عماد أنور «اشمعنى الأهلى ما حدش بيتدخل فى شئونه».. «اشمعنى الأهلى بتتخفف عقوباته».. حتى إن البعض كان يتناسى مجهودات لاعبى الفريق الأحمر طوال موسم كامل، للدرجة التى جعلتهم يتساءلون «اشمعنى الأهلى هو اللى يفوز بالدورى»، وكأن الفوز بالمسابقة هدية قدمها مسئولو الرياضة إلى فريق الأهلى.. وحتى يصير السؤال أكثر واقعية قالوا «التحكيم بيخدم الأهلى». زمن من المقارنات عاشته جماهير الفريقين.. لكنهم استيقظوا منذ عدة أيام على خبر جعلهم يؤمنون أن الأهلى أقوى من الدولة نفسها، وتحديدا بعد أن قرر الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء، وقف قرار طاهر أبوزيد وزير الدولة للرياضة بوقف المد لمجلس إدارة الأهلى برئاسة حسن حمدى، وهو القرار الذى جعل كلمة «اشمعنى» هى بطلة المشهد، خصوصاً أن أبوزيد أوقف من قبل المد لمجلس الزمالك، وقام بتعيين مجلس مؤقت برئاسة كمال درويش. هذا دفعنا للابتعاد عن تصريحات مجلسى إدارة الناديين برئيسيه وأعضائه.. والذهاب إلى القلعة البيضاء لرصد حال أعضاء «مدرسة الفن والهندسة»، الذين كانوا فى قمة الحسرة. إبراهيم عدلى مجاهد، أحد الأعضاء البارزين فى الزمالك، قال: إن طاهر أبوزيد لم يتخذ قراره عن جهل، بل من المؤكد أنه لجأ إلى مستشاريه القانونيين، لكنه أخطأ عندما اتخذ قراره دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، وهذا يدل على وجود فجوة كبيرة فى الإدارة بجميع مؤسسات الدولة. وأضاف مجاهد، الببلاوى قابل الخطأ بخطأ أكبر، إنه لم يستدع طاهر أبوزيد لمناقشة القرار قبل وقفه لحفظ ماء وجه الوزير، وإلا كان من الأفضل صدور قرار إقالة الوزير مع قرار إيقاف حل مجلس الأهلى. وعن الفارق بين موقف الأهلى والزمالك فى الحالتين، قال مجاهد بأسى شديد: «الزمالك هان على ولاده، فهان على كل المجتمع، وعلى مجلس درويش أن يقدم استقالته فورا، وأضاف أن أغلب أبناء النادى لا يسعون للحفاظ على الكيان، مثلما يحدث فى الأهلى، بل إن الكل يبحث عن مجد شخصى، مشيرا أنه كان لابد وأن يرفض المجلس المعين قرار تعيينه من الأساس، حتى لو هناك خلاف مع مجلس عباس، فاحترام رأى الجمعية العمومية هو احترام للكيان ذاته. وطالب عضو الزمالك، الببلاوى بإصدار قرار فورى بعودة مجلس ممدوح عباس الموقوف بأمر من وزير الرياضة، أسوة بالأهلى، وانتظار موعد الانتخابات، لكن للأسف لم يحرك أى مسئول داخل الزمالك ساكنا واكتفوا بالمشاهدة. الحاج أحمد حسن كانت له وجة نظر أخرى، حيث قال: إن قرار أبوزيد جاء فى توقيت خاطئ بالمرة، وهو ما دفع الببلاوى لوقف هذا القرار، خصوصاً أن الجميع شكك فى أن أبوزيد ينتقم من مجلس الأهلى بسبب خلافات شخصية. وأضاف الحاج أحمد، أن الأهلى كيان قوى جدا، وأن حسن حمدى أقوى من مصر نفسها، قائلا: «سمعنا أن عليه قضايا مالية كتير جدا، ولحد دلوقتى ماحدش قادر يعمل له أى حاجة، وهايطلع منها»، موضحا أن الفارق بين الأهلى والزمالك، أنه بمجرد صدور قرار أبوزيد تحرك الجميع من أجل مصلحة الكيان حتى أعضاء الألتراس رفضوا القرار، أما فى الزمالك فلا حياة لمن تنادى. وأكد الحاج أحمد، أنه إذا أدرك مجلس الزمالك الحالى قيمة النادى لتقدم باستقالته على الفور، موضحا أن أعضاء المجلس اكتفوا بإعلان غضبهم عبر الفضائيات، بل إنهم يتشاجرون عبر الفضائيات أيضا، فكيف يصبح الزمالك كيانا قويا، «الله يرحم أيام حيدر باشا وحلمى زامورا». بينما اكتفى عصام السيد بأن وصف قرار الببلاوى ب «الفاشل» مؤكدا أنه لم يتخذ قرارا صائبا منذ توليه المنصب، وأن قرار أبوزيد صحيح لأن هناك مخالفات كبيرة تحدث داخل الأهلى، لكن الأهلى لم يقدر أحد على زعزعته، أما الزمالك فيتطاول عليه القاصى والدانى، حتى إنهم قرروا وقف مجلس عباس بحجة عدم الاستقرار، هذه هى الشماعة التى يعلقون عليها قراراتهم، لأنه لا يوجد فى الزمالك من يتصدى لمثل هذه القرارات. وأوضح عصام، أنه يجب عليهم كجمعية عمومية أن يطالبوا بعودة مجلس عباس، حتى وإن كان هناك خلاف عليه، وذلك حفاظا على ما تبقى من الزمالك. أما سيد عساف، فقال: إنه يحق لمجلس إدارة الزمالك