أ ف ب بعد عزل محمد مرسي الرئيس الإسلامي المنتخب، بات من شبه المؤكد أن يكتسح قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية الاسبوع المقبل بفضل الشعبية الطاغية التي يحظى بها في مصر. ملايين المصريين يرون أن المشير المتقاعد الآن، هو القادر على تجاوز الفترة الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث والقضاء على الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ ثورة "25 يناير" اضافة الى انعاش الوضع الاقتصادي المتردي. لكن الديمقراطية الحقيقية، القيمة المثلى التي ناضل ملايين المصريين من اجلها في هذه الثورة التي انطلقت 15 يناير/كانون الثاني 2011 واطاحت بنظام حسني مبارك، يبدو أن عليها الانتظار لمدة عقدين قبل ان تتحقق، حسب ما قال السيسي نفسه. في المقابل، شدد السيسي في كل لقاءاته تقريبا على انه سيعمل جاهدا على استعادة الاقتصاد والقانون والنظام، في رسالة مبهمة لكنها مليئة بالزخم من شانها ان تحقق له نصرا سهلا في الانتخابات الرئاسية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين امام منافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي الذي يقول انه يمثل مباديء ثورة 25 يناير/كانون الثاني. ومع تراجع الاقتصاد، واتساع نطاق الاضطرابات والهجمات المسلحة، ينحاز كثير من الناخبين في مصر البالغ سكانها قرابة 86 مليون نسمة الى الاستقرار. الخيار الذي يبدو جليا ان السيسي هو الذي يمثله بالنسبة لهم. ومن ناحية أخرى يحاول المرشح الثاني حمدين صباحي القيادي الناصري وأحيانا يصفونه باليساري، العزف على أوتار شعارات ثورة 25 يناير/كانون الثاني، في محاولته الثانية للوصول لكرسي الرئاسة التي تصطدم بالشعبية الجارفة لقائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي يبدو فوزه شبه محسوم في هذه الانتخابات التي ستجرى الاثنين والثلاثاء المقبلين. خطاب صباحي، المناضل والمعارض المخضرم، يستند الى شعار "خبز، حرية، عدالة الاجتماعية" المطالب الرئيسية التي نادت بها هذه الثورة عام 2011، لكن بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والامنية بات الشاغل الرئيسي لملايين المصريين هو الاستقرار الذي يرون ان السيسي، رجل البلاد القوي، هو الاقدر على تحقيقه. صباحي يراهن ايضا على المخاوف من عودة نظام مبارك الاستبدادي مع قمع السلطات الجديدة للاصوات المنتقدة وملاحقة المعارضين التي امتدت لتشمل المعارضة العلمانية. وخلافا لمنافسه، المقيد باعتبارات أمنية، يشارك صباحي بنفسه في مؤتمرات انتخابية يعقدها في مختلف مدن البلاد حيث يلتقي بالناخبين في سرادقات تقام في الشوارع سواء في الدلتا أو في الصعيد.