رئيس الوزراء يهنئ «الرئيس السيسي» بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    الرقابة النووية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الأيزو    الفريق أول محمد زكى: الاهتمام بأساليب التدريب القتالى وفقاً لأحدث النظم العسكرية    توجيهات الرئيس استراتيجية عمل الحكومة| الدولة تواجه ارتفاع الأسعار.. والمواطن يشعر بالتحسن    مصنع لمواسير حديد الزهر ب«اقتصادية القناة»    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    انعقاد جلسة مباحثات ثنائية بين مصر واستونيا    وزير الخارجية الفرنسي: سنطالب بفرض عقوبات جديدة ضد إيران    كاتب صحفي يبرز أهمية زيارة أمير الكويت لمصر    ريال مدريد يهاجم بايرن ميونخ ب«فينيسيوس ورودريجو وبيلينجهام»    الأهلى والزمالك وأفريقيا    الأهلي يتأهل لنهائي كأس مصر للسلة بفوز مثير على الجزيرة    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    السيطر على حريق شب بإحدى «سيارات الإسعاف» المتهالكة بالقاهرة    العثور على جثة طالب ملقاة بالطريق الزراعي في المنيا    بعد أحداث الهرم.. تعليم الجيزة تطالب الشرطة بتأمين المدارس بدورية ثابتة    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    3 أغاني ل حميد الشاعري ضمن أفضل 50 في القرن ال 21    بعد طرح البوستر الرسمي..التفاصيل الكاملة لفيلم«عنب» بطولة آيتن عامر    صبري فواز يقدم حفل ختام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.. الليلة    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    نادين لبكي: فخورة باختياري عضو لجنة تحكيم بمهرجان كان السينمائي    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    بعد اعترف الشركة المصنعة له.. هل يسبب لقاح «أسترازينيكا» متلازمة جديدة لمن حصل عليه؟    قبل شم النسيم.. جمال شعبان يحذر هؤلاء من تناول الفسيخ والرنجة    بالفيديو.. خالد الجندي: هناك عرض يومي لأعمال الناس على الله    مفاجأة بأقوال عمال مصنع الفوم المحترق في مدينة بدر.. تفاصيل    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    كرة سلة – قمة الأهلي والزمالك.. إعلان مواعيد نصف نهائي دوري السوبر    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    طرد السفير الألماني من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية    كتائب القسام تفجر جرافة إسرائيلية في بيت حانون ب شمال غزة    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    90 محاميا أمريكيا يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    وزير المالية: مصر قادرة على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    وزير التموين يعلن تفاصيل طرح فرص استثمارية جديدة في التجارة الداخلية    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مستشفيات وزارة الصحة: الداخل «مفقود» والخارج «مولود»
نشر في الأهرام العربي يوم 10 - 02 - 2014


وليد سلام
حالة من التردى والإهمال المستشرى الذى تغلغل فى قلب وكبد وأجساد المواطنين وتعامل سيئ وغياب الرقابة الصحية والتنفيذية والمحلية ونقص صارخ فى أطباء التخدير والعظام والرمد، ولا وجود لأطباء النوبتجية الليلية، هذه هى حال أغلب مستشفيات وزارة الصحة التى تحولت بفعل الإهمال لأماكن موبوءة لا ترقى لعلاج الإنسان بل بعضها تحول لأماكن لنقل الأمراض.
تجولت «الأهرام العربى» فى مستشفيات وزارة الصحة ورأينا العجب العجاب وما لا تصدقه العين، فها هى مستشفى الصف المركزى بمدينة الصف التابعة لمحافظة الجيزة نسمع منه مشاكل المرضى، فيقول مجدى.ج 45 سنة، أنا مريض بمرض الفشل الكلوى منذ عام 2002 وأقوم بغسل كليتى ثلاث مرات فى الأسبوع تقريبا ومنذ أن تم الكشف على فى مستشفى خاص كنت أعالج فيه منذ أن أصبت بالمرض وحتى قرر الأطباء علاجى بالغسيل الكلوى، ومنذ هذا التاريخ وأنا أتردد على مستشفى الصف المركزى والطبيب المختص لم يقم بالكشف على أو على مريض آخر ولو مرة واحدة للاطمئنان على درجة تحسن حالاتنا المرضية، كما أن الأجهزة قديمة وسيئة للغاية وعددها قليل جدا ولا تقارن مع عدد المرضى، بالإضافة إلى عدم تعقيم للغرف لأن الشبابيك أصلا مكسورة.