السابق برئاسة ممدوح عباس العودة لرئاسة النادى فورا، لأن الزمالك لا يقل أهمية على الأهلى، وكفى بالمسئولين التعامل بسياسة الكيل بمكيالين، والحقيقة أن هذا يرجع لتخاذل أبناء الزمالك، فحتى إلى الآن لم نجد الرجل القوى القادر على وضع النادى فى مكانته الطبيعية. وأضاف، أن الأهلى كبير برجاله الأقوياء وأعضائه الذين يعشقون الكيان، وبطولاته، أما الزمالك فقد تراجع فى كل شىء، وهو ما جرأ عليه الجميع. تدخل الحاج صلاح قائلا: لماذا لم يرجع طاهر أبوزيد إلى مجلس الوزراء قبل اتخاذ القرار، مثلما فعل فى قرار البث، هذا ما جعل الجميع يتأكد من أن قراره جاء لتصفية حسابات شخصية، حتى وإن كان هذا غير صحيح، فالوزير فتح مجالا للشكوك. وأضاف الحاج صلاح، أن الأهلى أثبت أنه أقوى من مصر، وحسن حمدى نجح فى إقامة دولة داخل الدولة، ومن حقهم أن يطلقوا على مصر «جمهورية الأهلى العربية»، لكن فى المقابل يقف مسئولو الزمالك مكتوفى الأيدى أمام أى قرار يتخذ ضد النادى، وكان لزاما علينا كأعضاء جمعية عمومية التصدى لقرار إقالة عباس من البداية، وآن الآوان لنتكاتف جميعا من أجل مصلحة النادى، الجميع تناسى حجم الزمالك «مدرسة الفن والهندسة»، وعلى رأسهم قيادات النادى. أما الحاج عطا، فكان كلامه مقتضبا، حيث قال جملة واحدة: «طاهر أبوزيد يستاهل أكتر من كده ولا عزاء للزملكاوية.. وسبب إقالة ممدوح عباس هو أنهم مشيوا ورا بتوع الألتراس.. وللأسف الزملكاوية مابيعملوش لصالح النادى.. حتى أنا سألت جلال بيه إبراهيم هما فين كبار الزمالك». أما أيمن نور الدين، فقال: ما القرار الصحيح الذى اتخذه الببلاوى منذ توليه منصبه، كى ننتظر منه قراراً سليماً فى الرياضة؟ مؤكدا أن هذا البلد يدار بالنفوذ، وهو ما أظهر أن الأهلى أقوى من الجميع، لأنه بمجرد صدور قرار أبوزيد، دارت الاتصالات من الجميع وعلى رأسهم إبراهيم المعلم طبعا، حتى تم وقف القرار، وعاد حمدى ورجاله إلى مناصبهم. أما عاطف النادى، فقال: إن المجلس المعين هو سبب خراب نادى الزمالك، لأن إحنا للأسف ارتضينا بكده، لكن ما يميز الأهلى هو أنه حتى لو كان هناك خلاف على المجلس بيحافظوا على الكيان. أما المقدم سيد متولى، الذى استضافنا داخل النادى، بل هو من عرفنا إلى هذه المجموعة قائلا: «دول أكتر ناس قاعدين فى النادى وعارفين كل كبيرة وصغيرة». قال متولى، إنه موافق على قرار طاهر أبوزيد بوقف المد لمجلس إدارة الأهلى، لأن هذا حق أصيل لوزير الرياضة، لكنه قال أيضا، إنه يوافق على قرار الببلاوى، لأن الوقت غير مناسب تماما، ومن الطبيعى أن يكون لقرار الببلاوى مردودا سلبيا لدى جماهير الزمالك، لأنه يظهر سياسة التفرقة بين الأندية. وأضاف متولى، أن القانون لايفرق بين شخص وآخر، وطالما أن الوزير أوقف مد مجلس عباس، فمن حقه وقف مجلس الأهلى دون تراجع، أما من يتشدقون بكلمة قانون الرياضة، هم أشخاص يريدون عمل لائحة خاصة تتماشى مع مصالحهم، دون النظر إلى مصلحة البلد، وللأسف فإن هناك أشخاصاً كثيرين يتأمرون على مصر فى كل المجالات داخليا وخارجيا، وللأسف أيضا فهم يحملون الجنسية المصرية. بينما قال مجدى السيوفى، إن طاهر أبوزيد أخطأ فى قراره، لأن الأهلى كيان كبير، وهو اتخذ القرار فى وقت تعيش فيه مصر حالة من الاحتقان الشديد، وتساءل، لماذا سكت أبوزيد على مجلس الأهلى 11 شهرا وتذكر إقالته الآن. وأضاف السيوفى: أكبر دليل على قوة الأهلى هو ما قاله الخطيب على الرغم من تصريحاته النادرة جدا قال: "دى رسالة علشان يعرفوا مين النادى الأهلى". وأشار إلى أن الأهلى ضحاياه كثيرون، منهم حسن صقر والعامرى فاروق وطاهر أبوزيد، مؤكدا على أن أى شخص يحاول المساس ببند ال 8 سنوات سيلقى نفس المصير، أما بالنسبة للزمالك، فقد تعودنا حل مجالس الإدارات منذ عام 1997، وقال بسخرية: "ياراجل ده مجلس الإدارة اتحل مرة بسبب خسارة ماتش". وأكد السيوفى، أن الزمالك فى حاجة إلى مجلس إدارة قوى يدافع عن كيان النادى، ولابد من إعادة ترتيب الحسابات، وأن تكون هناك وقفة جادة أمام هذا القرار، لأنه يمس الزمالك أيضا، بل يمس أندية مصر بأكملها.