ا ش ا توجهت وزير الدفاع الألمانية الجديدة أوزولا فون دير لاين اليوم الأحد إلى أفغانستان لزيارة جنود بلادها المشاركين في مهمة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)بقيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو). وفي معسكر القوات الألمانية (مارمال) بمدينة مزار الشريف شمالي أفغانستان ، قالت فون دير لاين التي لم يمر على توليها مهام منصبها سوى خمسة أيام :"من المهم بالنسبة لي أن أظهر بهذه الزيارة أننا مع الجنديات والجنود الألمان المتواجدين هنا من أجلنا". وفي ذات السياق تابعت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي حديثها قائلة "مهم بالنسبة لي أن أظهر أنني هنا من أجل الجنديات والجنود ، وبوسعهم أن يطمئنوا إلى هذا الأمر بقوة". كانت وزيرة العمل السابقة تولت رسميا يوم الثلاثاء الماضي منصب وزير الدفاع خلفا لتوماس دي ميزير الذي تولى حقيبة الداخلية وبذلك تكون فون دير لاين أول امرأة تتولى القيادة العليا للجيش الألماني. وأضافت الوزيرة أنه كان من المهم جدا بالنسبة لها أن تتوجه بأسرع ما يمكن إلى منطقة عمليات القوات الألمانية الخارجية "فهذا بالتأكيد شيئ مختلف عن ذلك الشئ الذي يعلمه المرء من الناحية النظرية من خلال الإرشادات الممتازة داخل الوزارة". وكانت الحكومة الألمانية أبقت على سرية الزيارة حتى اللحظات الأخيرة وذلك لدواعي أمنية. وتجدر الإشارة إلى أن فون دير لاين أكدت على رغبة بلادها في استئناف دورها العسكري في أفغانستان حتى بعد عام 2014 المحدد لسحب القوات الدولية. وفي أعقاب لقائها في مزار الشريف مع الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد قائد قوة إيساف ، أوضحت فون دير لاين أن "المهمة القتالية لإيساف ستنتهي وقد تم تحقيق الكثير جدا ونحن راغبون في تأمين هذا (الذي تحقق)". يذكر أن الناتو يعتزم إنهاء المهمة العسكرية في أفغانستان بحلول نهاية العام المقبل لكنه يعتزم الإبقاء على قوة تتراوح بين ثمانية إلى 12 ألف فرد من المدربين والمستشارين ، وكانت ألمانيا عرضت المشاركة في المهمة الأخيرة بما يصل إلى 800 جندي شريطة أن يوقع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على اتفاقية أمنية تمنع ملاحقة القوات الأجنبية في أفغانستان قضائيا. غير أن كرزاي لا يزال حتى الآن يرفض التوقيع على الاتفاقية فيما توقعت الوزيرة الألمانية أن يتم التوقيع عليها في الوقت المناسب. من جانبه، أعرب القائد الأمريكي عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك انسحاب شامل من أفغانستان وأشاد بالدور الألماني هناك قائلا إن "أهم ما جلبه الألمان للشعب الأفغاني هو الأمل". ووصفت فون دير لاين الوضع الأمني في أفغانستان بأنه لا يزال "هشا" لكنه في الشمال "أكثر استقرارا للغاية" مقارنة بمناطق أخرى في البلاد. وأعربت فون دير لاين عن اعتقادها بأن عملية التسجيل للانتخابات الرئاسية المقرر لها نيسان/أبريل المقبل تسير بشكل جيد "وهو ما يدل على أن الأجواء المنظمة والآمنة تزداد رسوخا في البلاد". وأشادت الوزيرة الألمانية بما أنجزه الاف الجنود الألمان في أفغانستان منذ 12 عاما وقالت "نعرف جميعا مدى جدية المهمة هنا ومدى عظمة الإنجاز الذي يؤديه هنا الجيش الألماني بجندياته وجنوده ، ولا يزال أمامكم مهام كبيرة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة". وتعتزم فون دير لاين قضاء يومين في معسكر مزار الشريف وهو آخر معسكر تابع للجيش الألماني في شمال افغانستان ، وينتشر في أفغانستان في الوقت الراهن نحو 3100 جندي ألماني بينهم نحو 200 امرأة.