فيما يقول أحمد سعيد 30 سنة أحد أهالى الصف: دخلت المستشفى لأعالج ابنى الصغير منذ أسبوع تقريبا فى العاشرة صباحا، فوجدت شيئا لم أتوقعه فى مستشفى أبدا وهو طفح مياه الصرف الصحى من بيارة داخل المستشفى بشكل مقزز والمياه انتشرت تحت سيارات الإسعاف داخل المستشفى وأمام عيادات الجراحة وحجز المرضى، فكيف يحدث ذلك داخل مستشفى مركزى يعالج أكثر من نصف مليون نسمة هم أبناء مركز الصف والذى يقع على طريق عمومى سريع ليخدم أكثر من 37 قرية من أفقر قرى محافظة الجيزة فقمت بأخذ ابنى لعلاجه فى عيادة طبيب خاص خارج المستشفى.
ويقول المهندس محمد عكاشة أحد النشطاء المهتمين بمشاكل الصف: لقد تقدمت بشكوى للسيد رئيس الجمهورية عن المستشفى تضمنت تهالك المبنى لقدمه وإهمال النظافة وأعمال الصيانة به، وعدم توافر الخدمات الطبية التى تناسب مستشفى مركزى، وعدم توافر أى نوع من الأجهزة الحديثة، بل وعدم عدم توافر ثلاجة بالمستشفى لحفظ الموتى، وهو الذى يخدم طريق الصعيد الشرقى بحوادثه الكثيرة لأنه طريق مفرد، إضافة إلى أنه أيضا يخدم مركزا كبيرا، هل يعقل عدم توافر سيارات إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى أى مستشفى آخر مثل قصر العينى؟ هل يعقل عدم وجود أطباء بالمستشفى فى الفترة الليلية؟ لقد تم إنشاء مبنى جديد داخل المستشفى وتكلف الملايين من الجنيهات، ولكنه مهمل منذ سنوات وكل يوم تعديلات وإهدار للأموال ولم يتم تشغيله للآن، عدم توافر الأدوية الأساسية، خصوصا التى تحتاجها المنطقة مثل الأمصال الخاصة بلدغات الثعابين والعقارب، لماذا لا يتوفر بها جميع التخصصات مثل الجراحة والعظام والباطنة والمخ والأعصاب 24 ساعة نظرا لموقع المستشفى على طريق سريع.
ويقول أحمد قرنى 28 سنة أحد أهالى الصف ذهبت فى الواحدة بعد منتصف الليل بزوجتى التى تنزف دما فلم أجد طبيبا بالنوبتجية الليلية، وكنت فى حالة غضب شديد فعندما دخلت المستشفى ركنت ظهرى من الصدمة على شباك به لوح زجاج فانكسر اللوح الزجاجى فقامت إحدى الممرضات بنهرى بشدة وعلت الأصوات فاتصلوا بقسم الشرطة، وقاموا بأخذى وتحرير محضر ضدى بالتعدى على المستشفى وإهانة الممرضات والتعدى على الموظفين أثناء تأدية وظيفتهم، ولولا تدخل بعض أكابر قريتى فى اليوم التالى، لأصبحت قضية ضدى وسجنت فيها، والسبب أننى أطالب بحقى ليس إلا، وكأنهم يعلقون شعار «إذا دخلت المستشفى وما لقتش دكتور حط جزمة فى فمك وروح موت أحسن».
هذا بالإضافة إلى قيام عدد من المرضى من قبل بتحرير محاضر ضد المستشفى والأطباء لعدم وجود أطباء بالنوبتجية الليلية، إما نائم بالمستشفى أو ترك العمل وذهب لبيته، فعلى سبيل المثال تقدم محمد فتح الله ببلاغ لقسم شرطة الصف يحمل رقم 235 لعام 2012 فى شهر فبراير 2012، يتهم فيه المستشفى بالإهمال وعدم وجود أطباء بالنوبتجية الليلية، مما عرض حياته للخطر وأجرى عمليتين جراحيتين بسبب تأخر علاجه وأصبح لديه عجز فى يديه حتى الآن، كما تقدم محمد زينهم وأخوه إبراهيم زينهم ببلاغ لقسم شرطة الصف فى أغسطس العام الماضى يحمل رقم 2437 لسنة 2012 واتهم فيه المستشفى بالإهمال وتعريض حياته للموت، وعدم وجود أطباء بالنوبتجية الليلية، كما تقدم أحمد سعيد عبدالباسط ببلاغ يحمل رقم 2918 لسنة 2012 اتهم فيه المستشفى بالإهمال وعدم وجود أطباء بالنوبتجية الليلية وتعريض حياته للخطر.
