بضرورة الإسراع فى تنفيذ هذا الأمر تمهيدا لإنشاء المجلس الوطنى للإعلام الذى نص عليه الدستور، مما أحدث حالة من الذعر لدى العاملين بالتليفزيون خوفا من نيات القطاع الخاص فى السيطرة على ماسبيرو تحت حجة التطوير، خصوصا بعد أن خرجت تصريحات من أحد ملاك القنوات الخاصة تطالب الدولة بضرورة السماح لرجال الأعمال على استئجار الترددات الإذاعية، وأنه لا بد من الإتيان بشخصية من خارج دائرة الإعلام الرسمى لتولى ملف الهيكلة ثم رئاسة المجلس الوطنى للإعلام، وتم طرح أسماء كثيرة ومن بينها أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى رفض الانضمام للجنة الهيكلة، وأكد أن ماسبيرو ليس بحاجة إلى هيكلة، وإنما تطوير وأنه أكبر من أن يتم دعوته بالمشاركة فى لجنة، وأنه ليس عضوا باللجنة المشكلة من أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق ورئيس مدينة الإعلامى الحالى، وأوضح، أن إمكانيات التليفزيون المصرى أكبر بكثير من إمكانات القنوات الخاصة، لأن لديه 43 ألف موظف من بينهم 3000 مبدع على الأقل فى جميع التخصصات. وأكدت بعض المصادر أن اللجنة المعنية بالهيكلة تنوى إلغاء شركة صوت القاهرة أو ضمها لقطاع الإنتاج وتأسيس شركة إعلانات بجانب القطاع الاقتصادى، بالإضافة إلى تحويل قطاع القنوات المتخصصة إلى شركة مساهمة، أيضا ضم كل قناة إقليمية للمحافظة التى تقوم بتغطيتها والإبقاء على القنوات الأولى والثانية والفضائية داخل قطاع التليفزيون، وفيما يخص الإذاعات، فسيكون هناك دمج لعدد كبير من الإذاعات مع بعضها والاكتفاء بخمس إذاعات فقط، وكل هذه الاقتراحات تم رفضها بشدة من القيادات والعاملين فى ماسبيرو وقاموا بإبلاغ الجهات المختصة بموقفهم هذا، وعلمت «الأهرام العربى» من مصادرها داخل الاتحاد أن الحكومة ممثلة فى وزارة التخطيط تنوى الاكتفاء بتطوير ماسبيرو أو على الأقل تأجيل الهيكلة لحين وضوح الصورة أكثر مما هى عليه الآن.