محمد فاروق هندى تأرجحت علاقة رؤساء مصر بالرياضة منذ ثورة 23 يوليو 1952 وحتى والآن، فى ظل تباين الأوضاع السياسية وتقلبها طوال تلك الفترة، ففيما كان جمال عبدالناصر معروفًا بممارسته للشطرنج والتنس وحبه للنادى الأهلى، أما السادات فقد أبعدته الحرب عن الرياضة إلى حد كبير، قبل أن يسعى مبارك ومن بعده مرسى لتوظيفها سياسيًا، والآن يترقب الرياضيون علاقة الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسى بالرياضة فى تلك الظروف الصعبة والأزمات العديدة التى تواجه البلاد. كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر معروفًا بعشقه لرياضتى الشطرنج والتنس وإن تحول من لعبة التنس إلى تنس الطاولة نظرا لضغط العمل الرئاسى والظروف السياسية المحتقنة فى فترة الستينيات. واشتهر عبدالناصر بحبه للنادى الأهلى، حيث اعتبره النادى الوطنى الوحيد الذى بناه المصريون ليكون تحديًا للأندية الإنجليزية فى مصر، واصطحب بعض الرؤساء الأجانب إلى النادى الأهلى ومنهم الرئيس اليوغسلافى جوزيف تيتو. وبالمثل لم تتح الظروف السياسية والحرب فرصة كبيرة للرئيس الراحل محمد أنور السادات لتوطيد علاقته بالرياضة، والتى اقتصرت على المشى، حيث كان يمشى ساعتين يوميًا فضلًا عن ممارسته للسباحة فى بعض الأحيان. أما الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فقد كان أكثر ارتباطًا بالرياضة من سابقيه، وعرف عنه ولعه بلعبة الإسكواش التى كان يمارسها بانتظام حتى مراحل متأخرة من فترة حكمة التى امتدت لثلاثين عامًا، كما نجح مبارك إلى الاستفادة من الإنجازات الرياضية سياسيًا، فقد كان حريصا على الوجود فى المناسبات الرياضية الكبرى، لاسيما فى كرة القدم، وحضر نهائى بعض البطولات القاريّة مع أسرته، كما خرج كأول رئيس مصرى لاستقبال منتخب بلاده الفائز بكأس الأمم الإفريقية عام 1998، وخلفه الملايين الذين يهتفون لوطنهم، ويرفعون علَمه، بينما يشيد أبطال إفريقيا بجهود المسئولين السياسيين ويهدُون الكأس للرئيس مبارك. كما كانت الرياضة بداية تسليط الضوء على جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، عبر مشاركته وشقيقه علاء فى عدد من الدورات الرمضانية، وهو ما نجح بالفعل فى تلميع صورته وتسليط الأضواء عليه، حيث تبارت وسائل الإعلام فى تغطية الحدث وتلميع صورة الوريث المنتظر آنذاك، ومن أبرز تلك المواقف تسليط الضوء على اعتراف جمال مبارك بعدم أحقية فريقه فى هدف غير صحيح احتسبه الحكم، نزل على إثره جمال للملعب وأشار للحكم بأن الهدف غير صحيح، ليَنال تصفيق الجميع، وكان الهدف إظهاره أمام الناس كقُدوة يتحلّى بصفات الأمانة والعدالة والنزاهة. أما الرئيس السابق محمد مرسى فلم يعرف عنه ممارسته لأى من أنواع الرياضة خلال فترة حكمه القصيرة، وإن قال نجله أسامة إن والده محمد مرسى كان يمارس فيما مضى رياضتى السباحة والمشي، وإنه كان من مشجعى نادى الزمالك فى شبابه، وأحد عشاق الكابتن حسن شحاتة". وتشابه مرسى مع سابقه حسنى مبارك فى محاولة توظيف الإنجازات الرياضية سياسيًا، وهو ما حدث عند تتويج منتخب مصر للشباب بقيادة ربيع ياسين بلقب كأس الأمم الإفريقية 2013، حيث قال مرسى للاعبين خلال استقبالهم بقصر القبة: "عندما سمعنا خبر فوزكم بالبطولة علمنا أن شبابنا قادرون على الإنجاز.. هذا الفوز جاء للتأكيد على أن مصر قادرة على الإنجاز.. وأنها كما أنجزت فى العديد من المجالات عبر تاريخها فهى الآن قادرة أيضا على الإنجاز.. كل واحد فيكم قال لى إحنا عايزين نبنى مصر. إحنا معاك ودى روح طيبة جدا. ولذلك أطالبكم بالاستمرار فى هذه الروح، وأنا أدعمكم بكل ما فى وسعى لنحقق ما تستحقه مصر الجديدة". فيما ينتظر الرياضيون فى ترقب لعلاقة الرئيس الجديد عبدالفتاح السياسى بالرياضة ، والذى كشف مبكرًا عن أول اهتماماته الرياضية، عندما ظهر عقب استقالته من منصب وزير الدفاع، فى الصورة الشهيرة التى تداولتها مواقع الاجتماعى وهو يقود دراجة بأحد شوارع القاهرة مرتديًا "تريننج" أزرق.