ويقول الحاج سيد كفافى 47سنة: كان ابنى محجوزا بالمستشفى وتجولت به نهار بعد العصر فوجدت بها العجب العجاب فإذا «بسراير» المرضى أغلبها لا يوجد عليها ملايات أو مخدات أو مخدات بدون فرش والمبنى متهالك جدا والحوائط متسخة يكسوها السواد ومتهالكة نتيجة عدم دخولها الصيانه منذ سنين، كما أن بيارة المستشفى فى انفجار وطفح دائم، كما أن هناك بعض الغرف لا يوجد بها مصابيح إنارة أصلا وحتى «السراير» التى عليها فرش تجده إما قديم جدا ومتسخ أو ممزق والصور خير دليل عليها، فإذا دخلت قسم العلاج الاقتصادى والفندقى الذى يكسو حوائطه السواد وبلا دهان، لأن الدهان قد أزيل والحوائط بها شروخ وكأنها ستنهار بالفعل، وكانك فى قبر بالضبط وفى أغلب المستشفى تجد الشبابيك زجاجها مكسور، والسلك الموضوع على الشبابيك لحماية المرضى من الحشرات غير موجود لأنه قد تمزق من الشمس ولم يتم تجديده، وإذا دخلت مكتب مكافحة العدوى تشعر وكأنك ستخرج منه بعشرات العدوى بالبكتيريا والفيروسات والفطريات من عدم نظافته، كما ستجد فى غرفة الاستقبال بقايا الدم على الترابيزات بعد علاج المرضى بلا تنظيف مما يعرض الآخرين للإصابة بالفيروسات وأمراض الدم المعدية، كما تراكمت القمامة فى مدخل المستشفى وبجوار حجر المرضى تجد أكوام القمامة الصغيرة المليئة بالمخلفات الطبية المعدية بالأمراض وبقايا الأشجار المقطوعة ولم يتم إزالتها أو تنظيف المستشفى.
مستشفى الموظفين بإمبابة
قال أحمد السيد، مريض بالمستشفى: إن الاهتمام من قبل الأطباء نادر، لدرجة أنه يندرج تحت بند المعدوم، ففى الاستقبال تقوم بعض الممرضات بالوقوف جانب المرضى لأخذ مبالغ مالية لترشد المريض على اسم أفضل طبيب يكشف بضمير وإذا لم يدفع المريض للممرضة لا تعطيه أى معلومة وتقوم بالتعامل معه أسوأ المعاملة.
أما الأطباء وتجدهم يجلسون على مقاعد خشبية داخل ساتر لا يخفى شيئا، عند إجراء الكشف يلتف حوله مجموعة من المرضى، ويقوم الدكتور بسؤالهم عن شكواهم ويكتب لهم العلاج دون الكشف عليهم ولا النظر إليهم، ومن له وساطة "معرفة من قبل أطباء المستشفى" يدخل إلى المستشفى ويتعامل معه الأطباء بطريقة أفضل من غيره، وهكذا حال جميع التخصصات فى مستشفى الموظفين، ولكن عندما يمر مدير المستشفى يقوم كل دكتور بعمله بإتقان.
مستشفى الدمرداش
بداية دخول المستشفى بخمسة جنيهات لكى تزور مريضا وإذا كنت مريضا فعليك الانتظار بجوار الباب ليتأكدوا أنك تريد الكشف كى لا يكون المرض حجة لدخولك المستشفى.
وعندما تدخل إلى غرف حجز المرضى تجدهم يجلسون على أسرة صغيرة يكادوا يسقطون من عليها ويجلس بجوارهم أقاربهم على الرغم من أن جلوس المواطنين فى الغرف ممنوعة للمرضى ذات الأمراض الخطيرة، وبجوار الغرف تجد القمامة تتراكم وعليها مجموعة من القطط تبحث عن طعام.
وبجوار السلم تجد أشخاصا يجلسون دون سبب وعندما تسألهم عن سبب جلوسهم يقولون "زهقنا من السرير والزحمة فى الغرفة وكل واحد يجى يزور مريض يجيب معاه مش أقل من 4 أفراد والأسرة" وذلك يعنى أنهم مرضى لا يستطيعوا الجلوس على أسرتهم وهم مازالوا يعانون.
