علاء عزت سريعا، تراجع ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، عن تحريمه للمجتمع من مشاهدة مباريات كأس العالم، المقامة حاليا فى البرازيل، ومشاهدة مباريات كرة القدم بصفه عامة، وهو التراجع الذى جاء على خلفية حملة الانتقادات الكبيرة التى تعرض لها برهامى من قبل نخبة من علماء وأئمة الإسلام فى مصر والعالمين العربى والإسلامى. وأكد برهامى، فى تصريحات له حملت تراجعا، أن الفتوى التى صدرت عنه بشأن تحريم مشاهدة المباريات تم تحريفها، لافتا النظر أنه أكد الحرمانية إذا تضمنت المشاهدة ترك واجب أو فعل محرم . كان برهامى قد أفتى بتحريم مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم، لما تتضمنه من كشف عورة وأفعال وصفها بأنها محرمة، كالغضب، والعصبية، وحب الكفار والموالين لهم. وقال نائب رئيس الدعوة السلفية، فى فتوى بثها موقع " أنا السلفى"، الموقع الرسمى للدعوة السلفية: " مباريات كرة القدم تلهى المسلمين عن القيام بواجباتهم، كما تتضمن محرمات تفطر الصائم فى رمضان، ومحرمات نهى عنها الإسلام، كالتعصب، وإضاعة الوقت، واللهو، كما أن عشاق كرة القدم يحبون الكفار والموالين لهم من اللاعبين بالفرق الأجنبية وغيرهم، وهو أمر مرفوض". وعلق عدد من علماء الأزهر على الفتوى بأنها صادرة من غير ذى صفة، وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنه ليس من المحرمات أن يقضى الإنسان بعض وقته فى التسلية عن النفس، ومشاهدة ما يبهجها، ما دام ذلك بعيداً عن صور المحرمات، والقول بأن مشاهدة المباريات تؤدى لحب الكفار لا يُقبل بسهولة، لأن المسلمين غير منهيين عن أن يبروا غير المسلمين ما داموا لم يعتدوا عليهم. فيما علق الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، مؤكدا أن الفتوى صادرة من غير متخصص أو ذى صفة، موضحاً أن اللهو المباح مأذون به شرعا. فى الوقت الذى استنكر فيه الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، فتوى برهامى، مؤكدا أن "مشاهدة المباريات من الأمور المباحة التى لا يخالطها شىء من المحرمات". وسار الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على درب علماء وأئمة الإسلام، ولفت إلى إن فتوى الدكتور برهامى بتحريم مشاهدة مباريات كأس العالم، تعود إلى الفهم الخاطئ للخصومة بين الدين والدنيا، وبعض العقول غير قادرة على تقمص بعض الأفكار المستحدثة فتكتفى بقول إنها حرام. وتابع: "من يقول على الرياضة إنها محرمة لا يفهم الإسلام ولا علاقة له بالدين". ومن جانبها، رفضت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، اعتبار تصريحات برهامى ب"الفتوى "..وشددت على أن هذه التصريحات بمثابة آراء غير ملزمة إلا لمن قالها. ولم تتوقف الانتقادات على رجال الدين فقط، حتى أن الإعلامى أحمد شوبير، شن هجومًا ساخرًا على الداعية السلفى وقال: «قيم علينا الحد يا برهامى وهنلعب بالجلابية علشان ترتاح». وأوضح حارس الأهلى الأسبق أن نادر بكار المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية والشيخ محمد جبريل والشيح مصطفى إسماعيل يمارسون الرياضة، مطالبًا برهامى بالاعتذار وتصحيح الفتوى.