أ. ف. ب أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها للصين اليوم الاثنين أن توسيع التعاون بين ألمانياوالصين ذو علاقة وثيقة بتطوير مجتمع أكثر حرية. جاء ذلك خلال زيارة ميركل السابعة للصين منذ توليها منصب المستشارة والتي حثت خلالها رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانج على المزيد من انفتاح الأسواق الصينية أمام المنتجات الأجنبية. ورأت ميركل ضرورة أن تتجاوز "الشراكة الإبداعية" التي تسعى ألمانيا لها مع الصين التعاون في مجال الأبحاث والتقنية وأن تشمل أيضا تطوير المجتمع المدني ودولة القانون. ولأول مرة اجتمعت في حضور ميركل ولي كه تشيانج اللجنة الاقتصادية الألمانية-الصينية التي تقوم بدور استشاري وتناقش بصورة مبكرة المشكلات في العلاقات الاقتصادية. ورغم "الضغط الهبوطي" على ثاني أكبر اقتصاد في العالم رفض رئيس الوزراء الصيني اتخاذ إجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد. وذكر لي كه تشيانج إنه يعول أكثر على "التوجيه الهادف" والإصلاحات والتغيير الهيكلي ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أن تلك السياسة أظهرت تقدما واستقرارا في الاقتصاد خلال الربع الثاني من العام الجاري. ووقعت شركة فولكس فاجن الألمانية اليوم اتفاقا لإقامة مصنعين جديدين في الصين بالاشتراك مع شريكتها الصينية "إف.أيه.دابليو" بقيمة مليار يورو. ويقضي الاتفاق بإقامة مصنع في مدينة كينجداو الساحلية وآخر في مدينة تيانجيان، ليصبح بذلك عدد المواقع الإنتاجية لشركة فولكس فاجن في الصين 18 موقعا. ومن ناحية أخرى، وقعت مجموعة إيرباص الأوروبية اتفاقا لتوريد مئة مروحية بقيمة نحو 300 يورو،وأكدت مصادر من الوفد الألماني أن تلك المروحيات ستستخدم "لأغراض مدنية". كما وقعت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران مذكرة تفاهم حول تأسيس شركة محاصة مع شريكتها في تحالف ستار "إير تشاينا" لتوسيع التعاون المرتقب في النقل الجوي بعروض وعلاقات جديدة في الجدول الزمني لفصل الشتاء. وتعتزم الشركتان الاعتراف المتبادل بتذاكر السفر في المستقبل. كما اتفقت الشركة الألمانية للمعارض "دويتشه ميسه إيه جي" على أن تكون الصين ضيف شرف معرض "سيبت" الدولي للكمبيوتر في هانوفر. وطالبت ميركل الصين بإزالة العقبات الاقتصادية أمام الاقتصاد الألماني، وقالت: "اقتصادنا يأمل دخول السوق الصينية على نطاق واسع"، موضحة أن الأمر يدور حول دخول متكافئ للسوق الصينية ومزيد من الشفافية. وفي الوقت نفسه ذكرت ميركل أن ألمانيا منفتحة من جانبها على المستثمرين الصينيين، مؤكدة أن التطور الناجح للاقتصاد مرتبط بحقوق الإنسان ودولة القانون. كما أطلعت ميركل رئيس الوزراء الصيني على التطور المالي في أوروبا، معربة عن شكرها للصين على دعمها لأوروبا في أزمة الديون. وعن المجال الدولي الحالي قال لي كه تشيانج: "وضع الاقتصاد العالمي معقد... هناك أنباء جيدة وسيئة". يذكر أن الاقتصاد الصيني نما في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 4ر7% فقط، إلا أن الحكومة الصينية متفائلة بتحقيق معدل النمو المعلن عنه ليصل العام الجاري إلى 5ر7%. كما أكد لي كه تشيانج رفض حكومته لهجمات القرصنة التي تتم بهدف التجسس على أسرار الشركات. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الصيني لى كه تشيانج في بكين: "لقد أوضحنا مجددا أن التطور الاقتصادي الناجح وتطور حقوق الإنسان والمجتمع المدني مرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما"، مضيفة أن التعاون بين البلدين مبني على أساس واسع النطاق. ومن جانبه أكد لى كه تشيانج رغبة القيادة الصينية الجديدة في تحسين دولة القانون على ضوء الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة في الصين. وفي المقابل ذكر لي كه تشيانج أن الصين التي يقطنها 3ر1 مليار نسمة لا زالت تعاني فقرا كثيرا وغياب التنظيم، وقال: "لا يزال أمامنا طريق طويل جدا". وفي سياق متصل، أعربت ميركل عن أملها في استمرار الحوار حول دولة القانون والمجتمع المدني بين البلدين وإجراء محادثات جديدة قبل عقد المشاورات الحكومية الثالثة بين البلدين في برلين في تشرين أول/أكتوبر المقبل. ولم تتحدث ميركل علانية عن حالات محددة، مثل رغبة الفنان الصيني أي وي وي في السماح له بالسفر إلى ألمانيا لزيارة معرضه في برلين، أكبر معرض له على مستوى العالم، والذي سيغلق أبوابه في 13 تموز/يوليو الجاري. وأعرب لي كه تشيانج عن قبوله لحوار حول حقوق الإنسان مبني على الاحترام المتبادل. وقال رئيس الوزراء الصيني إن الصينوألمانيا دولتان ذاتا نفوذ وشريكتان في الحفاظ على السلام العالمي، مضيفا أن العلاقات الثنائية الجيدة بين برلينوبكين تفيد أيضا دولا أخرى، خاصة الاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى ذكر لي كه تشيانج أن الصين تمكنت خلال السنوات الماضية من إخراج ملايين المواطنين من دائرة الفقر، وقال: "أعطيناهم أحلاما حتى يستطيعون العيش بكرامة". وفي المقابل أوضح لي كه تشيانج أنه لا يزال هناك 200 مليون شخص يعيشون في فقر في الصين، مضيفا أنه لا يزال هناك أيضا مشكلات في بناء الاقتصاد، حيث غياب التنسيق والاستدامة، وقال: "لا يزال أمامنا مهام صعبة، وما كنا احتجنا إلى إصلاحات لو لم يكن هناك صعوبات"، مؤكدا أنه سيتم العمل في ضوء ذلك على إحداث تقدم في ملف حقوق الإنسان. كما التقت المستشارة الألمانية خلال زيارتها للعاصمة الصينيةبكين مخرجين صينيين وتحدثت معهم حول حرية الفن والرقابة. وقال المخرج الصيني لي يانج عقب اللقاء في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "أحيانا أشعر بالعجز وأتعجب من سبب حذف بعض المشاهد من الأفلام". وأضاف يانج: "لا يوجد محظورات محددة"، موضحا أنه بالرغم من أن الموضوعات الشائكة مثل العنف التطرفي أو الجنس محظورة، لا توجد حدود واضحة لخلاف ذلك من الموضوعات". وذكر يانج أن الحوار مع المستشارة ميركل تم في أجواء هادئة للغاية، وأضاف: "ميركل سيدة ظريفة جدا. تحدثنا عن الفن المعاصر والتبادل الفني بين ألمانياوالصين". ومن المقرر أن تعود ميركل إلى ألمانيا غدا الثلاثاء