معهد الأورام .. المريض فى تعداد الأموات
نعلم أن ترك طفل مريض بالسرطان لفترة طويلة يؤدى إلى زيادة حجم الورم وانتشاره فى أكثر من منطقة فى جسده،ومع ذلك يوجد خارج معهد الأورام مئات من المرضى الذين لا يجدون مكانا داخل المعهد نظرا للزحام الشديد لينتظرون دورهم فى الكشف، والأغرب من ذلك أنهم يجلسون على الأرض ولا يجدون حتى مقاعد ليجلسوا عليها نظرا لكثرة الموجودين وضيق المكان داخل المستشفى، على العلم أنهم جاءوا من أماكن تبعد عن المعهد مسافات كبيرة، ولا يستطيعون الذهاب والمجئ حتى موعد الكشف عليهم، أما داخل المستشفى فوجدنا العشرات يجلسون بجوار البوابة وبجوار المقاعد، حيث يجلس على المقاعد أكثر من عدد المقاعد نفسها فكل مريض يأخذ بجواره على المقعد نفسه مريضا آخر، حيث إن عدد المرضى يزيد على 300 طفل فى اليوم الواحد ويزيد على 170 من كبار السن.
فالتكدس يملأ الطرقات حتى سلالم المعهد لا تخلو من المرضى، فهذا التكدس يساعد على عدم الكشف الفورى، لأن لكل مريض وقتا معينا يقوم الطبيب فيه بالكشف على المريض، وحينما يأتى ميعاد المريض يكون الورم قد زاد فى جسده، حيث إن السرطان ينتشر فى الجسم إذا لم يتم الكشف الفورى عليه.
وأثناء تجوالنا داخل المستشفى رأينا والدة إحدى المرضى تشكوا لنا وتقول إن ابنتها آلاء تبلغ من العمر ثلاث سنوات ويوجد ورم على الكلى اليمنى منذ أسابيع وذهبت إلى مستشفى 57357 فأخذوا منها التحاليل والأشعة والتى قامت بعملها بالخارج، وعندما رأوهم قالوا لها لا نأخذ طفلا قام طبيب آخر بالكشف عليه، فذهبت الأم مسرعة ومعها زوجها إلى معهد الأورام القومى لكى تحاول إنقاذ ابنتها الوحيدة من انتشار الورم بجسدها، فأخذوا منها الأشعة والتحاليل لكى يستطيعوا أن يشخصوا المرض وإلى أين وصل، ولكن الورم زاد بنسبة 1.5 سم للأسف، ويقول والدها إن الدكتور خارج المستشفى أخبره إذا لم يتم الإسراع فى العلاج فسوف ينتقل إلى الكبد فحينها لن يستطيع أحد علاجها وستكون فى تعداد الأموات.
أما عن أحمد رمضان، فابنه دائما ينزف من أنفه فقام بالكشف عليه عند دكتور فى المنيا وقام بتحويله إلى معهد الأورام، حيث قام المعهد بعمل الأشعة والتحاليل اللازمة ولكن لا يعرف الأب حتى الآن ما سبب النزيف؟ وحتى الآن لم يتم البدء فى علاجه، ويقول أطباء المعهد: إن هذا النزيف خطأ من دكتور أعطى له دواء خطأ وهو الآن ينتظر البدء فى علاج النزيف الداخلى الذى لا يعرف سببه.
مستشفى أم المصريين.. مهزلة
مستشفى أم المصريين تمثل مهزلة حقيقية فهى تفتقر لكل شىء بداية من إمكانيات خدمية وأدوية، خصوصا رعاية المريض، والأكثر من ذلك أن هذا المستشفى يعد من أهم مستشفيات وزارة الصحة الذى يستقبل حالات الحروق الخطيرة، ولكن كيف؟ ولا توجد به وحدة الرعاية، ولا أطباء مدربون للتعامل مع الأجهزة، فبعد انهيار سقف المبنى الذى يوجد به قسم الاستقبال العام الماضى تم غلق المبنى لأشهر عديدة، وهنا نتساءل كيف ينهار سقف المبنى على المرضى داخل المستشفى؟ وأين كانت وزارة الصحة؟ ولماذا لم تتدخل فى ترميم المستشفى قبل أن يحدث ذلك؟ كل هذه الأسئلة التى تبادرت إلى أذهاننا تم طرحها على المرضى والأطباء بمستشفى أم المصريين بالجيزة.
