أكد وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو، أن شعوب المنطقة تطمح في تطبيق دولة القانون والحصول على القيم الأساسية مثل حقوق الانسان والديمقراطية والشفافية، فضلا عن بناء مجتمعى يستند إلى إرادة الشعب، موضحا أنه إذا ما تحققت الأنظمة الديمقراطية فإن الشعوب ستعيد معا بناء المنطقة بما يحقق صالحها. وأوضح داود أوغلو - فى مؤتمر عقد بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي "سيتا " الليلة الماضية مع وزير الخارجية المغربى سعد الدين العثمانى الذى يزور تركيا حاليا - أنه تأكد للمنطقة بأنه لا يمكن التهرب من التغيير، وأن الشعوب ماضية فى مسيرتها رغم التحديات لأنها تبحث عن كرامتها وعزتها ولأنها ملت من النظرة الدونية لها، مؤكدا أنه لا يمكن بقاء نظام لا يقبل المساءلة من الشعب، وأن تركيا تكن الاحترام لكل هذه الشعوب الطامحة للحرية ولكل من يبحث عن الاحترام. وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن هل تم اتخاذ قرار إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، قال أوغلو إن المشهد الإنسانى يسوء يوما بعد يوم وسيتعمق أكثر وقبل أن أحضر إلى هنا ابلغت بأن عدد اللاجئين وصل إلى 16 ألفا و 970 لاجئا وأصبح يزداد يوميا خلال الأسبوعين الماضيين بعد سوء الأوضاع فى حمص وإدلب ودير الزور واللاذقية وحلب، فهل نسكت إزاء ذلك، موضحا أننا سنفتح أبوابنا أمام اللاجئين من الشعب السوري لأن هذا هو مصيرنا المشترك، وأهل دمشق حاربوا معنا ودافعوا فى عمق التاريخ فى حرب شاناكاله (إبان الحرب العالمية الأولى). وأضاف الوزير التركى "لقد بذلنا مساع لتحريك المجتمع الدولي لكي لا تكون المواقف أحادية، ونحن عازمون على الدفاع عن حقوقهم (السوريون) ولكن المهم هو قيام موقف موحد من المجتمع، حتى لا يشهر حق النقض مرة أخرى، ومثلما حدث في البوسنة والهرسك في عقد التسعينيات بسبب حق الفيتو عندما قتل ربع مليون مواطن". وأكد أنه سيتم بذل مسيرة دبلوماسية مكثفة قبل مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول قبل إنشاء تلك المنطقة العازلة". وقال أوغلو - في كلمته أمام الندوة بمركز "سيتا" المقرب من وزارة الخارجية التركية - إن "المواطن في مصر وسوريا وليبيا والعراق والمغرب هو نفسه لأن المطالب واحدة ولأن هذه المنطقة احتضنت الحضارات وهؤلاء المواطنون هم من ورثوا هذه الحضارات ولا يرغبون في الاحتقار بعد الآن و لن يقبل بعد الآن امتهان كرامته وهذه المطالب هي ثقله في التاريخ". وأضاف داود أوغلو " أن المرحلة الحالية تشهد مخاضا صعبا ولكننا نشهد مصر تسير على طريق الديمقراطية وكذا تونس، حيث يتم تشييد البنى السياسية والتركيز على مواجهة التحديات الاقتصادية وهي مرحلة صعبة ومعقدة ولكن إرادة الشعوب هي التي ستصل إلى بر الأمان وقيادة المنطقة". وأشاد وزير الخارجية التركى بالتحول السلمي الديمقراطي في المغرب خلال "الربيع العربي" قائلا "إنه على عكس بعض الدول الاخرى التي شهدت توترا حادا خلال الربيع العربي ، فإن المغرب حققت عملية تحول سلمية "، معربا عن أمله في أن يلبي قادة الدول الأخرى رغبة شعوبهم بدلا من توجيه السلاح ضدهم. وأشار داود أوغلو إلى أن الرؤى المشتركة والتاريخ المشترك هي المحاور التي تحكم العلاقات المتينة بين تركيا والمغرب ودول المنطقة، منوها بأن تلك المنطقة من العالم شهدت بزوغ حضارة بلاد الرافدين وما وراء النهرين في إيران والأناضول وحضارة الأندلس وتصل ما بين مصر وشمال أفريقيا وحتى الأندلس وهذا التطور الثقافي الذي يربط بين أئمة الفكر الإسلامي، ابن سينا وابن رشد، الفارابي وابن خلدون أثر على فكر وتقارب هذه البلدان. وأكد داود أوغلو رغم أن هذه أول زيارة لوزير خارجية مغربي لتركيا منذ 25 عاما، إلا أن هذا لا يعني أنه توجد أي مشكلات سياسية بين البلدين، بل إنه تربط تركيا بالمغرب علاقة ثقافة روحية وتاريخ مشترك حتى رغم البعد الجغرافي الذي لا يمثل مشكلة في متانة العلاقات بين البلدين.