محمد فاروق هندى 4 سنوات مقبلة، سيكون على المصريين انتظارها، أملاً في مشاهدة منتخب بلادهم في المونديال، الحلم الذي ينتظره المصريون منذ 1990 تم اغتياله في كوماسي بهزيمة ساحقة أمام غانا بسداسية، قبل دفنه رسميا بالقاهرة بعد فشل الفراعنة في تحقيق الحلم المستحيل والفوز بخمسة أهداف، واكتفوا بهدفين فقط في ستاد الدفاع الجوي بالقاهرة في إياب الدور الفاصل لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. منتخب مصر قدم عرضاً قوياً على مدار شوطى المباراة، ونجح إلى حد ما فى رد اعتباره بأداء جيد، بعد الانهيار المروع الذى شهده لقاء الذهاب، لكنه اكتفى بالفوز 2-1 بهدفي عمرو زكي، ومحمد ناجي جدو، فيما جاء هدف غانا عبر برينس بواتينج العائد لمنتخب بلاده بعد غياب طويل، ليحجز النجوم السوداء مقعدا مستحقا في المونديال للمرة الثالثة على التوالي بعد عامي 2006 و2010، وبات كواسى أبياه المدير الفنى لمنتخب غانا، أول مدرب وطنى يقود منتخب بلاده للمونديال. وكان في إمكان الأمريكى بوب برادلي وجهازه الفني إنهاء مشوارهم مع المنتخب بذكرى طيبة، ونتيجة أفضل لولا أخطاء التشكيل والتغييرات التي أثارت استياء الجماهير، ولاسيما بعد خروج أحمد فتحي أحد نجوم الشوط الأول. وفيما كتب اللقاء كلمة النهاية للجيل الذهبي للكرة المصرية، وعلى رأسهم محمد أبوتريكة، ووائل جمعة، وسيد معوض، ومن قبلهم عصام الحضري وأحمد حسن اللذان استبعدهما برادلي، ومحمد بركات الذي سبقهما بالاعتزال، فقد شهد اللقاء ميلاد نجمين دوليين أولهما حازم إمام نجم المباراة الأول، ورامي ربيعة الذي قاد دفاع المنتخب ببراعة، واستمرت علامات الاستفهام حول أداء شيكابالا مع المنتخب، حيث ظهر بمستوى متواضع بعد نزوله، وأضاع هدفا مؤكدا. وربما تكون هناك مكاسب أخرى قد تحققت من هذا اللقاء، لعل أبرزها على الإطلاق دحض الدعاية الغانية السلبية حول غياب الأمن في مصر، حيث تم تأمين بعثة الضيوف بشكل جيد سواء داخل الملعب أم خارجه، وهو ما ينبئ بإمكانية عودة الروح للشارع الرياضي المصري من جديد. كما سيفيد هذا الفوز المعنوي منتخب مصر في رفع تصنيفهم بين المنتخبات الإفريقية قبل انطلاق تصفيات بطولة الأمم الإفريقية. ولم يرض بعض الجماهير عن خروج المباراة بشكل مثالي، وقاموا بإشعال الشماريخ قبيل نهاية المباراة، وإلقاء عدد من الزجاجات الفارغة على لاعب غانا وهم في طريقهم نحو الغرف من المدرجات. وعقب اللقاء، اعتذر النجم محمد أبو تريكة للجماهير عن عدم النجاح فى الوصول لكأس العالم، وقال فى تغريدة له على موقع تويتر:"نعتذر للجميع وبالتوفيق للمنتخب المصرى فى المستقبل، وألف شكر للجمهور الذى وجد فى الاستاد". وبرغم حزنه من ضياع حلم التأهل للمونديال، أكد جمال علام رئيس اتحاد كرة القدم أن اللقاء سيكون فاتحة خير لعودة النشاط الكروي في مصر من جديد، وقال إنه لم يكن بإمكان الفراعنة أفضل مما كان، فقد أدوا مباراة مميزة ورائعة وقوية، ولكن نتيجة لقاء الذهاب في كوماسي كانت حجر عثرة أمام تأهلنا للمونديال، وهذه هي كرة القدم التي تطيح بك من المونديال بسبب فارق الأهداف. وحول مصير الجهاز الفنى، أكد خالد لطيف عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أن عقد برادلي ومعاونيه انتهى بعد لقاء اليوم، خصوصا أن هناك شرطا في العقد يسمح بإنهاء التعاقد في حال الفشل في التأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل، وأضاف: سندرس احتياجات الكرة المصرية في الفترة المقبلة من أجل تعيين جهاز فني يستطيع تعويض ما فات للكرة المصرية، خصوصا أننا نملك الوقت من أجل دراسة الموقف واختيار جهاز فني على قدر الإمكانات وعدم التسرع في الاختيار، وأن هناك اتجاها لاختيار جهاز فني وطني.