فقال لنا أحد الأطباء بالمستشفى، رفض ذكر اسمه وهو طبيب مقيم وجراح تجميل حروق بمستشفى أم المصريين العام كنا سنستقبل العديد من الحالات فترة طويلة حتى تعدى العديد من البلطجية وأهالى المرضى عليه، وذلك بسبب قلة الموارد لديهم وقد تم غلق قسم استقبال الحروق وذلك لعدم وجود أمن فى المستشفى، وقال إنهم لا يستقبلوا حالات الحروق الأكثر من 35% كنسبة حروق، لعدم وجود جهاز تنفس صناعى، لأن الحروق التى تكون نسبتها أعلى من 35% تحتاج إلى وحدة رعاية حروق وهى أيضا غير موجودة بالمستشفى، وهو ما يضطرهم إلى رفض هذه الحالات مما يؤدى إلى وفاة بعض الحالات.
وقال إن المريض يحتاج يوميا إلى ما يزيد على 12 زجاجة "ألبيومين" لعلاج للحروق وإن وزارة الصحة لا توفر هذه الكمية المطلوبة للمريض التى يحتاجها يوميا، ويضطر الطبيب المعالج أن يطلب من المريض أن يجلب تلك الزجاجات على حسابه الخاص، فى حين أن الزجاجة الواحدة تصل إلى 250 جنيها ويتم الحصول عليها بصعوبة جدا.
وأوضح أيضا: أنه يوجد عجز كبير جدا فى الكريمات والمراهم التى يحتاجها المريض مما يؤدى إلى عدم تقديم خدمة جيدة للمريض، كما أعرب الطبيب عن أسفه الشديد لعدم أداء واجبه على المستوى المطلوب وذلك لعدم وجود الإمكانيات التى تساعده على ذلك.
وأشار الطبيب إلى شىء فى منتهى الأهمية وهو أنه حتى الآن يوجد العديد من الأطباء داخل المستشفى تتاح الفرصة لفحص الحالات لمعالجتها لتزيد خبرته العمليه فى المجال، ونتيجة لقلة الحالات التى ترجع إلى نقص الإمكانيات ووجود العديد من الأطباء المقيمين والمُعيَّنين من قِبَل وزارة الصحة، يصبح الطبيب غير كفء فى ممارسة مهنته.
هذا ما يعانيه الأطباء فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وما يعانيه المريض أيضا من سوء خدمة وإهمال بسبب نقص الإمكانيات، علما بأن مرضى المستشفيات الحكومية هم من محدودى الدخل، والذين ليست لديهم موارد مالية كافية لتتيح لهم الذهاب إلى المستشفيات الخاصة وهو ما يجعلهم يتذمرون وهذا حقهم.
مستشفى العياط المركزى
قال سمير أحمد نائب رئيس والمتحدث الإعلامى لجمعية أصدقاء الصحة بمركز العياط بجنوب الجيزة: إننا فى نهاية شهر مايو الماضى توجهنا لمستشفى العياط المركزى ومعنا مريض فى حالة حرجة وعند دخولنا قسم الاستقبال فى الثامنة مساء، وفى تلك المحنة اكتشفنا غياب أطباء الباطنة عن القسم ووجود طبيب واحد فقط بالاستقبال لم يستطع حتى قراءة رسم القلب الذى أجرى للمريض ولم يستطع إسعافه مما به، إضافة إلى عدم وجود أى من الأدوية أو العقاقير اللازمة لإسعافه أو إسعاف الآخرين واقتصار عمل الطبيب على كتابة أى منها لشراء المواطنين لها من الخارج، ولم يكلف الطبيب نفسه إلا بكتابة حقنة من الخارج قمنا بشرائها وهو فى شدة الألم وانصرفنا نحمل آلامنا وحسرتنا على المستشفى الذى كان ذات يوم عريقا، فتقدمنا بشكوى لمدير المستشفى ساعتها بشكل ودى ليتم التحقيق فى الواقعة ووعدنا مدير المستشفى بتلافى تلك الأخطاء والعمل على حل جميع هذه المشكلات مع تحويل الشكوى إلى الشئون القانونية، وللأسف وحتى الآن لم يتم شىء، كما أن الاستقبال مازال على حالته لا أدوية لا اهتمام لا أطباء، بالإضافة إلى العشرات من الصور غير اللائقة من احتراق كشافات الإنارة ببعض الأروقة وقذارة دورات المياه و عشوائية شبكة الإنارة وانتشار الأسلاك وغيرها.
