محمد عيسى ما بين الشائعة والحقيقة خيط رفيع يربطهما، فلا توجد نار بدون رماد، وهو الأمر الذى ينطبق على مدى خطورة انتشار وتفشى مرض إنفلونزا الخنازير فى مصر، فقد فتحت شائعة وجود حالات وفيات بين الأطباء فى مصر بسبب إنفلونزا الخنازير "H1N1"، الكثير من الحقائق المختفية تحت الرماد، والتى تخص عدد من ماتوا وأصيبوا بهذا الفيروس حتى الآن. ففى الوقت الذى نفى فيه المكتب الإعلامى للأمم المتحدة شائعة وفيات بين الأطباء، وأكدتها على نفيه الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة فى مؤتمر عقد بالوزارة الثلاثاء الماضى، فإنها كشفت فى نفس الوقت أن موسم شتاء هذا العام شهد وفاة 24 حالة بفيروس الإنفلونزا H1N1 الموسمية والمعروف سابقا بإنفلونزا الخنازير، وذلك من أصل 195 حالة شديدة الإصابة تم حجزها بالمستشفيات، كما أصيب أصيب 272 حالة منذ شهر أكتوبر الماضى وحتى الآن. وقد أثار عدد حالات الوفيات والإصابة القلق لدى الكثيرين، خوفا من أن يكون ذلك مؤشراً لموجة شرسة من الإصابات مقبلة، خصوصا أن موسم الشتاء مازال مستمرا، وزاد من مخاوفهم إعلان وزارة التربية والتعليم تأخيل الفصل الدراسى الثانى أسبوعين، ليبدأ 22 فبراير، خصوصا أن الوزارة كانت قد أعلنت من قبل أنه لا نية للتأجيل، ثم جاء التأجيل متواكبا مع شائعات انتشار إنفلونزا الخنازير، كما أن سبب التأجيل الذى قالته الوزارة، بأنه جاء استجابة لطلبات الكثير من أولياء الأمور للم شمل الأسرة غير مقنع على الإطلاق وسط هذا الكم من الشائعات والمخاوف عن انتشار كبير لهذا الفيروس، لكنه فى جميع الأحوال قرار حكيم سيحد وبشكل كبير من انتشار الفيروس بين أطفال المدراس والمجتمع بشكل عام. لكن وزيرة الصحة أكدت أن هناك معلومات كثيرة غير دقيقة وطالبت بضرورة الاعتماد على بيانات وزارة الصحة لأن لديها أنظمة ترصد بكل دقة تطور الفيروس، وذلك حتى لا يصاب المواطن بذعر غير مبرر. من ناحية أخرى قال الدكتور نصر الدين طنطاوى، ممثل منظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية أنه وفقا لآخر تقرير وصل للمنظمة بتاريخ فى يناير الماضى، ثبت انتهاء مرض إنفلونزا الخنازير من العالم، باستثناء زيادة انتشاره فى أمريكا وكندا ودول شمال أفريقيا (بينها مصر)، وأنه لا يمكن التهوين من الموقف. وأكد الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى، كلام سابقه بأن هناك نشاطا زائدا لفيروس الإنفلونزا فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية والذى يشمل مصر، وأن الفيروس السائد هو H1N1 والمعروف سابقا منذ عام 2009 بفيروس إنفلونزا الخنازير، وأن النتائج الأولية تؤكد أنه ليس هناك طفرة جينية للفيروس فى مصر، وأن الفصيلة المنتشرة نفسها فصيلة الإنفلونزا الموسمية، وتستجيب لعقار التاميفلو، ولا يوجد أى خطورة، كما أن الانتشار بين السكان طبيعى، ولا وجود لروابط وبائية وما يحدث يتماشى مع الزيادات التى تحدث عالميا. وعن شائعة وفاة أطباء بهذا الفيروس أكد الدكتور قنديل إن الأطباء قيل أنهم توفوا بسبب انفلونزا الخنازير، ماتوا بأسباب أخرى. بينما أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق وأستاذ الصدر والحساسية ورئيس الجمعية المصرية للصدر والدرن، أن مرض الإنفلونزا هو الأكثر انتشارا وهناك حوالى 10 أو 15 نوعا من الفيروسات وفى 90٪ من الحالات يمر بشكل طبيعى بعد رشح وتكسير، لكن هذا العام فيروس H1N1 مازال نشطا وشديدا ويحدث إصابات وهو لم يعد إنفلونزا خنازير وأصبح إنفلونزا موسمية. وأشار إلى أن الوزارة قررت منذ سنوات بالاحتفاظ بمخزون التاميفلو فى مصر لأن فيروس الإنفلونزا مازال موجودا، وهو سائد فى العالم كله، وطبقا لتقرير صادر عن الولاياتالمتحدة لرصد الأمراض فإن فى موسم الشتاء الحالى يشهد انتشارا زائدا لفيروس "H1N1"، وهو معدٍ للغاية. وقال تاج الدين إن انتشار المرض ينتقل عن طريق السعال والكحة ولمس الأسطح الملوثة بالفيروس، وهناك فئات أكثر عرضة للمخاطر ومنها أصحاب أمراض القلب والكلى والسكر والحساسية ومتعاطو الكورتيوزن، والأطفال الذين لديهم مشاكل صحية فى المناعة، وقمنا بتوزيع إجراءات للوقاية وكيفية التعامل مع المريض بالإنفلونزا المستشفيات لأنها مرض خطير وقد تتسبب فى الإصابة بفشل تنفسى شديد أو ربو بسبب الفيروس، ولكن ليس كل مصاب يحتاج للتاميفلو.