وأضاف سمير أنه بالنسبة لمستشفيات الحوامدية والبدرشين والعياط فهناك عجز شديد فى الأطباء والأدوية والمعدات، وفالعياط على وجه الخصوص يعانى من كثير من الإهمال يتمثل فى أن أقسام الطوارئ والاستقبال فى حالة سيئة جدا، كما أن هناك عجزا فى الأدوية، والسبب المديونيات لشركات الأدوية الكبرى التى تتعامل معها وزارة الصحة، بالإضافة إلى سوء معاملة الأطباء للمرضي، وتكاد تنعدم المتابعة الدورية لصيانة الأجهزة والمعدات فى جميع المستشفيات بسبب تقصير المتابعة الإدارية، كما أن هناك عجزا فى أطباء الجراحة وزيادة مبالغ فيها فى النساء ولاتوجد جراحة عظام أو إخصائى حروق أو قلب أو جراحة أسنان أو علاج طبيعي.
وأشار سمير أن هناك ثلاثة قرارات حولت مستشفى العياط إلى ركام، فالقرار الأول كان قد أصدره وزير الصحة قبل حادث قطار كفر عمار بيوم واحد، وكان ينص على إلغاء مستشفى الحميات وتحويل جميع العاملين به إلى المستشفى المركزي، وهذا القرار سيئ للغاية وسيؤدى لكوارث كبيرة، لأن الوزير وقتها اهتم بالأطباء والعاملين ولم يراع الصحة العامة، حيث إن أمراض الحميات ذات عدوى شديدة وتمثل خطورة، وبرغم ذلك تم نقل جميع المرضى إلى المستشفى المركزي.
ثم تم إلغاء هذا القرار بعدها بشهور على مستوى الجمهورية.
أما القرار الثانى هو نقل مستشفى العياط المركزى إلى مبنى الحميات، حيث إنه كان حديث الإنشاء وكان منتظرا افتتاحه فصدر القرار السابق، وعليه تم نقل الجميع إليه وأصبح المبنى القديم شبه مهجور برغم أنه يعتبر مبنى أثريا، وحتى الآن لا يتم استخدامه إلا فى تخصيص بعض حجراته كمدرسة للتمريض واخرى للأشعة والباقى خراب.
كما أن هناك مبنى للطوارئ كان قد صدر قرار بإقامته منذ 13 عاما، وبعد أن افتتحه محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق تهدم المبنى بعدها بعامين وتشققت جدرانه، ثم قاموا بعدها بترميمه وتنكيسه منذ ثمانى سنوات، وبرغم الانتهاء منه ووجود المعدات لم يتم افتتاحه حتى الآن برغم أهميته القصوى بسبب كثرة الحوادث ووجود العياط على الطرق الزراعية والصحراوية وغيره، فلقد خاطبنا ثلاثة وكلاء للوزارة ووزيرين سابقين على مدى ثلاث سنوات مضت وأكثر وقد وعدونا أكثر من مرة بافتتاحه دون تنفيذ ولا نعرف سبب التأخير حتى الآن.
وأكد سمير أن مبنى مستشفى العياط الحالى مهدد بالانهيار، وكذلك مستشفى الصدر، كما أنه لا يوجد صرف صحى مطلقا بالمستشفى، وبالتالى فإن المدير السابق والحالى للمستشفى قررا حلا لهذه المشكلة شراء سيارة كسح، وسيارة الكسح هذه تنقل أكثر من 30 حمولة يوميا.
أما العجيب فإن السائق يقوم بتفريغ حمولتها فى مبنى مستشفى العياط القديم أو أمامه فى الشارع العمومى لسرعة الإنجاز، فتخيل أن تلك الحمولة وكلها أوبئة لأنها من المياه المستهلكة فى وحدات الغسيل الكلوى تلقى فى المبنى القديم بكل إهمال، والأغرب من ذلك أن الإدارة عندها علم وحتى جميع العاملين بما يجرى، وبالتالى تجد أن المستشفى محاط بمياه الصرف غير الصحية من جميع الجهات حتى وصلت الخطورة إلى مستشفى الصدر الذى تصدع هو الآخر وطلب مديره لجنة هندسية لمعاينته والبت فى أمره ومع ذلك سيظل الخطر قائم ما لم يبحثوا عن علاج جذرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.